سياسة عربية

سعيّد يبدي رغبته في تعيين سفير لتونس لدى النظام السوري

سبق لسعيد أن التقى بوزير خارجية النظام السوري- جيتي
سبق لسعيد أن التقى بوزير خارجية النظام السوري- جيتي
قال الرئيس التونسي قيس سعيد، الجمعة، إنه لا مبرر لعدم وجود سفير تونسي لدى النظام السوري وسفير للأخير لدى بلاده، في أحدث مؤشر على أن العودة الكاملة للعلاقات الدبلوماسية مع نظام الرئيس بشار الأسد قد تكون وشيكة.

جاء ذلك خلال لقاء سعيّد مع وزير خارجيته الجديد نبيل عمار، حيث قال الرئيس التونسي إنه يتعين اتخاذ قرار بهذا الشأن، وذلك وفقا لمقطع مصور نشره مكتب الرئيس على "فيسبوك".

وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا  في 4 شباط/ فبراير 2012 احتجاجا على قمع مظاهرات تطالب بالديمقراطية في عام 2011 والتي تصاعدت لاحقا إلى صراع مسلح أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين ودفع الملايين إلى الفرار.

وأعادت تونس تركيز بعثة دبلوماسية محدودة في سوريا في عام 2017 للمساعدة في تعقب أكثر من 3000 مقاتل تونسي سافروا إلى سوريا للانضمام إلى "تنظيم الدولة".

وأشار الرئيس التونسي إلى أن "مسألة النظام السوري تهم السوريين وحدهم ونحن نتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لنا في خيارات الشعب السوري"، مضيفا أن "هناك جهات كانت تعمل على تقسيم سوريا لمجموعة من الدول منذ بداية القرن 20 ولن تقبل بذلك".

والشهر الماضي، عززت تونس بعثتها الدبلوماسية في دمشق بدبلوماسي من بيروت، لكن مع إعلان الرئيس أنه يجب اتخاذ قرار، فمن المتوقع على نطاق واسع أن تعين وزارة الخارجية قريبا سفيرا لها في دمشق.

ورغم قرار قطع العلاقات، افتتحت تونس في تموز/ يوليو 2014 مكتبا للخدمات الإدارية والقنصلية لفائدة الجالية التونسية في سوريا، قبل أن تُعيّن وزارة الخارجية التونسية قنصلًا عامًا (دون رتبة السفير) في دمشق، عام 2015، في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.

وعقب الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا في 6 شباط/ فبراير الماضي، فقد أرسلت السلطات التونسية مساعدات وفريق إنقاذ إلى دمشق لإغاثة المتضررين، عبر طائرة وصلت إلى مطار حلب الخاضع لسيطرة حكومة الأسد.

وعقب ذلك، أجرى وزير الخارجية التونسي المقال عثمان الجرندي مكالمة هاتفية مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، قبل أن تتم إقالته في وقت لاحق.

وقبل إقالته، كتب الجرندي عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "مكالمة مع أخي د. فيصل المقداد وزير خارجية سوريا. أبلغته تعاطف وتضامن تونس رئيسا وحكومة وشعبا مع سوريا الشقيقة".

وقال: "نسقنا بخصوص المد التضامني التونسي الذي أذن به سيادة الرئيس لمعاضدة جهودها في مجابهة آثار الزلزال. رحم الله الضحايا وعجل في شفاء الجرحى"، خاتما تغريدته بـ"حفظ الله سوريا وشعبها من كل مكروه".

اظهار أخبار متعلقة


وسبق للرئيس التونسي أن التقى بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش زيارتهما إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال العام الماضي، حيث وجه سعيّد رسالة لبشار الأسد.

وقال سعيد للمقداد، بحسب بيان خارجية النظام: "إن الإنجازات التي حققتها سوريا، وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس"، بحسب ما نقلته صحيفة "حقائق أونلاين" التونسية.

وفي شهر آب/ أغسطس من عام 2021، التقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج عثمان الجرندي، وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في أول لقاء يعقد بين وزيري خارجية البلدين، منذ إعلان الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي عن قطع العلاقات مع دمشق عام 2012 مع طرد السفير السوري من تونس.
التعليقات (3)
منصور
السبت، 11-03-2023 02:14 م
الخنازير على اشكالها تقع
محلل سياسي متواضع
السبت، 11-03-2023 12:20 م
لا بُدَ من مقدمة لتفسير الخبر : خضعت تونس للاستعمار الفرنسي ((المُباشِر)) 75 سنة ثُمَ تقرَر إعطائها "الاستقلال الوهمي" عام 1956مع تنصيبِ بطلٍ مُصطنعٍ عليها (الحبيب بورقيبة الذي كانت له علاقة جيدة مع فرنسا و علاقة مُمتازة مع بريطانيا إلى درجة ِأن ضابط المخابرات البريطاني "سيسيل هوراني" كان يعمل بصفة مستشارٍ لبورقيبة طيلة تحكمه من خلال مكتب له في قصر قرطاج). كان تحالف بريطانيا مع فرنسا واضحاً في ذلك الوقت بدليل هجومهما على مصر إثناء العدوان الثلاثي في نهاية أكتوبر 1956 فقد كان بلدتا الاستعمارِ القديم تحاولان التصدي لأمريكا التي تقدمت لطردهما من مناطقِ سيطرتهما للحلول مكانيهما . كانت أمريكا تعمل ببطء لأخذ تونس من دائرة تبعية "بريطانيا- فرنسا" و نجحت في فرض "بن علي" على بورقيبة في ثمانينات القرن الماضي- بعد أن بلغ من الكبر عتيَاً- فتدرَج في المناصب حتى استطاع عزل بورقيبة و الحلول مكانه. تحكَم بن علي- الذي تلقى دورات في أمريكا- في تونس بقبضة أمنية حديدية و جعلها تابعة لأمريكا و هذا أخاف أتباع أوروبا داخل تونس. منح الربيع العربي الفرصة لشعب تونس ليخرج مؤقتاً من الاستبداد و انتعشت قوى مخلصة قليلة و قوى مرتبطة بأوروبا و غيرها و أظهرت نفسها من خلال أحزاب ما بعد "الثورة" و التي بلغ عددها للأسف 122 حزباً !! قاد الاستعمارُ الفرعوني الغربي جميع الأعمالِ المضادةِ للربيع العربي و استعمل لذلك كل ما لديه من أدوات "جيوش ، مليشيات ، مخابرات إقليمية ، دويلات ، بترودولارات ، و انقلابات إن تطلب الأمر" ، فحصل في تونس انقلاب عسكري/مُخابراتي مُدعَم بمليارات دولارات قليلة دفعها الأعراب [أمر الاستعمار. قبل و إثناء و بعد الانقلاب ، أشرفت "أفريكوم" بشكل مباشر على تونس و حدودها من جهتي الشرق و الغرب . بكل بساطة ، استلم تونس "فلول بن علي" بواجهة طرطور ناطور مدني "قيس" . الجميل في هذا الخبر أنه كشف ما يلي: قيسٌ و بشارٌ لديهما نفس التبعية لنفس الاستعمار ((الغربي)) ، و طبيعي جدَاً أن "الطيور على أشْكالِها تقعُ ". بكل أمانةٍ و صدقٍ من رجُلٍ عجوزٍ ،أقول( إياك أخي الكريم أن تظن أن فرنسا و روسيا و بريطانيا و الصين لهما عملاءٌ طراطير نواطير في الوطن العربي). لو ظننت ذلك ، فلن يصحَ مِنْك أيَ تحليلٍ سياسي .
ابوعمر
السبت، 11-03-2023 10:02 ص
الشعب التونسي في امس الحاجة للخبز والحبوب الجافة وكل الاغذية التي اصبحت (غائبة)عن رفوف المحلات والمتاجر......ابعث مؤخرتك للارهابي السوري ان شئت....