صحافة إسرائيلية

مؤشرات إسرائيلية حول إمكانية اغتيال نتنياهو.. تصاعد الاحتجاجات

تكشف هذه المخاوف الإسرائيلية عن خطر حقيقي قد يكتنف نتنياهو- جيتي
تكشف هذه المخاوف الإسرائيلية عن خطر حقيقي قد يكتنف نتنياهو- جيتي
مع تصاعد المظاهرات والاحتجاجات الإسرائيلية اليومية، يلحظ بوضوح حالة التحريض التي تجتاح دولة الاحتلال، وصولا إلى ما يعتبره اليمين أن "دماء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد استبيحت"، إلى الدرجة التي تذكرهم بما عاشته الدولة عشية اغتيال سلفه الراحل إسحاق رابين في 1995، فيما يسود الصمت المطبق أوساط المعارضة والصحافة ووسائل الإعلام، وما يراه أنصاره لامبالاة من المستشار القانوني للحكومة، وتنصّلا غامضا من جانب رئيس الدولة، وكلها مؤشرات أن نتنياهو ربما باتت حياته في خطر فعلي.

كالمين ليبسكيند الكاتب اليميني في موقع واللا ذكر أنه "منذ اغتيال رابين، فقد تم تعزيز أمن رئيس الوزراء بشكل كبير، ومن هنا يفترض أن احتمال إيذاء نتنياهو ضئيل، أو معدوم، لكن ماذا سيحدث في الدولة لو تم اغتيال رئيس حكومة مرة أخرى بسبب الأوصاف التي تطلق عليه "خائن"، وتشبيهه بـ"هتلر"، ومن قال إن نهايته ستكون مثل ماري أنطوانيت ولويس السادس عشر، ومن هدّده بالحبل المعلق، وتعليقات الميكروفونات القائلة "يستحق ذلك"، لأنه أول من حرّض، وقسّم الشعب".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "التحريض ضد نتنياهو يتزايد يوما بعد يوم، ويصل إلى أبعاد مخيفة، وأصعب بكل المقاييس مما كان عليه ضد رابين في ذلك الوقت، لعدة أسباب رئيسية: أولها أن التحريض ضده يأتي من النخب، والثاني أنه لا يتم الإبلاغ عن التحريض ضده على الإطلاق، حتى إن أيالا ميتسغر التي اختطفت على يد حماس، ظهرت تقف في مظاهرة أمام منزل عائلة نتنياهو، وتعلن أمام الجمهور أنه إذا لم يعد جميع المختطفين، فإننا ’ننتظره بحبل معلّق، لأن هذا ما يستحقه’، ما استدعى تصفيق الجمهور الغفير، فيما  نشرت صحيفة هآرتس مقالا بعنوان ’نتنياهو عدونا الأكبر، وإزاحته واجبنا المقدس’ ".

وأوضح أن "المثقف الفنان آيال ماغاد ذكر في خطاب ألقاه في إحدى المظاهرات بحيفا أن ’نتنياهو أخطر ظالم واجهناه على الإطلاق، لا يمكن مقارنته بأي ظالم يمكن تخيله، دون استثناء’، مستخدماً كلمة ’العميل’ الكلمة المخصصة حتى وقت قريب لـ’هتلر’، وفي هذه الحالة لا توجد وسيلة للهروب من النتيجة النهائية التي تساوي بين هتلر ونتنياهو، وهي الفوضى، في حين يقف الجمهور أمامه هاتفا، ليس متظاهرًا واحدًا، ولا اثنين، ولا حتى مئة، بل آلاف كثيرة، مرددين: خائن، خائن، خائن".

وأوضح أن " التحريض لم يقتصر على هذه الأسماء، فلدينا قائمة أخرى من الشخصيات الإسرائيلية التي تواصل التحريض على استهداف نتنياهو، حتى إن رينانا راز المثقفة ذات الاطلاع الواسع أكدت أن "هذا التحريض الجاري في الساحة الإسرائيلية لن ينتهي إلا بالعنف، لأن الأشخاص في السلطة حاليًا، حاربوا بأنفسهم من أجل الوصول إلى العرش، وهم عنيفون للغاية، ولن يستيقظوا ببساطة صباح الغد، ويقولون: نحن نتفهم أنكم لا تريدون أن نكون هنا، لذلك نقول لكم وداعًا".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار  إلى أن "المحلل السياسي الأبرز ناحوم بارنياع ذكر أنه سمع في الأسابيع القليلة الماضية من أكثر من شخص جملة ’الآن فهمت يغآل عامير قاتل رابين’، فيما أعلن عامي درور، أحد زعماء الاحتجاجات ضد الحكومة، وهو يصرخ أن ’نتنياهو هو الشيطان، على أنقاض قلعته في قيسارية سنبني حديقة وبركة، وسنغلق قصره بالإسمنت، سنمحو ذكراه’، أما إيهود بار-نور، فتساءل بصوت عال: ’هل أنت العدو الحقيقي أم حسن نصر الله؟ أقول لك أنت كذلك’، فيما لم يتردد الجنرال احتياط غاي تسور بالصياح أمام الجمهور ’نتنياهو خائن’ ".

وزعم أن "الدكتورة يولاندا يافور نشرت مقالاً وصفت فيه نتنياهو بـ"الخائن والظالم"، وهو ما لم يفعله أحد، وقبلهم العقيد طيار زئيف راز الذي وصف نتنياهو بأنه "ابن الموت"، وقارنه بالزعيم الروماني المُطاح به نيقولاي تشاوشيسكو، الذي أعدم رميا بالرصاص، أما إيهود باراك رئيس الحكومة السابق فحذر آل نتنياهو من أن "يوم القيامة سيكون مثل لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، الاثنين اللذين تم إعدامهما بالمقصلة"، وهكذا فإن الأمثلة عديدة أكثر من أن تُحصى، ومن المدهش للغاية كيف لم يلفت أي منها انتباه نشرات الأخبار، ولم يتوقف أحد ليتساءل عن ما إذا كان الحديث ذهب أبعد من اللازم".

وكشف عن "رسالة تلقاها بيتسلئيل سموتريتش وزير المالية جاء فيها: "قل لزوجتك أن تشتري فستانًا أسود للجنازة، نحن ثمانية رجال، قادمون لإخراجك من الأرض، ستموت، يوما ما سنقتلك ونحرقك أنت وعائلتك، وسنضع رصاصة في الرأس"، وهذا التهديد امتداد لتكرار الإسرائيليين لكلمة "خائن"، مرات لا تحصى، وهي كلمة فظيعة، وتعني حمّام دم حقيقيا، خاصة مع إطلاقها في الساحات العامة أمام الحشود المبتهجة، وعلى ألسنة الصحفيين والمثقفين والمحاضرين الأكاديميين وأبطال الثقافة، ممن يقفون على المنصات وأمام الجمهور والكاميرات، ويحرضون، ويصفق لهم جمهورهم بحماس، وكل منهم ضيف مميز في البرامج التلفزيونية".

تكشف هذه المخاوف الإسرائيلية عن خطر حقيقي قد يكتنف نتنياهو، وإمكانية واقعية لتكرار سيناريو اغتيال رابين، لكن هذه المرة قد يأتي التنفيذ من يسار ووسط الخارطة الحزبية والسياسية، في ضوء الخطابات الساخنة والتحريضية في الساحات والمظاهرات والصحف، وقد باتت تضجّ بتهديدات لا حدود لها تتجاوز بالفعل الخط الأحمر، وكلها تؤدي إلى اتجاه مفاده أن دم نتنياهو أصبح مستباحاً، وسط صمت مطبق من أقطاب الحلبة الحزبية الذي يعني موافقة على هذه التهديدات التي ستأخذ دولة الاحتلال إلى مزيد من المجهول، أكثر من المجهول الذي تجد نفسها فيه بسبب تورطها في العدوان على غزة.

التعليقات (0)