تشهد
الصين في الأسابيع
الأخيرة موجة من التغييرات العسكرية والدبلوماسية المثيرة للجدل، وسط مخاوف دولية بشأن
خطط بكين تجاه
تايوان، حيث أعلنت وزارة الدفاع الصينية إقالة تسع جنرالات كبار، بينهم
نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية وأحد أبرز المخططين لعمليات الطوارئ المتعلقة بالجزيرة،
هي وي دونج.
وتزامن هذا مع انعقاد
الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في قاعة الشعب الكبرى
بالعاصمة بكين، والتي شهدت أدنى نسبة حضور منذ نحو خمسين عامًا، مع غياب حوالي 20
بالمئة من أعضاء اللجنة المركزية ونصف أعضاء اللجنة العسكرية المركزية، وفق الصور الرسمية
المنشورة.
وكان هي وي دونج من
أبرز داعمي استراتيجية "المنطقة الرمادية" التي تعتمدها الصين ضد تايوان،
والتي تشمل تكتيكات الترهيب والمضايقات دون الدخول في مواجهة شاملة، رحيله وابتعاد
مرؤوسيه الأساسيين يُشكل ضربة للتخطيط العسكري، ويطرح تساؤلات حول تأثير هذه التغييرات
على استعدادات الجيش لأي سيناريو مستقبلي.
وبحسب صحيفة
"ذا تليجراف" البريطانية، تأكد إبعاد ما لا يقل عن 50 شخصية من مختلف
أرجاء النظام السياسي والعسكري في الصين، منذ أن أطلق الرئيس شي جين بينج حملته
لمكافحة الفساد في عام 2012 "لكن الأقدمية والخبرة التي اكتسبتها الشخصيات
التسع الأخيرة غذت التكهنات المحيطة بالخطط العسكرية لبكين، أو عدم وجودها".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت أن
الإقالات
جزء من حملة تعزيز الولاء ومكافحة الفساد داخل الجيش، ودعم موقف تشانج يوشيا، نائب
رئيس اللجنة العسكرية المركزية، ما قد يشير إلى إعادة ترتيب الأولويات الداخلية للقيادة
العسكرية، دون إلغاء خطط بكين تجاه تايوان بالكامل.
وفي سياق متصل، تصاعد
التوتر الدبلوماسي بين بكين وطوكيو بعد تصريحات رئيسة الوزراء
اليابانية ساناي تاكايشي
حول تايوان، التي اعتبرها وزير الخارجية الصيني وانغ يي "تجاوزًا للخط الأحمر"،
وحذر وانغ الحكومة اليابانية من المضي في هذا المسار، مؤكدًا أن الصين سترد بحزم لحماية
سيادتها ووحدة أراضيها، وأن أي تدخل عسكري محتمل من طوكيو في مضيق تايوان سيُقابل بإجراءات
دفاعية صارمة.
وجاءت هذه التصريحات
بعد أن أكدت اليابان أن اتهامات بكين غير صحيحة، داعية إلى مزيد من الحوار لتجنب تدهور
العلاقات بين أكبر اقتصادين في آسيا، وأرسلت الصين أيضًا رسالة رسمية للأمم المتحدة
تؤكد استعدادها للدفاع عن نفسها، في محاولة لحشد الدعم الدولي لموقفها تجاه تايوان.