يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، أحد
أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل، في التاريخ الحديث، وتعددت الآراء حوله بين
من وصفه بالمجنون، بسبب المواقف والتصريحات التي صدرت عنه، ومن يرى تصرفاته من باب
البلطجة السياسية غير المسبوقة.
وبالعودة إلى فترة رئاسته الأولى، وخلال حفل
تنصيبه، كرئيس للولايات المتحدة، أطلق ترامب تصريحات صورت بلاده وكأنها دولة
منهارة تنخرها الجرائم، وتجاهل الأعراف السياسية لخطابات التنصيب التي تركز على
توحيد الأمريكيين.
إساءات وألفاظ نابية
ولم يتردد ترامب في مهاجمة الحلفاء
التقليديين لبلاده، ونعتهم بأوصاف مسيئة وغير مسبوقة في السياسة الأمريكية، وخلال
فترته الأولى، قال إن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "ضعيف وغير
نزيه".
وقبل تسلم ولايته الثانية، أطلق تصريحات عبر
فيها عن إرادته بضم كامل مساحة كندا إلى أمريكا لتصبح ولاية من ولاياتها وهو ما
وصفه كثيرون بالجنون.
ولم تسلم ألمانيا كذلك في فترته الرئاسية
الأولى من التهجم على مستشارتها السابقة أنجيلا ميركل، كذلك تخفيض القوات الأمريكية
من هناك وما تعتبره أوروبا خطرا بسبب المخاوف من روسيا لأنهم لم يدفعوا مساهمات
أكثر من ميزانية الناتو.
اظهار أخبار متعلقة
كما هدد ترامب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ
أون بما أسماه "النار والغضب"، لكنه عاد لاحقا لترتيب لقاءات تاريخية
غير مسبوقة بين البلدين العدوين، والتقى معه على الحد الفاصل مع كوريا الجنوبية،
ودخل أراضيه بأمتار والتقط صورا تذكارية هناك.
وخلال جائحة كورونا، كانت مواقف ترامب حافلة
بالغرائب، ووصف الكثيرون طريقة تعامله مع الجائحة بالجنون، وخاصة مع اقتراحه في
مؤتمر صحفي بحقن الناس بمواد معقمة من أجل محاربة الفيروس.
كما ظهرت خلال فعاليات دولية تصرفات من
ترامب، أثارت تساؤلات عن أهدافه منها، مثل دفع رئيس وزراء الجبل الأسود، أمام
الكاميرات، في مؤتمر حلف الناتو عام 2017، خلال الصورة الجماعية، من أجل أن يكون
هو في المقدمة وأبعده للخلف.
كما انسحب ترامب فور تسلمه الرئاسة من
اتفاقيات دولية، مثل اتفاقية باريس للمناخ، والاتفاق النووي الإيراني ومن منظمة
الصحة العالمية.
كما خرج ترامب بأفكار متطرفة، لمواجهة
المهاجرين إلى بلاده، عبر حفر قناة على طول الحدود مع المكسيك، وملئها بالثعابين
أو التماسيح، وإقامة جدار كهربائي، لصعق من يتقرب منه من المهاجرين.
وأطلق ترامب تصريحات مسيئة بحق دول وشعوب
أخرى، ووصف في رئاسته الأولى، دولا أفريقية مثل هايتي بأنها أوكار قذرة.
وحتى داخل الولايات المتحدة، أثار ترامب غضب
الصحافة الأمريكية، بعد أن قال إنها عدو للشعب الأمريكي، في هجوم غير مسبوق من
رئيس أمريكي.
مواقف محرجة:
خلال زيارة المستشارة
الألمانية السابقة أنجيلا ميركل إلى البيت الأبيض، عام 2017، أوقعها ترامب في حرج
بعد طلب الصحفيين التقاط صورة لهما، لكنه خلاف عادة الرؤساء لم يصافحها، رغم نظرها
إليه وسؤاله عما إذا كان يريد المصافحة لكنه تجاهلها تماما ولم يرد.
اظهار أخبار متعلقة
وفي موقف آخر، عقب
اجتماع مجموعة السبع عام 2019، بدت لافتة المصافحة التي قام بها ترامب مع الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد إمساكه بيده لفترة طويلة وبطريقة غير مريحة، أظهرت
ماكرون بشكل محرج أمام الكاميرات.
كما أن المؤتمرات التي
يعقدها ترامب مع الصحفيين في البيت الأبيض، كانت حافلة بشكل شبه دائم في فترته
الرئاسية، بالمشادات، لرفضه الإجابة على أسئلة بعضهم والسخرية من البعض، كما رد
على صحفية من أصول آسيوية في إحدى المرات بالهجوم على الصين، دون وجود علاقة
لسؤالها بالأمر، لكنه كان يستهدف أصولها.