حقوق وحريات

النظام السوري يستهدف المستشفيات والطواقم الطبية

استطاعت الأمم المتحدة إيصال الخبراء الكيماويين ولم تستطع إيصال الغذاء والدواء للمحاصرين
استطاعت الأمم المتحدة إيصال الخبراء الكيماويين ولم تستطع إيصال الغذاء والدواء للمحاصرين
في مقابلة أجرتها معها صحيفة "هافنغتون بوست" الأمريكية، قالت طبيبة سورية إن  النظام السوري يستخدم "سلاحا حربيا جديدا" يتمثل في استهداف القطاع الصحي في كثير من مناطق البلاد التي تمزقها الحرب.

وأوضحت الدكتورة رولا حلام التي تعمل طبيبة تخدير في لندن، وعملت متطوعة في سوريا أن الحكومة السورية قامت بالحد من الخدمات الصحية المتوفرة للشعب عن طريق اعتقال العديد من الأطباء والممرضين، وقصف المستشفيات في مناطق المعارضة التي تعاني من ندرة الأدوية وقلة أنظمة الصرف الصحي، وكذلك اللقاحات، وكلها أدت إلى انتشار أمراض معدية كالحصبة والتيفوئيد وشلل الأطفال.

وتضيف حلام التي تطوعت للعمل مع مؤسسة "هاند إن هاند فور سيريا" الخيرية (يدا بيد من أجل سوريا): "هناك ما يقدّر بحوالي 500 طبيب وممرض وموظفي هيئات مساعدة إنسانية معتقلون في السجون، وقد اعتقلت قوات الأمن السورية 12 من زملائي من أماكن سكنهم في المستشفيات في دمشق الأسبوع الماضي بتهمة معالجتهم لمدنيين في مناطق المعارضة."

وقالت حلام البالغة من العمر 33 عاما للصحيفة البريطانية إن الطائرات الحربية السورية قصفت المستشفيات في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، مضيفة أنهم "أحيانا يقصفون المرة الأولى، وينتظرون قدوم المسعفين للمكان ثم يقومون بالقصف مرة ثانية"، مما اضطر الطواقم الطبية إلى إقامة مستشفيات ميدانية في البنايات المهجورة أو في الطوابق الأرضية للبيوت حيث يكون من الصعب على الطيران أن يكتشفها ويستهدفها.

وتقول الصحيفة إن تقارير منظمة العفو الدولية تؤيد إدعاءات حلام بأن جيش الأسد يستهدف المنشآت الطبية، كما أن الأمم المتحدة قالت أن جيش النصرة والجيش الحر أيضا استهدفا مستشفيات في سوريا.

وقالت الدكتورة حلام التي شتتت الحرب عائلتها التي كانت تعيش في دمشق وحمص إن استهداف الطواقم الطبية أدى إلى ندرتها، ففي إحدى المناطق شرقي دمشق هناك طبيب واحد لكل 90 ألف شخص.

لكن الأكثر مدعاة للقلق هو مصير أولئك السوريين الذين تحاصرهم القوات الحكومية، والذين لا يستطيعون الحصول؛ لا على الغذاء ولا على الدواء. فهناك حوالي 250 ألف شخص يعيشون في المناطق المحاصرة في سوريا من ريف دمشق إلى حمص إلى درعا بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعن المناطق التي تتحكم الحكومة بما يدخل ويخرج منها فإن الناس، بحسب حلام "يموتون جوعا، بخاصة الأطفال وكبار السن، بينما يعاني بقية الناس من مجاعة جعلتهم يخلطون أوراق الشجر بالأرز وأكل القطط والحمير كي يعيشوا".

وتساءلت الطبيبة السورية عن سبب تلكؤ الأمم المتحدة في حل المشاكل في سوريا رغم صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن في تشرين أول/ أكتوبر (انتقدت كونه غير ملزم) يحض الجانبان على تسهيل نقل المساعدات للمدنيين.

وأوضحت حلام أن "كون البيان غير ملزم يعني أنه يعود للحكومة السورية أن تسمح بتطبيقه أم لا، بينما تحتاج مؤسسات الإغاثة إلى الوصول للمناطق المحاصرة لنقل المساعدات الإنسانية"، مضيفة أنه ظهر في موضوع الأسلحة الكيماوية أن الأمم المتحدة قادرة على أن تفعل شيئا، "فقد كان بوسع طواقم التفتيش عن الأسلحة الكيماوية عبور خطوط التماس والعمل بأمان، فلماذا لا يمكن فعل نفس الشئ مع طواقم الإغاثة؟ لماذا لا تعطى الإغاثة الإنسانية نفس المستوى من الأهمية التي أعطيت للأسلحة الكيماوية؟"، موضحة أن تذليل الصعاب أمام المؤسسات الإغاثية سيساعدها على إنقاذ مزيد من الأرواح.
التعليقات (0)