اتبعت دول الخليج مسارات مختلفة في أعقاب المصالحة في قمة العلا
سنة 2021؛ حيث ركزت
السعودية والإمارات على صياغة سياساتهما وتحالفاتهما، بينما
انحازت
قطر إلى حد كبير للولايات المتحدة. كانت القمة بمثابة نهاية المقاطعة
الدبلوماسية والاقتصادية ضد قطر، مما سمح للدول بالسعي وراء مصالحها الخاصة مع
الحفاظ على الحد الأدنى من الأرضية المشتركة.
ونشر موقع "
أتالايار" الإسباني تقريرًا، ترجمته
"عربي 21"، قالت فيه إن
الإمارات أخذت زمام المبادرة في إعادة دمج
الرئيس السوري بشار الأسد في العالم العربي وتحسين
العلاقات مع إيران وتركيا.
واستضافت السعودية الأسد في القمة العربية، في محاولة لتجاوز الانقسامات التي
سببها الربيع العربي. ومع ذلك؛ فإن هذه الأعمال تواجه معارضة من الولايات المتحدة،
التي تواصل العقوبات ضد سوريا، وانسجامًا مع الموقف الأمريكي؛ انسحبت قطر من القمة
قبل خطاب الأسد، على حد تعبير الموقع الإسباني.
وأفاد الموقع بأن الدوحة - وفق ما نقلته وسائل الإعلام العربية -
تعتبر عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية هزيمة لسياساتها ومواقفها، حيث إنها تدعم
المعارضة السورية، وتستمر في الدفاع عن إدراجها في الحل السياسي وتأييدها، وتدعم
خطط تركيا لتوطين اللاجئين السوريين في المناطق المحررة - أي تلك التي تحكمها
المعارضة - إلى حين حسم الأمر بينها وبين النظام.
وبين الموقع أنه على الرغم من التداخل مع الولايات المتحدة؛ حافظت
قطر أيضًا على نهج عملي في الحفاظ على العلاقات مع الصين، فمنحتها إمكانية الوصول
إلى موانئها وتأمين صفقات غاز طويلة الأجل، وتهدف قطر إلى تنويع تحالفاتها وحماية
مصالحها. ومع ذلك؛ فإن امتثال البلاد لسياسات الولايات المتحدة قد لا يضمن لها
المكانة المرغوبة داخل إدارة بايدن، على الرغم من مساهماتها في أفغانستان
والتزامها تجاه طالبان.
وأشار الموقع إلى أن الإمارات أكدت استقلالًا أكبر عن الولايات
المتحدة من خلال الانسحاب من القوة البحرية التي تقودها البلاد في الخليج.
وبالمثل؛ قاومت السعودية الضغط لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وعززت العلاقات مع
الصين؛ كما يتضح من اتفاقيات التعاون النووي الأخيرة واستعادة العلاقات
الدبلوماسية مع إيران بوساطة الصين.
اظهار أخبار متعلقة
ونقل الموقع عن جيمس دورسي، خبير الشرق الأوسط، قوله إن السعودية -
مثل الإمارات - تبدو مستعدة بشكل متزايد لمعارضة السياسات الأمريكية، فقد قاومت
الرياض ضغوطًا من واشنطن للاعتراف بإسرائيل؛ حيث تعتبر الولايات المتحدة التطبيع
مع إسرائيل أمرًا حاسمًا لجهودها لتشكيل دفاع جوي إقليمي متكامل يسمح لها بإعادة
تنظيم التزامها الأمني تجاه الخليج. كما رفضت المملكة العربية السعودية الشروط
الأمريكية المسبقة للتعاون النووي، بما في ذلك مطالبتها بالتخلي عن حقها في
استخراج اليورانيوم أو تخصيبه أو معالجته.
واختتم الموقع التقرير بالقول إنه من الواضح أن كلاً من السعودية
والإمارات تعتزمان توسيع تحالفاتهما وحماية مصالحهما من الانعكاسات السلبية
المحتملة للتغييرات في السياسات الأمريكية. ومع ذلك؛ فإن الاعتماد فقط على
الضمانات الأمنية الخارجية قد يكون له حدود، ويجب على دول الخليج أن تنظر في عواقب
هذا الاعتماد.