صحافة دولية

فضيحة الطائرة في زامبيا اختبار لمحاربة الفساد.. ماذا عن مصر؟

لم يحضر المعتقلون المصريون إلى قاعة المحكمة في لوساكا- الكسندر بلايكن
لم يحضر المعتقلون المصريون إلى قاعة المحكمة في لوساكا- الكسندر بلايكن
تناولت صحيفة نيويورك تايمز قضية الطائرة المصرية المحتجزة في زامبيا، مؤكدة أن الفضيحة المتضخمة أصبحت بمثابة اختبار لمدى عزم السلطات الزامبية على قمع الفساد وإفلات النخبة السياسية من العقاب.

وقالت الصحيفة إن السلطات الزامبية نظمت جولات إخبارية وقدمت تأكيدات علنية بأن الأموال لن تختفي، في استعراض للجهود التي تبذلها البلاد في عهد الرئيس هاكايندي هيشيليما للقضاء على الفساد.

اظهار أخبار متعلقة



وأضافت الصحيفة، أن زامبيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع مصر، على الرغم من أن الأولى تتلقى إشادات بحكمها الديمقراطي، بينما تتعرض مصر لانتقادات حقوقية بسبب نظامها القمعي. 

وتابعت الصحيفة، أن السلطات الزامبية عثرت على مجموعة دفينة غامضة تضم ملايين الدولارات نقدا، ومئات من السبائك والأسلحة داخل الطائرة، كما اعتقلت 12 شخصا منهم ستة مصريين.

وأوضحت، أن القضية أثارت تكهنات واسعة في كلا البلدين. حيث بدأ المسؤولون الزامبيون تحقيقا واسعا ما أثار ردود فعل متوترة من السلطات المصرية.

وذكر المسؤولون الزامبيون أن الذهب كان مزيفا ومصنوعا من الزنك والنحاس لخداع المشترين الأجانب على ما يبدو، وفق الصحيفة.

وقال نيسون باندا، المدير العام لهيئة مكافحة المخدرات في زامبيا، "هذه حالة احتيال، احتيال واضح على الذهب”، مؤكدا "أن المحققين في المطار تلقوا بلاغا مسبقا بشأن شحنة الطائرة المشبوهة".

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من وسائل الإعلام أكدت وجود عدد من أفراد الجيش وأجهزة الأمن المصرية بين المعتقلين. 

اظهار أخبار متعلقة



وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات المصرية بدت حريصة على التقليل من أهمية احتجاز الطائرة حيث تم احتجاز صحفيين كانا يغطيان الحادث في القاهرة دون توجيه تهم إليهما السبت، ثم أطلق سراحهما يوم الأحد.

وبين تقرير الصحيفة، أن الصحفيين اللذين اعتقلا كانا الأحدث من بين ما لا يقل عن 200 صحفي تم اعتقالهم في ظل حكم السيسي المستمر منذ عقد، والذي تمتلك حكومته وأجهزته الأمنية أو تسيطر على معظم الصحافة المصرية. 

وأردفت الصحيفة، أن حكومة السيسي، التي حاولت تلميع سجل حقوق الإنسان في البلاد مؤخرا من خلال مبادرات تجاه المعارضة السياسية وإطلاق سراح العديد من السجناء السياسيين البارزين، لم تعلق على أحداث الأسبوع الماضي.

وكشفت الصحيفة أن المعتقلين المصريين الستة لم يمثلوا أمام المحكمة في لوساكا إلى جانب المعتقلين الزامبيين، حيث قال محاموهم إنهم مرضى، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية. 

ومن المقرر عقد جلسة استماع أخرى يوم الاثنين ، لكن لم يتضح ما إذا كان المتهمون المصريون سيحضرون أم لا.

ورفض المسؤولون الزامبيون تحديد هوية المعتقلين المصريين فيما أكدوا أن مواطنا هولنديا وإسبانيا اعتقلا أيضا في المداهمة.

اظهار أخبار متعلقة



واستدركت الصحيفة أنه على الرغم من التعتيم شبه الكامل على وسائل الإعلام الحكومية في مصر حول القضية، شرع الصحفيون المستقلون في الكشف عن هويات المصريين المحتجزين على متن الطائرة.

ونشرت بعض المؤسسات الإعلامية المستقلة أسماء المتهمين المصريين. حيث أفادت منصة "متصدقش" أن ثلاثة من المصريين الستة مسؤولين أمنيين حاليين أو سابقين، ومن ضمنهم ضابط شرطة وجنرال عسكري وملحق عسكري سابق في سفارة مصر في مصر بالولايات المتحدة.

وذكر تقرير الصحيفة اعتقال السلطات المصرية للصحفي كريم أسعد أحد الذين غطوا رحلة الطائرة في منصة "متصدقش”، وأجبروه على حذف منشورين على صفحة المنصة على فيسبوك تفيد بأن أعضاء سابقين أو حاليين في المؤسسة الأمنية المصرية محتجزون في زامبيا، قبل أن يفرج عنه لاحقا.

ونوهت الصحيفة إلى اعتقال موظفة أخرى في المنصة ذاتها، وهي سيدة تعمل مع فريق التواصل الاجتماعي الخاص بالموقع.
التعليقات (0)