يصور المخرج
التونسي الشاب نجيب بلقاضي في فيلمه الاول "بستاردو" تداخل آليات السلطة والفساد في المجتمع التونسي والتحولات التي تعيشها البلاد، مختصرا واقع العالم العربي بحي شعبي في تونس يحلم بالرفاه.
وعرض هذا الفيلم الاثنين في مهرجان ابو ظبي السينمائي، اذ يشارك في مسابقة "آفاق جديدة" الى جانب 15 فيلما من بلدان مختلفة، بعد مشاركته في مهرجان تورنتو السينمائي اخيرا.
ويقدم نجيب بلقاضي الذي بدأ بكتابة السيناريو لهذا الفيلم عام 1998 شخصيات غريبة لها عالمها المجنون وخصائصها المركبة.
يشكل محسن، الشاب الذي عثر عليه ملقى في مكب النفايات وهو رضيع، مع اترابه في الحي البائس عصابات تتقاسم النفوذ فيه، وتتصرف مع الناس على انهم قطعان تابعون.
ويصور الفيلم صراع هذه العصابات في بسط نفوذها وفي فرض الاتاوات على الناس.
ومع ان الفيلم يصور الجوانب القاسية من شخصيات هؤلاء البلطجية الذين يحكمون الناس بسلطة الامر الواقع، الا انه لا يغفل الجانب العاطفي لديهم.
ويلقي الفيلم الضوء على هذا الجانب المجهول من خلال قصة الحب التي تربط محسن باحدى شابات الحي، ووفائه لحبها حتى بعدما غادرت الحي وصارت وجها اعلانيا معروفا.
ومع ان كتابة سيناريو الفيلم بدأت قبل سنوات طويلة، الا ان المشاهد يحسب نفسه امام فيلم يصور واقع تونس اليوم، بحسب ما قال عدد من الذين شاهدوا عرضه في المهرجان.
ويعتبر فيلم "بستاردو" الشريط التونسي الوحيد المنتج في تونس هذا العام بعد انتاج فيلم وحيد آخر العام الماضي، في وقت سجلت فيه
السينما التونسية التي تألقت في التسعينات تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة بسبب قلة الدعم وضغوطات الرقابة ايام الرئيس الراحل بن علي.
وسبق لشركة "بروباغندا" للانتاج التي يرأسها عماد مرزوق، وهو ايضا من الجيل السينمائي الشاب، أن تعاونت مع المخرج بلقاضي في اطار السينما البديلة، وكان التعاون قبل اعوام لانجاز فيلم "كحلوشة" الوثائقي.
وجال الفيلم وقتها على عشرات المهرجانات ونال جوائز عديدة.
ويعرض مهرجان ابو ظبي هذا العام في اطار "الفيلم الاول" عملين من أبرز ما قدمت السينما التونسية، وهما "عصفور سطح"(1990) لفريد بو غدير و"صمت القصور" لمفيدة تلاتلي.
وقد حضرت النجمة التونسية التي تقيم في مصر هند صبري عرض الفيلم الذي قدمها في السينما لاول مرة عام 1994.