تمر اليوم الذكرى الحادية عشرة لأحداث الـ 30 من حزيران/ يونيو في
مصر، التي
مهدت لانقلاب رئيس النظام المصري
عبد الفتاح السيسي على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ
مصر الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013.
وخرجت تظاهرات يوم 30 حزيران/ يونيو 2013 لمطالبة الرئيس الراحل محمد
مرسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بدعم من سياسيين وفنانين، معارضين لوجود رئيس مدني
ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين على رأس السلطة في مصر.
وتتكون جبهة المعارضين لحكم الرئيس مرسي من تكتلات داعمة للتظاهرات وكان أبرزها ما سميت وقتها بـ "
جبهة الإنقاذ الوطني" ، التي
تشكلت في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، وضمت عند تشكيل التحالف، مرشحي الانتخابات
الرئاسية الثلاثي محمد
البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي، وأصبح البرادعي أول
منسّق عام للجبهة في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2012.
اظهار أخبار متعلقة
وضمت الجبهة عددا آخر من السياسيين والأكاديميين ورجال دولة سابقين كـ"السيد
البدوي، وسامح عاشور، وحسين عبد الغني، وعمرو حمزاوي، وجمال زهران، ومنير فخري عبد النور، وجورج إسحاق، وخالد داود".
وبالتوازي، تشكلت أيضا بضعة تنظيمات معارضة وأحزاب كـ “حزب الوفد، وحزب المصريين الأحرار، وحزب الكرامة،
وحزب حرية مصر، والحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري، وحركة كفاية، وحركة شباب 6
أبريل، واتحاد شباب ماسبيرو".
وأعلنت الجبهة أنها لن تجتمع مع الرئيس الراحل مرسي، حتى يلغي الإعلان
الدستوري الذي أصدره، ودعا التحالف إلى احتجاجات حاشدة ضده خاصة مع تمسك مرسي
بالمضيَّ قُدُماً في إجراء استفتاء على الدستور الذي جاءت نتيجته إقرار الدستور
بنسبة 64 في المئة من الأصوات، ورفض تقديم تنازلات.
وسعت جبهة الإنقاذ، إلى مواصلة الضغط على الرئيس الراحل، ومواصلة
الدعوات إلى التظاهر، لكنها بدت معطَّلة بفعل الصراعات الداخلية وغير قادرة على حشد مؤيديها،
إلا بعد دخولها في تحالف وتأييد حملة توقيعات نظّمتها حركة تمرّد، التي اعتبرت بمثابة
توقيعات لحجب الثقة عن الرئيس ودعت إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتسببت في تنشيط
المعارضة، فيما فتحت التنظيمات المنخرطة في جبهة الإنقاذ مكاتبها ومواردها للحملة، لحشد
المصريين ضد الرئيس، التي انتهت بمظاهرات الـ 30 من حزيران/ يونيو 2013.
استغلال غضب المواطن
وتعد أزمة الكهرباء في مصر من الأزمات الطاحنة والمؤثرة على المصريين بشكل
مباشر، بالإضافة ارتباطها وتأثيرها على شتى مناحي الحياة، وكانت أزمة الكهرباء أهم الأسباب
التي مهدت للانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي؛ وتفاعل المصريين والمشاركة في تظاهرات
30 حزيران/ يونيو التي دعت لها "جبهة الإنقاذ الوطني".
اظهار أخبار متعلقة
وكان قطع الكهرباء، أحد الذرائع التي استغلتها الجبهة للتحريض على النزول في مظاهرات الـ 30 من حزيران/ يونيو، حيث جرى رفع الشعار الشهير " إنزل علشان الكهرباء لسه بتقطع".
وتوالت الاتهامات من قبل جبهة الإنقاذ الوطني لجماعة الإخوان المسلمين بقطع
التيار الكهربائي، كما أنها حرصت على اتهام السلطة التنفيذية للبلاد وعلى رأسها مرسي بالفشل
في إدارة الدولة وملف الكهرباء.
وأطلقت جبهة الإنقاذ عدة مبادرات كان منها (المحصل ميدخلش الشارع) في محافظة
الأقصر بصعيد مصر، التي دعت إلى رفض دفع فاتورة الكهرباء، ومنع دخول محصل الكهرباء،
إلى المناطق السكنية، احتجاجا ورفضا لانقطاع الكهرباء، ودعت تنسيقية الجبهة في
محافظة السويس أهالي المحافظة إلى الامتناع عن سداد (فاتورة الكهرباء).
وبعد وصول قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي للحكم، ضعف حضور الجبهة في الساحة
السياسية المصرية، واشتد الصراع بين التيار الشبابي الثوري في الجبهة وبين
القيادات السياسية البراغماتية، في حين اعتبر بعض السياسيين والمراقبين أن دور
الجبهة انتهى بالمشاركة في احتجاجات 30 حزيران/ يونيو 2013.
حمدين صباحي: نور ربنا مينقطعش
وفي عام 2014 طلت صحيفة (اليوم السابع) المحلية بخبر عنوانه (صباحي يدعو
المواطنين إلى ''الصبر'' على الكهرباء.. ويؤكد '
'أنا متربي على لمبة جاز'')، الأمر الذي
أثار غضب المواطنين، قبل أن يحاول المكتب الإعلامي لحمدين صباحي تهدئة المواطنين
من خلال إصدار بيان ينفي تصريحه بتحمل المواطنين
انقطاع الكهرباء وينفي ما نشرته
جريدة ''اليوم السابع'' حول دعوته المواطنين إلى تحمل انقطاع الكهرباء''.
بحسب
وسائل إعلام
محلية. قامت
بتفريغ الفيديو المشار إليه فى بيان النفي، حاول صباحي عدم الرد على سؤال انقطاع الكهرباء إلا أنه فى نهاية الفيديو حسب
التفريغ قال صباحي "أنا عايش في مصر... لازم تقطع عندي طبعا، أنا متربي على لمبة الجاز وبحب الشمع (صوت ضحك ) فأنا بأقدر ألاقي حلول يعني (صوت ضحك)".
ومع استمرار أزمة الكهرباء بل وتزايدها، لم تظهر أي تصريحات من قيادات جبهة
الإنقاذ الوطني تقف في صف المواطن الذي يتحمل الأزمة، وفي 2016 انقطع التيار الكهربائي
على أحد قيادات جبهة الإنقاذ حمدين صباحي في لقاء تلفزيوني، الذي كان تعليقه: "الكهرباء ممكن تقطع لكن نور ربنا بينقطعش".
وعاد صباحي من جديد إلى الساحة بعد غياب مكتفيا بالتضامن مع أهالي غزة في حرب
الاحتلال الإسرائيلي على القطاع التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023
فحسب.
البرادعي.. لا تعليق
بعدما دعا القيادي في جبهة الإنقاذ محمد البرادعي المواطنين إلى النزول في الاحتجاجات
على الرئيس المنتخب وشارك في الحشد بسبب ما أسماه حينها فشل الحكومة في إدارة الدولة، فإنه تم
تعيينه فيما بعد لمنصب نائب قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، لكنه أعلن ابتعاده عن العمل العام في مصر العام 2013.
اظهار أخبار متعلقة
ونشر البرادعي على حسابه الشخصي في منصة "إكس": "طلب مني
كثيرون من شركاء الثورة في 2011 أن أساهم في تأسيس حزب يمثل الثورة وأولوياتها:
وطن يقوم على الحرية والعدالة الاجتماعية ويفتح أبوابه لكل مصري ومصرية على أساس
من المساواة والتضامن والتسامح.. وقد نجحنا في ذلك إلى حد ما رغم ما واجهناه من
صعوبات وعقبات واختراق من خفافيش الظلام الذين يرعبهم نور الحرية".
وأضاف البرادعي: "وعندما ابتعدت عن العمل العام في مصر في 2013،
لاستحالة أن أستمر في العمل في مناخ يخالف قيمي وقناعاتي، اقتصرت مساهمتي بعدها
على التعليق أحيانا بصفة شخصية على بعض الأحداث والتطورات الهامة في البلاد أملا
في نقل جزء من خبراتي للشباب ولعل وعسى أن يكون هناك من يستمع مِمن هم في السلطة".
عمرو موسي يهنئ السيسي
ومن ناحية أخرى اكتفي المرشح الرئاسي السابق وأمين جامعة الدول العربية الأسبق
عمرو موسى بالتعليق على الأحداث الخارجية والعربية عبر حسابه الشخصي على منصة أكس،
دون الخوض في أي من مشاكل الشارع المصري.
وبعيدا عن تعليقه على أحداث غزة، قدم موسى التهنئة لقائد
الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، قائلا: "أود أن أهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي متمنيا له التوفيق في قيادة المسيرة المصرية في
السنوات القادمة نحو الأمان والتقدم وتحقيق التغيير إلى الأفضل الذي يتطلع
المصريون إليه ليشكل صفحة جديدة حقا في تاريخهم الطويل".
زهران يعارض
في كانون الأول/ ديسمبر 2013، أكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور جمال
زهران أن تحالف جبهة الإنقاذ كان مؤقتاً، لافتا إلى أنه بعد الانقلاب على الرئيس
الراحل محمد مرسي بدأت التناقضات الموجودة بالجبهة في الظهور.
وأشار زهران إلى أن احتمالات استمرار الجبهة محدودة، خصوصا بعد ظهور
الخلافات بينهم حول المرشح الرئاسي والانتخابات البرلمانية، وكذلك ظهور الخلاف
الأيدولوجي بين مكونات الجبهة ما بين تكتلات يسارية وتكتلات ليبرالية.
إلا أنه حرص على المعارضة وإلقاء الضوء على مشاكل المواطنين وفي المقدمة
منها أزمة انقطاع التيار الكهربائي، حيث قال أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس
النواب السابق، إن انقطاع الكهرباء هو حصاد الفشل لعدم دراسات الجدوى والتوسع فى
عاصمة جديدة ومشروعات عمرانية فاشلة.