سياسة عربية

معهد أمريكي يتوقع تصاعد الحرب في غزة: العالم يستعد

تتزايد احتمالات الحرب الإقليمية مع استمرار الحرب الدائرة في غزة- الأناضول
تتزايد احتمالات الحرب الإقليمية مع استمرار الحرب الدائرة في غزة- الأناضول
حذّر معهد "واشنطن" لدراسات سياسات الشرق الأدنى، في تقرير له، من "تزايد احتمالات اتساع الحرب في قطاع غزة، ومشاركة أطراف أخرى، ما يهدد بتحويلها إلى حرب إقليمية، وتأثيرات اقتصادية أكثر خطورة".

وقال مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، ديفيد شينكر، في تقرير نشره على موقع المعهد، إن "العام الجديد جلب معه خطراً لم يسبق له مثيل، يتمثل في توسيع نطاق الحرب بغزة، مشيرا إلى تزايد الضربات الموجهة للولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط، من بغداد إلى بيروت والبحر الأحمر".

وأضاف: "منذ اندلاع الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، سعت واشنطن في المقام الأول من خلال عمليات الانتشار البحري إلى ردع "وكلاء" إيران عن المشاركة في الصراع"، مشيرا إلى أنه "بعد ثلاثة أشهر من القتال في غزة، أدت العمليات الجريئة المتزايدة من قبل الوكلاء وإسرائيل إلى زيادة حدة التوترات الإقليمية".

وتابع شينكر، بأن "حزب الله ركّز عملياته على شمال إسرائيل، بهدف تجنب اندلاع حرب واسعة النطاق، وفي غضون ذلك، استهدفت قوات الحشد الشعبي في العراق، أفرادا أمريكيين، ولكن بطريقة مصممة على ما يبدو لتقليل الخسائر الأمريكية"، لافتا إلى أن "إسرائيل خففت ردودها على عمليات حزب الله على طول الحدود اللبنانية، حتى مع استمرارها في عملياتها الجوية المعتادة الآن في سوريا".

الحوثيون الأكثر خطرا
وأكد ديفيد شينكر، على أن "الحوثيين كانوا أكثر خطرا من حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، حيث أطلقوا عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة على الاحتلال الإسرائيلي، كما استهدفوا عشرات السفن في المياه الدولية مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية".

ووصف شينكر، رد الفعل الأمريكي على عمليات الحوثيين بـ"المنضبط"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة اختارت استراتيجية دفاعية عبر نشر قوات بحرية لإسقاط المقذوفات الموجهة للاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تشكيل تحالف يضم 20 دولة لتأمين ممرات الشحن".

ويرى شينكر، أن "السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة ساعدت على احتواء الحرب لبضعة أشهر، إلا أن تزايد الهجمات خلال الفترة الماضية رفع احتماليات اندلاع حرب إقليمية خارج منطقة النشاط العسكري في قطاع غزة"، مشيرا إلى أنه "على الرغم من التحالف الدولي إلا أن الحوثيين مستمرون في مهاجمة سفن الشحن".

جبهة العراق تزداد سخونة
وأوضح شينكر، أنه "منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استهدف الحشد الشعبي الدبلوماسيين والضباط الأمريكيين في العراق بأكثر من 120 هجوما ما دفع الولايات المتحدة إلى استهداف قوات الحشد في عدد من المناطق ما أسفر عن مقتل قائد كبير في "حركة النجباء" التابعة للحشد التي كانت مسؤولة عن 70% من الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا".

اغتيال العاروري يشعل فتيل الحرب
وأكد مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، أن "الصراع متوسط الشدة على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان قد يتصاعد قريباً، خاصة بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "صالح العاروري" وعدد من قادة الحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت".

وأشار  شينكر، إلى "خطاب الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" في 3 كانون الثاني/ يناير الجاري، الذي وصف فيه اغتيال العاروري بـ"الجريمة الخطيرة"، ووعد بالرد عليها لافتا إلى "أن الرد سيكون درجة على سلم التصعيد".

وأضاف شينكر، أنه "مما زاد الطين بلة أنه في اليوم التالي، لخطاب "نصر الله" أدت غارات الاحتلال إلى مقتل تسعة من أعضاء "حزب الله" في جنوب لبنان، ومن بين القتلى قائد محلي في الناقورة أصيب في مقر قيادة الحزب بالمنطقة".

الدور الإيراني الخفي
وفي إشارة إلى الدور الإيراني في الصراع، قال شينكر، إن "خطاب "نصر الله" في ذكرى اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني السابق "قاسم سليماني" حمل دلالات هامة على الدور الإيراني، مشيرا إلى ما قاله "نصر الله" من أن سليماني كان له دور كبير في التنسيق بين ما يسمى "محور المقاومة"، حيث أكد "نصر الله" أن سليماني كان الشخصية المحورية في الأمر.

اظهار أخبار متعلقة


واختتم شينكر، قائلا: "في حين أن الدور التكتيكي اليومي لإيران مع هذه الجماعات لا يزال غامضاً، فليس هناك شك في أن طهران تواصل تقديم الدعم والتوجيه الاستراتيجي لوكلائها لشن حرب الظل هذه، وإذا كانت واشنطن وشركاؤها الإقليميون والدوليون يأملون دائماً في احتواء هذا المحور، فسيتعين عليهم التركيز على الراعي وليس فقط على عملائه".
التعليقات (0)