صحافة إسرائيلية

تحقيقات الاحتلال تكشف ثغرات وإخفاقات تسببت بعملية العوجا

عائلات الجنود الإسرائيليين القتلى بعد دفنهم- جيتي
عائلات الجنود الإسرائيليين القتلى بعد دفنهم- جيتي
بعد مرور عدة أيام على عملية العوجا على الحدود المصرية الفلسطينية، زعم مسؤولو جيش الاحتلال أن الوهم الذي توقعوه بأمان المنطقة جاء نتيجة الإنجازات بإحباط عمليات تهريب المخدرات، ما خلق أجواء بأن احتمالية حدوث عمليات فدائية ضئيلة على هذه الجبهة الجنوبية، زاعمين أن برنامج الحراسة في مكان العملية لم يوافق عليه قائد الفرقة، ورغم أن سلاح الجو سمح باستخدام مروحيات لملاحقة منفذ العملية، لكن قرارا مفاجئا جاء بمحاصرته بقوات راجلة، رغم أنه كان يتنقل بين أكوام من الصخور.

أمير بوخبوط، المراسل العسكري لموقع ويللا، أكد أنه "تواصلت الانتقادات على قيادة جيش الاحتلال بشأن هجوم العوجا، وما زالت تفاصيله قيد التحقيق، وسيتم عرضها على رئيس الأركان هرتسي هاليفي في وقت لاحق، لكن ما حصل أن ما حققته الفرقة العسكرية على الحدود المصرية من إنجازات عديدة بإحباط تهريب المخدرات، سبّب لديها سوء فهم بأنه لن تكون هناك عمليات مقاومة في هذه الجبهة الحدودية، ولعل دوافع إحباط تهريب المخدرات أضر باليقظة العملياتية، وفهم احتمال وقوع هجوم معادي".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "وضع الحراس لمدة 12 ساعة متواصلة لم يحظ بموافقة قائد الفرقة، وانتقد مسئولون في الجيش قرار وضع الموقع العسكري قرب الحدود، وبعدد متواضع من الجنود الذين واجهوا تلك الليلة الصعبة، ولذلك فإن الحادث يحتاج لتحقيق جدي، حيث نقل الجيش اليوم وسائل تكنولوجية لهذه المنطقة للمساعدة بالكشف عن التسلل في المناطق الحدودية المعقدة".

نير دفوري، المراسل العسكري للقناة 12، أكد أنه "بعد مرور هذه الأيام، ما زالت هناك أسئلة بقيت مفتوحة دون إجابات، لأن العملية أشارت إلى ضعف في الجاهزية العملياتية على الأرض، وتثير تساؤلات حول الاستعدادات المستقبلية لمشهد التهريب المقبل في سيناء، بعد أن شهدت السنوات الأخيرة تحسّنا في علاقة الجيشين الإسرائيلي والمصري، وحدث في الأشهر الثلاثة الماضية إحباط 300 عملية تهريب.

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الجيش يتعامل مع الأسئلة الصعبة المصاحبة لهذا الهجوم غير المعتاد، لاسيما كيفية تسلل المنفذ داخل الحدود، والوقت الذي استغرقه، وردّ فعل جيش الاحتلال، ما يستدعي منه الاستمرار في تعلم الدروس واستخلاصها، أهمها طريقة اختراق السياج، والطريقة التي لم يتم التعرف عليها، أو تحديد مكانها لفترة طويلة، ما يشير إلى نقاط ضعف في القوة التي تدير المشهد الميداني على حدود يزيد طولها على مئتي كم، رغم نشر أجهزة استشعار ورادارات".

وأوضح أن "هجوم العوجا كشف ضرورة تغيير طريقة عمل الجنود، ربما بسبب نقص عددهم في المنطقة، لكن الخلاصة هي فشل الجيش، لأن المنفذ دخل الحدود بمفرده عبر معبر لوجستي في السياج الحدودي، وليس واضحا ما إذا كان لديه مساعدون إضافيون في الأراضي المصرية، ويبدو أنه على دراية بهذه المعابر، ما سمح له بالتسلل بسرعة للأراضي المحتلة، دون أن يلاحظه أحد، ولذلك تشارك إسرائيل في التحقيق في الهجوم مع الجيش المصري؛ لفهم ما إذا كان هناك من قام بتجنيد المنفذ، وما إذا كان هناك مساعدون محتملون".

وكشف أن "طائرة من دون طيار رصدت المنفذ يسير في الصحراء على بعد 1.5 كيلومتر من الحدود بعد أن قتل الجنديين، لكنها لم تفتح النار، لأنها لم تتأكد أنه المنفذ، حيث تقدمت القوة البرية مشياً على الأقدام للتأكد من هويته، حيث أطلق المنفذ النار عليهم من مسافة قريبة، ما أسفر عن قتل الجندي الثالث".

أمهات الجنود الثلاثة القتلى في هجوم العوجا تحدثن في مقابلات لصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمتها "عربي21"، ووجهن "اتهاما لقيادة الجيش للإهمال بحياة الجنود، وأنها تبدأ باستخلاص النتائج فقط بعد وقوع الإغفال بحقهم، وهذا سلوك شائن، لأننا نضع جنودنا في وضع مخيف، متسائلين عن سبب عدم تحديث الإجراءات الأمنية، ولأن إسرائيل في سلام مع مصر، فلم نصدق أن جنديًا مصريًا سيخرج، ويكون قادرًا على فعل مثل هذا الهجوم القاسي".

وتطرح هذه الاستخلاصات الإسرائيلية من عملية العوجا جملة تساؤلات، أهمها أنه رغم خطورة منطقة العملية، وتزايد عمليات التهريب فيها، فلماذا يوجد نقص في جنود المناوبة؟ ما يعني تعرّضهم للهجوم، والانفراد بهم.

وكيف سار الجندي المصري عدة كيلومترات متواصلة، وفي صحراء مكشوفة، وأين الرصد الجوي والرادارات والمناطيد، ووسائل الرؤية الليلية المتطورة، وحواجز الأسلاك الشائكة؟ ولماذا لم تعمل أجهزة الاستشعار المختلفة في المنطقة عند عبور الجندي المصري للجانب الفلسطيني من الحدود مستخدما سكينا لقصّ السياج؟ وإلى أي حدّ ستفتح العملية شهية القوى المضادة للاحتلال، لتكرارها بقادم الأيام، بعدما اكتشفت هشاشة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية؟
التعليقات (0)