سياسة دولية

شي جين بينغ لترامب: عودة تايوان إلى الصين "جزء لا يتجزأ من النظام الدولي"

توتر بكين-طوكيو.. تحذيرات من تهديد وجودي في حال تدخل عسكري في مضيق تايوان - أ ف ب "أرشيفية"
توتر بكين-طوكيو.. تحذيرات من تهديد وجودي في حال تدخل عسكري في مضيق تايوان - أ ف ب "أرشيفية"
شارك الخبر
بحث الرئيس الصيني شي جين بينغ، الإثنين، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ملف تايوان الذي يشكل محور التوتر الأكثر حساسية بين بكين وواشنطن، وذلك في اتصال هاتفي شدد خلاله شي على أن "عودة تايوان إلى الصين جزء مهم من النظام الدولي" الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية.

وبحسب وكالة "شينخوا" الصينية، ذكر شي بنظيره الأمريكي بأن الولايات المتحدة والصين "قاتلتا جنبا إلى جنب ضد الفاشية والعسكرة"، مؤكدا ضرورة "العودة للدفاع المشترك عن نتائج انتصارهما" في الحرب العالمية الثانية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن المكالمة تناولت أيضا الحرب في أوكرانيا والملفات الثنائية، غير أن الجزء الأكبر خصص لتايوان، في ظل تصاعد التوتر الدبلوماسي مؤخرا بين بكين وطوكيو بعد تصريحات مثيرة للجدل لرئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي.

وتؤكد الصين أن الجزيرة البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة "جزء لا يتجزأ من أراضيها"، وتلوح باستخدام القوة لفرض السيطرة عليها إذا لزم الأمر. 

وقال شي لترامب إن "عودة تايوان إلى الصين جزء لا يتجزأ من النظام الدولي بعد الحرب"، مشددا على أن "الحفاظ على الانتصار في الحرب العالمية الثانية مهم للغاية في ظل التطورات الراهنة".

توتر مع اليابان
ويأتي الاتصال في ظل سجال حاد بين بكين وطوكيو، بعدما قالت تاكايتشي داخل البرلمان الياباني إن تدخل الجيش الصيني في مضيق تايوان سيعد "تهديدا وجوديا" لليابان، مستندة إلى قانون الأمن القومي لعام 2015، الذي يسمح لطوكيو بنشر "قوات الدفاع عن النفس" إذا تعرض حلفاؤها لهجوم يهدد أمنها. وردت الصين باستدعاء السفير الياباني في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري احتجاجا على هذه التصريحات.

وعلى الرغم من أن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان رسميا، فإنها تعد أكبر مزود لها بالسلاح، وتواصل تعزيز حضورها العسكري في بحر الصين الجنوبي. وقالت الخارجية الصينية إن ترامب أبلغ شي بأن الولايات المتحدة "تدرك مدى أهمية قضية تايوان بالنسبة إلى الصين".

وفي بيان لاحق، أشاد ترامب بالعلاقات "القوية للغاية" بين البلدين من دون الإشارة مباشرة إلى ملف تايوان، مؤكدا أنه سيزور الصين في نيسان/أبريل، فيما سيزور شي واشنطن لاحقا خلال العام 2026.

اظهار أخبار متعلقة


ملف التجارة.. تهدئة هشة
وتناول الاتصال أيضا الزخم الذي تشهده المفاوضات التجارية بين القوتين بعد اللقاء الذي جمعهما في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو الأول منذ العام 2019. ويخوض البلدان حربا تجارية ممتدة طالت قطاعات المعادن النادرة، والصناعات الإلكترونية، وفول الصويا، ورسوم الموانئ، ما أدّى إلى اضطراب الأسواق العالمية لعدة أشهر.

وبموجب اتفاق مبدئي توصل إليه الجانبان الشهر الماضي، وافقت الصين على تعليق قيودها الجديدة على صادرات المعادن النادرة، فيما ستخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية. كما تلتزم بكين بشراء 12 مليون طن من فول الصويا الأمريكي قبل نهاية العام، و25 مليون طن إضافية خلال 2026.

وقال شي لترامب إن على البلدين "الحفاظ على الزخم"، مضيفا أن الاجتماع "الناجح" في كوريا الجنوبية "أعاد ضبط مسار العلاقات الصينية–الأمريكية" ومنحها "زخما إيجابيا".

وكان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت قد أعرب الأسبوع الماضي عن "أمله" بإتمام الاتفاق حول المعادن النادرة رسميا خلال "نحو عشرة أيام".

أوكرانيا.. دعم صيني لـ"اتفاق سلام عادل"
وفي ما يتعلق بالحرب الأوكرانية، التي يسعى ترامب إلى إنهائها ضمن خطة مثيرة للجدل تتهمه المعارضة بأنها تميل لصالح روسيا، جدد شي موقف بلاده "الحيادي" مؤكدا دعم الصين "لكل الجهود التي تسهم في إحلال السلام". 

وأضافت الخارجية الصينية أن شي أعرب عن أمله بأن "يتجاوز الأطراف خلافاتهم للتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم في أقرب وقت، ومعالجة جذور الأزمة".
التعليقات (0)