رفض أهالي قرية المعلقة في محافظة
القنيطرة جنوب غربي
سوريا، تلقي مساعدات من جيش
الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامه للقرية، مؤكدين أنهم لا يريدون أي دعم من "قوة احتلت أرضهم وأراقت فيها الدماء".
ودخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، قرية المعلقة برفقة آليات عسكرية مدرعة، وأجرى عمليات تفتيش في المنازل، ما أثار حالة من القلق والخوف بين الأهالي، وفقا لوكالة "الأناضول".
وفي هذا السياق، قال مختار القرية خضر عبيدة؛ إن "جنود الاحتلال يدخلون ويخرجون من القرية أكثر من 10 مرات يوميا، ويفتشون المنازل، ويمارسون الرعب بين النساء والأطفال".
إظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن جنود الاحتلال الإسرائيلي دخلوا منزل ابن أخيه دون إذن، وحققوا معه بشأن المنطقة وأهالي القرية، قبل أن يعرضوا تقديم مساعدات إغاثية للقرية، وهو ما رفضه السكان بشكل قاطع.
وأضاف عبيدة: "لم نقبل عرض قوات الاحتلال الإسرائيلية بتقديم إغاثة إنسانية للقرية"، وتابع بالقول: “قلنا للإسرائيليين لا نريد مساعداتكم، فقط أبعدوا شركم عنا".
وأردف: "بعد الاشتباكات في عام 1974، كان لدينا اتفاق معكم. أنتم في مكانكم، ونحن في مكاننا. احتللتم أرضنا، الجولان. كيف يمكنني أن أقبل مساعدتكم؟ أنتم المحتلون. إذا قبلت مساعدتكم، فلن أكترث بالدم الذي أرقتموه".
"لا نريدهم على أرضنا"
من جانبه، قال أبو رائد وهو أحد سكان القرية؛ إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم القرية بحجة تقديم مساعدات إنسانية، لكنه في الواقع كان ينفذ عمليات مداهمة للمنازل.
وأوضح أن قوة إسرائيلية مدججة بالسلاح، ترافقها آليات عسكرية، دخلت منزله دون استئذان، وحاولت إخراجه بالقوة ونقله إلى مكان آخر.
وأضاف: "تخلصنا من الطاغية الأول (بشار الأسد)، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر طغيانا”، مؤكدا أن "الحكومة الجديدة وفرت لنا الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة، لذلك لسنا بحاجة للمساعدات الإسرائيلية".
إظهار أخبار متعلقة
يأتي ذلك على وقع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي توغله في الأراضي السورية، موسعا احتلاله للجولان منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وذلك بالرغم من مطالبات الحكومة في دمشق بانسحاب جيش الاحتلال.
ومنذ عام 1967، تحتل "إسرائيل" 1150كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة مساحتها 1800 كيلومتر مربع، وأعلنت ضمها إليها في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
واستغلت دولة الاحتلال التطورات الأخيرة في المنطقة واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية "فض الاشتباك" لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن أعمال بناء عسكرية وشق طرق يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة، التي تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن سوريا، حسب "بي بي سي".