قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي٬ لم يكن الخروج من قطاع
غزة المحاصر لأي سبب كان٬ أمرا سهلا نتيجة الحصار والإغلاق المستمر للمعبر من جانب النظام
المصري٬ ولكنه أصبح بعد معركة طوفان الأقصى أمرا مستحيلا٬ لا يقدر عليه إلا من يدفع مبالغ تبدأ من ٥ الاف دولار للفرد الواحد٬ وربما تصل إلى أكثر من ذلك بحسب حالة الشخص.
وقد سلطت مجلة ذي إيكونوميست في تقرير لها الضوء على هذا الملف التي أعطته المخابرات المصرية لرجلها في سيناء إبراهيم العرجاني مالك العديد من الشركات منها شركة هلا للاستشارات والخدمات السياحية.
فبحسب التقرير٬ فقد دفع أحمد وهو أحد سكان القطاع٬ ٥ الاف دولار لشركة هلا، لإدراجه في سجل الأشخاص المسموح لهم بالعبور إلى مصر٬ حيث يتم نشر قوائم جديدة كل يوم على منصتي تيليغرام وفيس بوك.
وقالت المجلة إن اسم أحمد ظهر في القوائم في الساعة 10 مساء٬ وبعد ذلك توجه مباشرة إلى الحدود، وكانت العبور عملية صعبة، فقد أكد أن المسؤولين المصريين يعاملون الفلسطينيين "مثل الحيوانات"، لكنه وصل إلى مصر ثم إلى القاهرة.
اظهار أخبار متعلقة
كما نقل التقرير عن المنظمة الحقوقية هيومن رايتس ووتش، أن الرسوم كانت قبل الحرب وبالتحديد في كانون الثاني/يناير 2022 حوالي 700 دولار للشخص الواحد٬ أما الآن فأصبحت تكلف ما لا يقل عن ٥ الاف دولار للشخص البالغ و2500 دولار للطفل. وأفاد البعض بأنهم دفعوا ما يصل إلى 15000 دولار، ومع تزايد المخاوف بشأن الغزو الإسرائيلي الوشيك لرفح، لا تظهر الأسعار أي علامة على الانخفاض.
كما أكد الباحث في الملف المصري بالمنظمة عمرو مجدي، إن شركة هلا تحتكر إخراج الأشخاص من غزة إلى مصر، وتابع قائلًا "إن رئيسها هو رجل مقرب جدًّا من الجيش المصري وأجهزة المخابرات".
وأضافت المجلة أن السبيل الوحيد للخروج في ظل الحرب هم العائلة والأصدقاء في الغرب الذين يقدمون المساعدة، من خلال جمع الأموال على منصات مثل "جو فاند مي"٬ وتتسأل كييف يستطيع المواطنين توفير آلاف الدولارات لعبور الحدود٬ في وقت لا يجدون فيه المال لشراء أبسط المواد الغذائية.
اظهار أخبار متعلقة
حيث نقلت المجلة عن الطبيب الغزاوي الذي يعيش في ولاية أوهايو محمود الغرابلي، والذي انتقل من غزة إلى أمريكا قبل ثماني سنوات٬ قوله: "أشعر بالاشمئزاز لأنني اضطررت إلى التسول من الناس للحصول على المال حتى أتمكن من إنقاذ عائلتي".
لكنه تمكن من جمع ٥٠ ألف دولار دفعهم لشركة هلا٬ لإحضار 16 فردًا من عائلته إلى مصر.