تواترت التهديدات
الإسرائيلية ضد
إيران، سواء بسبب برنامجها
النووي، أو تواجدها المتزايد في مياه الخليج العربي، أو تمركزها العسكري في سوريا، وسط دعوات للاستفادة مما يعتبرونه الدرس الأوكراني، والمبادرة لاتخاذ قرار بمهاجمة إيران عسكريا.
تزامنت هذه المخاوف الإسرائيلية مع ما أعلنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 84 بالمئة، أي أقل بنسبة 6 بالمئة فقط من المستوى المطلوب لتطوير سلاح نووي، كما صرح بذلك اثنان من كبار الدبلوماسيين الدوليين.
جاءت آخر التحذيرات الإسرائيلية على لسان الجنرال تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، الذي اعتبر أن "التقارير الأممية التي تفيد بأن إيران على وشك أن تكون قادرة على تطوير أسلحة نووية، دعوة للاستيقاظ، لأننا بحاجة لفهم الوضع الخطير الذي وصلنا إليه، وفهم أن استراتيجية جديدة باتت مطلوبة تجاه إيران، لأن هناك دليلا على أنها تلعب معنا، وزادت
التخصيب بطريقة جدية، لترى كيف سيكون رد فعل العالم".
وأضاف في
مقابلة نشرتها صحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21" أن "ما يزيد القلق الإسرائيلي أن العالم غير مبال بالنسبة التي وصلتها إيران في مستوى التخصيب، وبالتالي فإنه يجدر النظر إلى هذا التطور على أنه دعوة للاستيقاظ، من أجل أن نفهم الوضع المأساوي الذي وصلنا إليه، وأن هناك حاجة لاستراتيجية جديدة، لأن ما فعلناه حتى الآن، ويتمثل في معارضة الاتفاق النووي، قادنا إلى الواقع المعقد الذي نحن فيه اليوم".
اظهار أخبار متعلقة
إيدو زيلكوفيتش رئيس برنامج دراسات الشرق الأوسط في الكلية الأكاديمية عيمك عيزرئيل، زعم أن "التقارير المتعلقة بتخصيب اليورانيوم الإيراني بنسبة 84 بالمئة تؤكد أن إسرائيل الآن تواجه مفترق طرق أساسي للغاية، والإيرانيون قريبون من هدفهم بالحصول على اليورانيوم، هذه هي المشكلة والتحدي الذي يواجه صناع القرار في إسرائيل، صحيح أن حرب الظلال على المشروع النووي مستمرة طوال الوقت، لكنها لا تستطيع شن عملية عسكرية ضد البنية التحتية بدون دعم دولي واسع، وبدون تنسيق كامل مع الولايات المتحدة، بما في ذلك المساعدات واللوجستيات العسكرية، وفي الوقت الحالي لا نرى ذلك يحدث".
وأضاف في
حوار نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21": "لا أعتقد أن إيران مترددة بدخول صراع عسكري كبير مع إسرائيل، وبالتالي فإن تعاملها مع هذا التطور يجب أن يكون على مستويين: الأول بناء تحالف دبلوماسي وسياسي واسع يمارس ضغطا حقيقيا على الإيرانيين عند الحديث عن هذا المشروع، والثاني عدم الانتظار لحظة واحدة للتعامل مع التهديد النووي، لأنه يجب ألا نمنح هذا النظام أسلحة دمار شامل".
الخبير العسكري تال ليف-رام، المعلق العسكري في "معاريف"، طالب بأن "يعود الموضوع الإيراني إلى قمة جدول الأعمال العالمي، وأن يكون مصحوبا بعناوين الصحف بصورة يومية، لأنه قد لا تأتي فرصة جديدة مرة أخرى، صحيح أن الإيرانيين ينفون هذه التقارير، لكن يبدو لي أن هذه المنشورات المقتبسة من دبلوماسيين كبار دقيقة للغاية، والنتيجة أن مستوى التعامل الإسرائيلي مع القضية الإيرانية كان إشكاليًا خلال هذه الفترة".
وأضاف في
لقاء ترجمته "عربي21" أن "توالي هذه التقارير الدولية يتزامن مع عدم وجود إسرائيل في محور الحدث، رغم أن بنيامين نتنياهو وضع الملف الايراني باعتباره الشيء الرئيسي في حملته الانتخابية، صحيح أنه ليس من المفترض أن تكون إسرائيل اللاعب الوحيد هنا، لكن في نفس الوقت فمن الواضح أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس على جدول الأعمال حقًا، رغم أنها ترى في إيران قلب مشكلتها المركزية، باعتبارها تهديدًا وجوديًا لها".
الجنرال مائير بن شبات الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، زعم أنه "يجب تعلم الدرس من أوكرانيا، بألا ننتظر إيران كثيرا، وضرورة تغيير الموقف منها، لأن السياسات الحالية للولايات المتحدة وأوروبا تجاهها عملت على تآكل وضعهم، بدليل سلوكها المتحدي في المجال النووي، من خلال تخصيبها اليورانيوم لمستوى 84 بالمئة، والقدرة على إنتاج اليورانيوم المعدني، وتراكم كميات من المواد الانشطارية عند مستويات تخصيب مختلفة، ومنع وصول مفتشي الوكالة لمواقعها، وتسليح وتفعيل المليشيات الحليفة في المنطقة، والتوسع في إنتاج وتصدير الطائرات بدون طيار والصواريخ".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في
مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "إيران ليست فقط منخرطة في حرب أوكرانيا، بل إنها تحتل مكانة كبيرة في عملية إعادة ترسيخ محور الدول المعارضة للولايات المتحدة والغرب، وحشدها بجانب موسكو في الحرب، وتعميق تعاونهما، بالتزامن مع توطيد العلاقات مع الصين، يجعلها تضع نفسها كلاعب نشط في الصراع ضد الولايات المتحدة، لأنها تدرك ضعف الغرب، وتستفيد منه استفادة كاملة".
وزعم أنه "يجب أن يكون هناك تهديد عسكري حقيقي ضد إيران، ولا داعي لأن تؤدي هذه الخطوات للحرب، بل إلى زيادة احتمال حدوثها بشكل كبير، لأن مستقبل النظام العالمي على المحك، وهذا مفهوم جيدًا في واشنطن وأوروبا، لكن السؤال هو عن ما إذا كان سيتم العثور على القدرة لاتخاذ القرارات اللازمة للتأثير في ذلك".