نشرت صحيفة "
فايننشال تايمز" الأمريكية، مقالا، للصحفي جدعون راتشمان، قال فيه إنه: "لم يتّضح بعد ما إذا كان وقف إطلاق النار في
غزة سوف يدخل حيز التنفيذ"، فيما استفسر: "إذا كانت الحرب ستنتهي بالفعل، فماذا يعني ذلك بالنسبة للعالم؟".
وأوضح
المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه: "بالنسبة لإسرائيل، يبدو التأثير ذا حدّين. يستطيع بنيامين نتنياهو أن يزعم أنه حوّل مأساة وطنية إلى نصر استراتيجي".
وأضاف: "تبادلت إيران وإسرائيل الضربات المباشرة. لكن معظم الصواريخ الإيرانية فشلت في اختراق دفاعات إسرائيل وحلفائها" مردفا: "في مقابل ذلك، عانت إسرائيل من أضرار جسيمة في سمعتها".
وتابع: "وجّهت المحكمة الجنائية الدولية، اتهامات، لنتنياهو، بارتكاب جرائم حرب وهو ما يضعه في نفس الفئة القانونية مع فلاديمير بوتين. ومثله كمثل الزعيم الروسي سوف يجد نتنياهو الآن صعوبة كبيرة في السفر دوليا".
وبحسب المقال نفسه، فقد انخفضت شعبية دولة
الاحتلال الإسرائيلي في استطلاعات الرأي الدولية، والشباب حتى في الولايات المتحدة أصبحوا أكثر عدائية تجاهها. فيما خلص استطلاع في نيسان/ أبريل الماضي، أن "الأمريكيين الأصغر سنا هم أكثر ميلا للتعاطف مع الشعب الفلسطيني من الإسرائيليين".
"ثلث البالغين تحت سن الثلاثين، تعاطفهم ينصب بالكامل أو في الغالب على الشعب الفلسطيني مقارنة بـ14 في المئة فقط ممّن ينحازون إلى إسرائيل" وفقا للاستطلاع، الذي أبرزه
التقرير.
أيضا، تابع المصدر نفسه، أن "الإسرائيليين يأملون أن تلين الآراء بمرور الوقت وخاصة إذا تمت استعادة السلام. ويعتقد نتنياهو وحلفاؤه أن الأصدقاء في البيت الأبيض سوف يكونون أكثر أهمية من الأعداء في الجامعات الأمريكية".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد المقال: "لكن صداقة ترامب قد لا تكون غير مشروطة. أصيب اليمين المتطرف في إسرائيل بصدمة ملموسة بسبب دعم الإدارة الأمريكية الجديدة لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. لقد تلقت الآمال في إسرائيل بأن يمنحها ترامب حرية كاملة للتعامل مع الفلسطينيين كما تراه مناسبا، ضربة موجعة".
وقال الكاتب إن: "قرار ترامب بالضغط بقوة من أجل السلام الآن قد يعكس عاملين رئيسيين. الأول هو رغبته في الحصول على الفضل في التوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح الأسرى. والثاني هو أنه فيما تتمتع إسرائيل بدعم قوي من اليمين الجمهوري، إلا أنها ليست الدولة المهمة الوحيدة في المنطقة".
وبيّن: "من المرجح الآن أن تدفع إدارة ترامب القادمة نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهو ما كان أيضا هدفا رئيسيا لإدارة بايدن. ومن المحتمل أن يقدم هذا بريقا من الأمل للفلسطينيين، حيث يُعتقد على نطاق واسع أن الثمن السعودي للتطبيع سيكون تقدما ملموسا نحو إقامة دولة فلسطينية".
"مع ذلك، قد يكون هذا ثمنا يجد الإسرائيليون أنفسهم غير راغبين في دفعه، ما قد يعني أن الصفقة السعودية الإسرائيلية تظل سرابا" وفقا للكاتب.
واسترسل: "كما كانت للحرب في غزة أهمية عالمية وإقليمية. ومن بين الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين مترددين في ممارسة الكثير من الضغوط على إسرائيل باعتقادهم بأن إيران عدو مشترك".
على مدار العام الماضي، تحدث المسؤولون الغربيون بشكل متزايد عن اعتقادهم بأنهم: "يخوضون الآن صراعا عالميا ضد "محور خصوم" فضفاض يتألف من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية".
وتابع: "كان انهيار سلطة الأسد، بدوره، ضربة كبيرة لكل من إيران وروسيا التي كانت تستخدم سوريا كقاعدة لإبراز قوتها والآن عليها أن تتراجع. ومن المفارقات أن إسرائيل نفسها كان لها رد فعل أكثر حذرا على سقوط الأسد من العديد من الدول الغربية، خوفا من انتقال القوى الجهادية إلى فراغ السلطة في سوريا".
اظهار أخبار متعلقة
وختم المقال بالقول: "الضحية الأخرى لحرب غزة هي: النظام الدولي القائم على القواعد، الذي روّجت له إدارة بايدن. لقد أدى التعاطف والدعم لإسرائيل بعد تشرين الأول/ أكتوبر إلى دفع الولايات المتحدة للتسامح مع الانتهاكات المتكررة للقانون الإنساني الدولي أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة".
واستطرد كاتب المقال: "إعادة بناء النظام القائم على القواعد قد يكون بنفس صعوبة إعادة بناء غزة".