ذكر الخبير
العراقي يعقوب بيث أدي، في تقرير على
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن "
كتائب بابليون" بزعامة ريان الكلداني والمنضوية في
الحشد الشعبي باتت تلاقي رفضا شعبيا واسعا في منطقة سهل
نينوى التي يسكنها المكون المسيحي.
وقال إنه "تم طرد إحدى "الميليشيات" المدعومة من إيران، والتي يقودها رجل معروف بارتكاب شتى انتهاكات حقوق الإنسان، من بلدة مسيحية بعد أن حاولت الحلول محل قادة الشرطة المحلية".
في 11 آذار/ مارس 2023، تظاهر سكان بلدة بغديدا (قرقوش) المسيحيون في قضاء الحمدانية في سهل نينوى وتصدوا لمحاولة ميليشيا "كتائب بابليون" (اللواء 50 من قوات الحشد الشعبي) السيطرة عليها.
وكان السبب المباشر لهذا التصادم محاولة من قبل قائد "كتائب بابليون"، أسامة الكلداني، شقيق ريان الكلداني الذي صنّفته الولايات المتحدة على قائمة انتهاكات حقوق الإنسان، السيطرة على قاعدة "وحدة الاستجابة للطوارئ" ضمن "وحدات حماية سهل نينوى" ("الوحدات") المحلية، وهي منظمة عسكرية مسيحية مؤلفة من 500 عنصر تقريبا من السكان المحليين.
وبدعم من المطران المحلي، يونان حنو وجميع القادة الدينيين
المسيحيين الرئيسيين الآخرين في سهل نينوى، تجمّع السكان المحليون في مطرانية السريان الكاثوليك في بغديدا وتظاهروا ضد قافلة تابعة لـ "كتائب بابليون" وطردوها من البلدة.
وتصاعد غضب السكان المحليين تجاه "بابليون" بشكل ملحوظ بسبب الفساد الذي أظهرته عبر تورطها بعمليات ابتزاز السكان المدنيين عند نقاط التفتيش، ومحاولاتها استبدال المسؤولين الحكوميين بالموالين لـ "بابليون"، والتحرش بالنساء.
اظهار أخبار متعلقة
وشكّلت هذه الجرائم الأساس الذي استندت إليه الولايات المتحدة لتصنيف مؤسس الميليشيا ريان الكلداني على قائمة منتهكي حقوق الإنسان في 18 تموز/ يوليو 2019.
وعلى الرغم من واجهتها المسيحية - أي عائلة كلداني وبعض قادة الوحدات - إلّا أن "كتائب بابليون" ليست هي الوحدة المسيحية كما تصوّر نفسها، حيث أن الأغلبية الساحقة من عناصرها ليسوا مسيحيين، ومعظمهم من العرب الشيعة من جنوب العراق.
وأشار الخبير العراقي، إلى أنه بفضل الدعم المادي من إيران وحملة انتخابية تركزت على شراء الأصوات، تمكنت "حركة بابليون"، أي الفرع السياسي لـ"كتائب بابليون"، من مضاعفة عدد ممثليها في البرلمان العراقي خلال انتخابات عام 2021، وتسيطر الآن على أربعة من المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحيين.
ويتصاعد الغضب المسيحي تجاه "بابليون" منذ أن حررت القوات العراقية المنطقة من تنظيم الدولة في عام 2017، وثبت آنذاك أن الميليشيا نهبت تحفاً أثرية مسيحية من "دير مار بهنام"، مما دفع بمكتب رئيس الوزراء العراقي إلى طردها من قضاء الحمدانية بكامله.
ومع ذلك، حافظت "كتائب بابليون" على سيطرتها على قضاء تلكيف ذي الأغلبية المسيحية. وبعد انتخابات عام 2021، سعت "بابليون" مجدداً إلى توسيع وجودها العسكري في الحمدانية، حيث أصبحت "وحدات حماية سهل نينوى" عملياً وحدة فرعية تابعة لها في عام 2021، على عكس رغبات هذه "الوحدات".
وفي مسعى منها لاستغلال الإغفال الدولي عنها، كانت "بابليون" تستعد لشن هجوم على "وحدات حماية سهل نينوى" ودخلت مؤخرا في مشاحنة علنية مع بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، الكاردينال لويس روفائيل ساكو.
وفي وجه الوحدة القوية في أوساط المجتمع المسيحي والأساقفة البارزين في سهل نينوى، رفعت "وحدات حماية سهل نينوى" عريضة في 13 آذار/ مارس تطالب بإخراجها من نظام المعركة في لواء "كتائب بابليون" وإعادتها إلى وضعها السابق، باعتبارها من "الحشد العشائري" تحت إشراف "قيادة عمليات نينوى".
وخلال مفاوضات الفصل في 14 آذار/ مارس في مكتب "الحشد الشعبي" في محافظة الموصل، تمّ اعتقال سبعة عناصر من "وحدات حماية سهل نينوى" بتهم إهانة "قوات الحشد الشعبي" وإرسالهم إلى بغداد.
وعلى الرغم من إطلاق سراحهم بسرعة في 16 آذار/ مارس، إلّا أنه من غير المرجح أن يكون ذلك هو الإجراء الانتقامي الأخير الذي تنفذه "كتائب بابليون"، كما يذكر الخبير العراقي.