حلمي الأسمر
حي
المعادي إحدى أشهر
مناطق العاصمة
المصرية القاهرة، يقع جنوب المدينة على الضفة الشرقية من نهر النيل،
ويعتبر حي "المعادي القديمة" من أرقى المناطق السكنية في العاصمة المصرية
وأكثرها كلفة، وفيه الكثير من بيوت السفراء، وكما تقول مواطنة مصرية على فيسبوك:
فعلا مافيش قسم في المعادي إلا قدامه دبابة وكل مداخلها مقفولة بالجيش عشان ساكن فيها
سفرا كتير، انما ده مايمنعش، ان فيه مواطن "ارهابي" طلع بعربيته ع المعادي،
وصل في قلب الحي وسط ميدان كبير قدام القمر الصناعي، ركن العربية ونزل بهدووووء، فتح
شنطة العربية وطلع الأر بي جي بتاعه، وقف بثبات ... ولا همه رايح ولا جاي ونشن كويس
رغم ان فيه سور عالي محيط بالقمر الصناعي وفجر قذيفته، وطلع قزازة مية، شرب بق عشان
حر القذيفة وكده، راح شايل الأر بي جي في الشنطة، وركب العربية وروّح يريح بقى شوية!
هذا المشهد كان
يمكن أن يكون جزءا من فيلم سينمائي من أفلام الهلس والأكشن المصرية، أما أن يتحول
إلى مشهد "واقعي" فهذا ما لم يحلم به أحد من سكان مدينة لم تطلق فيها
قذيفة مدفع منذ عهد المعز لدين الله الفاطمي، على حد تعبير معلق مصري عقدت لسانه
الدهشة، شأنه شأننا وشأن الملايين من أهل مصر!
قذيفة المعادي
النادرة لم تكن الوحيدة التي هزت ضمير المصريين يوم الإثنين، بل رافقها حادثان
دمويان "قُتل" فيهما جنود وضباط في الإسماعيلية وطور سيناء، وهنا وقفة
صغيرة جدا، فقد نشرت إحدى الناشطات على شبكات التواصل الاجتماعي تفاصيل مقتل مجندي
اسماعيلية، والعهدة على صاحبة الرواية، وهي خاصة بالمجند معاذ نور، الذي كان يقضي فترة
التجنيد الإجباري في الإسماعلية وفي يوم 6 أكتوبر كان هناك مسيرة في مكان خدمة معاذ
مع المجندين الثلاثة الذين قتلوا معه، حيث قال لهم الضابط: أطلقوا النار فقالوا ? "مش
هانضرب دول اخوتنا واحنا أهالينا في القاهرة بردوا في المظاهرات دي" الضابط تفهم
الموقف ورفض هو الآخر أن يطلق النار، وحسب الرواية فقد اتصل معاذ بأبيه وسلم عليه وقال
له بالنص: احنا رفضنا نضرب المظاهرة ورفضنا الأمر بالصريح وشاورنا للناس
رابعة لو حصل
لنا حاجة هايبقى بسبب كدا مش اي حاجه تانيه، بعد المكالمة بأربع وعشرين ساعة رن
هاتف أبيه وطلبوا منه أن يأتي ?ستلام جثة ولده، وهكا حصل مع ذوي الضابط والجنديين
الآخريْن، يعني هؤلاء فقط هم الذين قتلهم "الإرهابيون" في حادث
الاسماعيلية!
طبعا، ليس لدينا
أي وسيلة للتيقن من صحة هذه الرواية، ولكن الملاحظ أن "البوست" الذي شرح
مجريات القصة أزيل بعد نحو ساعة من نشره، ومهما يكن من أمر، فما يحدث في مصر اليوم
للأسف يذكرنا بما قلناه سابقا هنا تحديدا، أن المصريين سينتجون بعد الإنقلاب طبعة
مصرية من الحرب الأهلية، هي مزيج "محسن" من أحداث الجزائر وسوريا، ولم
يكن هذا ليحدث لولا الإنقلاب على الصندوق الإنتخابي، ولا يبدو في الأفق ما يشي بأي
مصالحة، أو حل سياسي، ونخشى أن تمر عشرية سوداء مرت بها الجزائر من قبل، قبل أن
يدرك القوم أن لا حل لما هم فيه إلا بالتوافق والحوار والتصالح دون إقصاء أحد من
قبل أحد آخر!
[email protected]