تصاعدت حدة التوترات في
هولندا بين الشرطة ومؤيدي
فلسطين، حيث
شهدت العاصمة أمستردام اعتداءات متكررة من قبل الشرطة على المتظاهرين الرافضين لحرب
الاحتلال الإسرائيلي على قطاع
غزة والتي دخلت عامها الثاني.
وفي تعد صارخ على حقوق الإنسان وحقوق المقيمين على الأراضي الهولندية، اعتدت الشرطة
الهولندية على
شاب مصري مقيم، أثناء محاولة إنقاذه فتاة اعتدى عليها عناصر الشرطة بوحشية.
وأظهرت مشاهد مصورة اعتداء الشرطة على الشاب المصري، ولم يشفع
له فقدان الوعي، مما سبب له إصابات في أجزاء متفرقة
من جسده، وسط صرخات واستغاثات من الحاضرين.
اظهار أخبار متعلقة
اعتداءات وحشية
وفي لقاء خاص مع "عربي21" أكد الشاب المصري محمد البسطويسي، أن قوات الشرطة كانت تقوم
بالاعتداء على الشباب في الشارع وفوجئ بوجود فتاة سقطت تحت أيديهم مما دفعه إلى التحرك لمحاولة إنقاذها.
وأضاف الشاب المصري أنه ارتمى بين الفتاة وقوات الشرطة على أمل أن
توقف الشرطة اعتداءها ولكنه فوجئ بمواصلة القوات
الاعتداء عليه حتى فقد الوعي لتواصل الشرطة اعتداءها عليه بعنف ووحشية على جميع أجزاء جسده دون توقف دون الاكتراث لفقدانه الوعي.
واصل محمد محاولاته للهروب من قوات الشرطة ولكن حالته الصحية لم تكن تسمح
له بسرعة التحرك والشرطة تواصل اعتداءها عليه، إلى أن نجح في استقلال سيارة أجرة والذهاب إلى المستشفى.
واستنكر البسطويسي تعامل الشرطة مع المتظاهرين المطالبين بوقف الحرب على
قطاع غزة، بهذا العنف مؤكدا أن الخروج في تظاهرات بشكل سلمي يعد حقا قانونيا ودستوريا له كمواطن مقيم على الأراضي الهولندية، وأن قرار بلدية أمستردام بحظر التظاهرات
هو بالأساس قرار مخالف للقانون والدستور.
جريمة ضد القانون
وأكد الشاب المصري أن ما حدث معه ومع غيره من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين هو
جريمة غير قانونية من قبل
الشرطة الهولندية، ولا يوجد أي مادة قانونية تسمح بذلك،
مضيفا أن ما حدث من توترات بسبب أحداث الشغب التي قام بها جماهير فريق "مكابي
تل أبيب" الإسرائيلي الأسبوع الماضي لا يعطي الحق لهذا التصرف والتعامل مع
تظاهرات سلمية تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة بهذا الشكل.
وتابع البسطويسي أن التقرير الطبي الخاص به يتضمن العديد من الكدمات في
أنحاء متفرقة في جسده، وحتى الآن لم يعد له وعيه بشكل كامل، مؤكدا أنه سيتخذ إجراءات
قانونية وملاحقة من اعتدى عليه وفقا لما يكفله له القانون الهولندي متمنيا أن يتم
محاسبة المتورطين في هذا الاعتداء.
والأسبوع الماضي قررت السلطات الهولندية، حظر التظاهرات في العاصمة
أمستردام ومنطقة أمستلفين لمدة 3 أيام وذلك بعد أحداث الشغب التي تسبب فيها مشجعون
إسرائيليون لفريق "مكابي تل أبيب" بعد خسارة فريقهم أمام فريق أياكس
أمستردام الهولندي ضمن مباريات الدوري الأوروبي، وأعلنت عمدة أمستردام فيمكي
هالسيما في مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولي الشرطة والنيابة العامة بالمدينة أن المنطفة بكاملها "منطقة خطرة" من الناحية الأمنية.
استغلال الحدث ضد مؤيدي فلسطين
وفي تقرير سابق لـ "
عربي21" أكد عضو المكتب التنسيقي لمبادرة
فلسطينيي أوروبا للعمل الوطني- هولندا نور الدين عبد الرزاق أن جماهير فريق مكابي
تل أبيب الإسرائيلي حاولوا استفزاز العرب والمسلمين ومؤيدي فلسطين في الأحياء
القريبة من الاستاد.
وأضاف عبد الرزاق أنه لم يكن هناك أي وجود لمؤيدي فلسطين في محيط الاستاد
خاصة وأن الشرطة منعت منح أي تصاريح تظاهرات مؤيدة لفلسطين في تلك المنطقة خوفا من
الاحتكاك بين رافضي الحرب على غزة وبين الجماهير، ولا سيما أن مشجعي الفريق
الهولندي أيضا من داعمي الاحتلال، حيث يعرف أن الفريق الهولندي من أكبر الأندية
عالميا دعما لليهود، وبعد انتهاء المباراة بهزيمة خرجت الجماهير في محاولات شغب
وتقطيع أعلام فلسطين في الشرفات، والاحتكاك بسائقي السيارات العرب، وأن ما حدث كان
مجرد دفاع عن النفس.
وتخوف مؤيدو فلسطين في هولندا من استغلال وتضخيم الحدث من قبل داعمي
الاحتلال والحكومة اليمينية في هولندا لاتخاذ إجراءات وقرارات ضد مؤيدي فلسطين.
اظهار أخبار متعلقة
زعيم الأغلبية اليميني
عقدت جلسة طويلة شهدها البرلمان الهولندي، بحضور أعضاء من الحكومة خُصِّصت
لمناقشة أعمال العنف بين أفراد من جاليات مسلمة، من بينهم مغاربة، وبين مشجعي نادي
مكابي تل أبيب الإسرائيلي في العاصمة أمستردام.
وحمّل السياسي اليميني المتشدد زعيم حزب الأغلبية بالبرلمان الهولندي، خيرت
فيلدرز،"المغاربة" مسؤولية الهجمات على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في
أمستردام، الأسبوع الماضي، وقال فيلدرز خلال مناقشة برلمانية، إنهم "يريدون
تدمير اليهود"، في إشارة إلى المغاربة، وأوصى بترحيل من تثبت إدانتهم.
وطالب السياسي الهولندي المعروف بمعاداته للإسلام بتوقيع أقصى العقوبات وسحب
الجنسية الهولندية من الذين يحملون جنسية مزدوجة، قائلا في كلمته: “لقد شاهدنا
مسلمين يصطادون اليهود في شوارع أمستردام".
واتهم نواب المعارضة فيلدرز بصب الزيت على النار، مؤكدين أن تصريحاته
لا تؤدي إلى مجتمع أفضل، وطالب نواب في البرلمان الهولندي بضرورة تعقب مرتكبي
أعمال العنف ومحاكمتهم، وتطبيق عقوبات قاسية بحقهم.