صحافة دولية

وثيقة سرية تكشف تهديد "بن سلمان" بإلحاق "ألم اقتصادي" بأمريكا

بايدن وعد بمعاقبة السعودية ولم ينفذ وعوده- جيتي
بايدن وعد بمعاقبة السعودية ولم ينفذ وعوده- جيتي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على وثيقة مخابرات أمريكية كشفت أن محمد بن سلمان هدّد بقطع العلاقات والانتقام اقتصاديًا من واشنطن بعد أن تعهد الرئيس بايدن بفرض "عقوبات" على المملكة العربية السعودية على خلفية خفض إنتاج النفط خلال السنة الماضية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد خلال الخريف الماضي بفرض عقوبات على السعودية لقرارها خفض إنتاج النفط في ظل ارتفاع أسعار الطاقة واقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة.

بينما دافعت الحكومة السعودية علنًا عن سياستها النفطية بأسلوب متحضّر وحنكة سياسية من خلال إصدار بيانات دبلوماسية، هدد وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان سرًا بتغيير العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية التي دامت عقودًا وفرض تكاليف اقتصادية كبيرة على الولايات المتحدة إذا ردّت على تخفيضات النفط، وذلك وفقًا لوثيقة سريّة حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست".

وذكرت الصحيفة أن وليّ العهد هدّد "الإدارة الأمريكية بأنه لن يتعامل معها بعد الآن"، ووعد "بتكبيد واشنطن خسائر اقتصادية كبيرة". وبعد ثمانية أشهر، لم يفرض بايدن بعد أي عقوبات على المملكة واستمر ولي العهد السعودي في التواصل مع كبار المسؤولين الأمريكيين، وقد التقى بوزير الخارجية أنتوني بلينكن في مدينة جدة الساحلية السعودية هذا الأسبوع.

اظهار أخبار متعلقة


من غير الواضح ما إذا كان تهديد وليّ العهد قد نُقل مباشرة إلى المسؤولين الأمريكيين أو اعتُرض من خلال التنصت الإلكتروني، لكن موجة غضبه الحادة تكشف مدى توتر العلاقات القائمة منذ فترة طويلة بين البلدين والتي اتخذت منعطفا جديدا مع تزايد اهتمام الصين بالشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن وثيقة الاستخبارات الأمريكية نُشرت على منصة الرسائل "ديسكورد" كجزء من تسريبات واسعة النطاق لمواد أمنية وطنية شديدة الحساسية. وقد أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "لسنا على علم بمثل هذه التهديدات من قبل السعودية".

وذكر مسؤول آخر تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسألة استخباراتية أنه "غالبًا ما تكشف مثل هذه الوثائق بعض الحقائق المتعلقة بفترة وجيزة من الزمن ولا يمكن أن تقدم صورة واضحة كاملة". وأضاف المسؤول "تواصل الولايات المتحدة التعاون مع السعودية التي تعد شريكا مهما في المنطقة لتعزيز مصالحنا ورؤيتنا المشتركة لمنطقة أكثر أمنًا واستقرارًا وازدهارًا، ومترابطة مع العالم". وتجدر الإشارة إلى أن السفارة السعودية في واشنطن لم ترد على طلب التعليق على هذه المسألة.

وأضافت الصحيفة أن بايدن، الذي تعهّد بنبذ السعودية أثناء فترة ترشحه للرئاسة، نادرًا ما يتواصل مع ولي العهد لكن كبار مساعدي الرئيس أعادوا بناء العلاقات معه تدريجيًا على أمل تمكن البلدين من التعاون والتنسيق معا في القضايا الإقليمية المهمة على غرار اتفاق السلام في اليمن، واستمرار وقف إطلاق النار في السودان، وتحديات مكافحة الإرهاب والخلافات المستمرة حول إمدادات النفط.

ونوهت الصحيفة بأن تحسّن العلاقة بين الحليفين أثارت استياء المدافعين عن حقوق الإنسان الذين كانوا يأملون حدوث قطيعة أمريكية مع السعودية بالنظر إلى الدور الذي يضطلع به محمد بن سلمان في الإشراف على الحرب في اليمن ومسوؤليته عن جريمة قتل كاتب العمود في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي سنة 2018.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن "العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية مهمة للغاية بحيث لا يمكن ضربها عرض الحائط نظرًا لنفوذ الرياض الاقتصادي والسياسي في المنطقة ومغازلة بكين لشركاء الولايات المتحدة التقليديين في الشرق الأوسط". ونوه بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك في الرياض يوم الخميس إلى جانب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، "معًا، يمكننا تحقيق تقدم حقيقي لجميع أفراد شعبنا، ليس فقط لمواجهة التحديات أو الأزمات الحالية، وإنما أيضًا لرسم رؤية إيجابية لمستقبلنا المشترك".

بعد اجتماعات بلينكن، بدا أن الخلافات لا تزال قائمة حول طموحات المملكة العربية السعودية لتوليد الطاقة النووية، التي تعتبرها واشنطن وغيرها خطيرة، ومدى أحقية الولايات المتحدة في توجيه أصابع الاتهام إلى المملكة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان. وبشأن الملف السالف ذكره، أوضح بلينكن أن القادة السعوديين "لا يستجيبون للضغوط".

اظهار أخبار متعلقة


تُوجت زيارة بلينكن بتدفق سيل من الاجتماعات الأمريكية رفيعة المستوى في المملكة في الأشهر الأخيرة، شملت الرحلات التي أداها مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام جيه بيرنز، وكبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومسؤول أمن الطاقة عاموس هوشستين.

ونقلت الصحيفة عن الباحث الخليجي في مركز ويلسون، ديفيد أوتاوي، أن زيادة الاجتماعات كانت بمثابة قوة موازية للعلاقات الشخصية الفاترة بين بايدن ومحمد بن سلمان، مشيرًا إلى أن الزعيمين لم يتحدثا منذ اجتماعهما في الرياض في تموز/ يوليو الماضي. وأضاف أوتاوي أن "إدارة بايدن سعت للتواصل مع محمد بن سلمان حتى لو كانت علاقة بايدن معه منقطعة".

وسعت الدولة الغنية بالنفط إلى تقديم نفسها كلاعب عالمي منفصل عن واشنطن. وفي الأشهر الأخيرة، كانت الرياض تعيش حالة تشذّب دبلوماسي، حيث سعت إلى إنهاء الحرب في اليمن، واستعادة العلاقات مع عدوها اللدود إيران، ناهيك عن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للعودة إلى جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد من الحظر، وإنهاء التوترات الإقليمية مع قطر. وحسب بروس ريدل، خبير الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، "تنتهج الرياض سياسة خارجية أكثر تقليدية ترمي إلى تجنب الصراعات وتسويه علاقاتها مع منافسيها".

وأضافت الصحيفة أن هذه التغييرات العميقة في السياسة الخارجية السعودية تأتي في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن للحصول على مساعدة السعودية في بعض المسائل الإقليمية. وقبل أيام من وصول بلينكن، أعلنت السعودية أنها ستعمل على تعميق تخفيضات إنتاج النفط في تموز/ يوليو على رأس اتفاق أوبك بلس الأوسع للحد من المعروض من النفط في محاولة لرفع الأسعار - وهي خطوة عارضتها إدارة بايدن.

وحسب ريدل فإن "الإدارة وضعت أجندة عمل بلينكن مع السعوديين التي تقوم على أهداف عديدة منها: الحفاظ على وقف إطلاق النار في اليمن، ووقف إطلاق النار في السودان، ومحاربة تنظيم الدولة، ناهيك عن منع ارتفاع أسعار النفط لمستوى يخرج عن السيطرة".

اظهار أخبار متعلقة


كما أثيرت علاقة المملكة العربية السعودية مع الصين، التي تعتبرها الولايات المتحدة أكبر منافس اقتصادي وأمني لها، خلال مؤتمر صحفي لبلينكن في الرياض. وقد نفى الدبلوماسي الأمريكي رفيع المستوى أي تلميح إلى أن الولايات المتحدة تجبر السعودية على الاختيار بين واشنطن وبكين.

وأشارت الصحيفة إلى أن وثيقة استخباراتية أمريكية مسربة ثانية من كانون الأول/ ديسمبر حذرت من أن السعودية تخطط لتوسيع "علاقاتها التجارية" مع الصين من خلال شراء طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز وأنظمة مراقبة جماعية من بكين. لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن هذه التحذيرات مبالغ فيها.

وعند سؤاله خلال المؤتمر الصحفي يوم الخميس عن علاقة بلاده بالصين، أصر وزير الخارجية السعودي على أنها لا تمثل تهديدًا للشراكة الأمنية طويلة الأمد بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
التعليقات (2)
مصري
السبت، 10-06-2023 11:43 ص
ابن سلمان يعيش في الاوهام ما بين وهم الخط نيوم و وهم تدمير امريكا و هو لم يدرس ان الغرب اختار ال سعود ليحكموا الجزيرة لانهم وافقوا على اسرائيل و ذلك يعني ان وجودهم وظيفة للحفاظ على اسرائيل و تدمير اي حركة تقدم و نهضة في الوطن العربي و لا ننسى تمويلهم للعشرية السوداء في الجزائر و تمويلهم للسيسي الصهيوني في مصر
أبو فهمي
الجمعة، 09-06-2023 05:12 م
خبر صعب التصديق !!!!!!!!!!!!!!!!. وبفرض أنه "" صحيح "" فأمريكا لن تسكت عليه وستقطع رقبة "" مبس "" فورا واذا لن تقطعها !!!!!!!! فهذا سيكون سرورا كبيرا لنا حيث ستثبت أمريكا أنها أصبحت """" دويلة """" من العالم """" الرابع """".