حذّر الرئيس
البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من أن أي تحرك عسكري تقوده الولايات المتحدة ضد
فنزويلا سيقود إلى تداعيات كارثية تهدد استقرار القارة الأمريكية الجنوبية بأكملها.
وقال لولا، خلال افتتاح قمة ميركوسور في مدينة فوز دو إيغواسو بجنوب البرازيل، إن: "القارة الأمريكية الجنوبية تواجه خطرًا حقيقيًا يتمثل في وجود قوة أجنبية مسلحة على حدودها للمرة الأولى منذ عقود"، ورأى الرئيس البرازيلي أن التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا سيكون "كارثة إنسانية بالنسبة إلى نصف الكرة الجنوبي"، معتبرًا أن خطوة من هذا النوع ستمثل سابقة خطيرة على مستوى العالم.
تصريحات لولا جاءت بعد مقابلة للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، بُثّت الجمعة عبر شبكة "إن بي سي"، قال فيها إنه لا يستبعد احتمال دخول حرب ضد فنزويلا، كما وتتكثف المؤشرات حول تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس، وسط حضور أمريكي عسكري متزايد في البحر
الكاريبي وتلويح ترامب بخيارات مفتوحة تجاه فنزويلا.
وأواخر الأسبوع الماضي، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حظر شامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو مغادرتها، في محاولة لزيادة الضغط على الحكومة الفنزويلية وضرب مصدر دخلها الرئيسي، وأثارت هذه الإجراءات بحسب شبكة "
سي أن أن" المخاوف من أن يؤدي التصعيد إلى اضطرابات إنسانية واسعة، خصوصاً أن المنطقة تتذكّر التاريخ العسكري، مثل حرب فوكلاند بين الأرجنتين وبريطانيا قبل أكثر من أربعة عقود.
اظهار أخبار متعلقة
وساطة برازيلية ومكسيكية
وقبل يومين من القمة، برزت مبادرات وساطة تهدف إلى تجنّب انزلاق المنطقة إلى مواجهة مسلحة، حيث عبّر الرئيس البرازيلي عن استعداده للتدخل كوسيط بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مشيرًا إلى احتمال تواصله مع الرئيس ترامب قبل احتفالات الميلاد، بهدف المساعدة في الوصول إلى حل سياسي يمنع "حربًا داخل القارة الأمريكية الجنوبية".
وفي الاتجاه ذاته، أعلنت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، استعداد بلادها للتوسط بين واشنطن وكاراكاس، مؤكدة أن بلادها تعمل مع دول في أميركا اللاتينية وخارجها للوصول إلى اتفاق سياسي يجنّب فنزويلا أي تدخل عسكري.
غياب التفويض
وفي الداخل الأمريكي، يتطور الملف على المستوى التشريعي، بعدما أقر مجلس النواب مشروعين يقيدان قدرة الرئيس ترامب على شن عمليات عسكرية ضد فنزويلا أو ضد عصابات المخدرات من دون تفويض مسبق من الكونغرس، بدورها صعّدت فنزويلا تحركها في مجلس الأمن الدولي، بعدما قدمت طلبًا لعقد جلسة مخصصة لمناقشة ما وصفته بـ"العدوان الأمريكي المستمر" ضدها، مع توقع انعقاد الاجتماع يوم الثلاثاء المقبل.