سأسرد خمس لقطات ليقرأها كلُّ الذين فوجئوا بهجوم كاوبوي
المستوطنين العنصريين على
حوارة يوم 26-2-2023، كل اللقطات هي اعترافات موثَّقة كتبَهَا صحافيون
إسرائيليون ترجع إلى القرن الماضي، وإلى بدايات الألفية الثالثة، وردت في كتابي، «الصراع في إسرائيل».
اللقطة الأولى: «إن أعمال زعران
المستوطنات تشبه ما فعله حليقو الرؤوس في أوروبا، وأميركا، هؤلاء الزعران يسعون للمعركة، لا تستطيع قوات الأمن الوقوف في وجههم، لا ينبغي إعفاء مجلس المستوطنات (يشع) من المسؤولية، هم إنتاج مجتمع اعتمد سياسة الجبروت، إن الاستيطان منذ نشوئه ظاهرةُ عنف، أقلية فرضت إرادتها على الغالبية، ووفرت الحكومات الغطاء الشرعي لهم، يدفعهم حاخاماتهم لرفض الأوامر، مذهبهم الشريعة الدينية ليس القانون»! (المقتطف لعوزي بنزيمان، في كتابه (القدس 1967) صدر الكتاب في ثمانينيات القرن الماضي، من وكالة أبو عرفة في القدس)!
اللقطة الثانية: «بلغ التحريضُ ذروته عند حاخامي مجلس المستوطنات (يشع) هم يحملون أسلحتهم، يتحدَّوْنَ الجميع، يجوب المستوطنون المسلحون شوارع الضفة الغربية، في دوريات حراسة مسلحة، يريدون بسط سيطرتهم على السكان وإبعادهم عن أرضهم، الأعلام التي يرفعونها هي أعلام جيش إنقاذ إسرائيل (عصابات الهاغاناه) يحملون أعلام بيت إيل، لم يعد الحديث يدور عن دولة تملك مستوطنات، بل عن مستوطنات تملك دولة» (من كتاب «المتدينين الجدد» للكاتب، يائير شيلغ إصدار مركز مدار 2002).
اللقطة الثالثة: «استمراراً للتعصب الطويل، ظهرت شبيبة التلال، هؤلاء ترعرعوا في حركة، غوش إيمونيم، إن أكثر مستوطنات غوش إيمونيم أُنشئت خطأ، مستغلة جبن وخوف الحكومات»! (مقال يوسي سريد أحد قياديي حزب ميرتس اليساري في صحيفة هآرتس 2002، بعنوان: الفاشية اليهودية).
ملاحظة (شبيبة التلال، وزعران المستوطنات، وعصابة دفع الفاتورة هم حارقو الصبي الفلسطيني بالبنزين العام 2014، وهم حارقو عائلة الدوابشة العام 2015 م).
اللقطة الرابعة: «أصبح الاستيطان بؤرة الصراع الكبرى، ليس بين المتدينين والفلسطينيين، بل بين المتدينين واليساريين ممن يرفضون الاستيطان وفق عقيدة الحريديم، تحول الاستيطان إلى حرب ضد العلمانيين واليساريين، صُودرت نظرية الاستيطان، من الطلائع والعلمانيين، تحول الاستيطان إلى وعد إلهي في استيطان إسرائيل. إن العلمانيين يلعبون عند الحاخام كوك المتوفى 1981 دور الحمار المخلص، فهم يبنون الدولة الحمارية، يمتطيها المُخلص، ويطهرها من الرجس! كان الاستيطان في البداية حرباً ضد العرب بفضل نموذج الحاخام كوك، ولكنه تحول إلى حرب ضد العلمانيين، فالاستيطان عند أتباع كوك يُلغي وجود العرب تماماً» (صحيفة هآرتس 13-9-1998).
اللقطة الخامسة: «أصدرنا لسكان المستوطنات تعليمات تنصُّ على الالتزام بالنواة الصلبة لحركة، غوش إيمونيم (أي كتلة الإيمان الاستيطانية) عليكم، أيها المستوطنون أن تتذكروا أنكم رسل التوراة، تخاطرون بأرواحكم للدفاع عن أرض إسرائيل، يجب أن تحملوا السلاح» (صحيفة معاريف من مقال لشالوم تسزنا، 15-12-2000).
الاستيطان ليس عقيدة سياسية صهيونية، ولكنه عند حكومة، نتنياهو وسموتريتش وبن غفير فريضة دينية يهودية، فشعائر الدين اليهودي لا تُقبل عند الله إلا بالهجرة والاستيطان، «كلّ زوجةٍ لرجل يهودي ترفض الهجرة إلى أرض الميعاد يجب طلاقها من زوجها «! (من أقوال الحاخام، موشيه بن نحمان المتوفى في القرن الثالث عشر 1270).
(عن صحيفة الأيام الفلسطينية)