فجر موقع فرنسي أسئلة مهمة حول فرص استمرار رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد
الدبيبة في منصبه، على ضوء الكشف عن لقاء سرى جمع الأخير في مدينة مصراته القوية قبل أيام، بعدد من المسؤولين والقادة السياسيين والعسكريين في المدينة، بهدف منع تشكيل حكومة جديدة، ودعم استمرار الدبيبة على رأس السلطة في طرابلس.
وقال موقع "
أفريكا انتليجنس" الاستخباراتي الفرنسي، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الدبيبة، فشل في كسب
دعم مصراتة ضد تشكيل
حكومة ثالثة، بعد أن التقى في اجتماع سري بقادة عسكريين وسياسيين، بينهم قائد لواء الصمود، صلاح بادي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة السابق، عبد الرحمن السويحلي وآخرين.
وأكد الموقع الاستخباراتي الفرنسي، أن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، دعا شخصيات من مسؤولين عسكريين وقبليين معًا واجتمع معهم جرى بمقر شركة "الجيد" المملوكة لمحمد الطاهر عيسى المقرب من الدبيبة، مشيرا إلى أن المجتمعين أبلغوا الدبيبة أنهم لن يكونوا بالضرورة ضد فكرة تشكيل حكومة جديدة، إلا أنهم مستمرون في دعمه على حساب منافسه فتحي باشاغا.
اظهار أخبار متعلقة
ولفت "أفريكا انتليجنس"، إلى أن عبد الحميد الدبيبة يواجه عزلة داخلية متزايدة، على ضوء مساعي رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، والمشري، لتشكيل مسار بديل عن السلطة الحالية، يشمل تشكيل حكومة جديدة.
ورغم أن الدبيبة أو أي من القادة الذين اجتمع معهم لم يؤكدوا ما كشف عنه الموقع الفرنسي، إلا أن مسار الأزمة السياسية في
ليبيا، يدفع للتساؤل حول مصير السلطات الحالية، خاصة مع تصاعد المساعي لتشكيل حكومة جديدة في البلاد، كبديل عن الحكومتين الحاليتين اللتان تتنازعان السلطة.
"مصراتة غير مترددة"
ومعلقا على هذه الأنباء، قال المحلل السياسي، عبد الله الكبير، إن مساعي الدبيبة لتجديد ثقة أعيان مصراته والشخصيات المؤثرة فيها أمر "طبيعي"، إزاء تحالف عقيلة والمشري وسعيهما لتشكيل حكومة ثالثة.
ويعتقد الكبير في حديث خاص لـ"عربي21" أن "مصراته غير مترددة، لأن موقف الغالبية هو استمرار حكومة الدبيبة كورقة ضغط على عقيلة والمشري لإجبارهما على تنفيذ الانتخابات".
وشدد على أن "فرص بقاء الدبيبة في منصبه ماتزال عالية بالنظر إلى انقسام مجلس النواب، وكذلك مجلس الدولة حول أولوية التوافق على قاعدة دستورية وقوانين للانتخابات أم تغيير المناصب السيادية وتشكيل حكومة جديدة".
وحول تشكيل حكومة ثالثة قال الكبير: "تشكيل حكومة جديدة مرفوض شعبيا، ليس بالضرورة رغبة في استمرار حكومة الدبيبة؛ وإنما من أجل إنهاء المراحل الانتقالية وتجديد الشرعية عبر الانتخابات".
"قيادة موحدة جديدة"
لكن المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، محمد شوبار، قال، إن تشكيل قيادة جديدة موحدة لليبيا جاء في أحد فقرات قرار مجلس الأمن الدولي رقم ( 2656 )، وهذا القرار تم اتخاذه بعد أن وصلت العملية السياسية إلى إنسداد كامل، وحال لم يستطع مجلسي الدولة والنواب الوصول إلى توافق حول القاعدة الدستورية لإجراء الإنتخابات ولم تستطع حكومة الوحدة الوطنية تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل الكامل.
اظهار أخبار متعلقة
واتهم شوبار في حديث خاص لـ"عربي21" الأجسام الممسكة بالسلطة بـ"سرقة أموال الليبيين وتهريبها للخارج"، بل إنها تستقوى بوجود مجموعات مسلحة وقوات أجنبية، مضيفا:"ينطبق ذلك على شرق البلاد وغربها وجنوبها".
وشدد على أن المجتمع الدولي يتعاطى بإيجابية مع مطالب الحراك الشبابي الذي خرج في إحتجاجات سلمية مطلع تموز/ يوليو الماضي مطالبا بإسقاط كل الأجسام السياسية وتشكيل قيادة وطنية جديدة موحدة بوجوه جديدة لم تتورط في أي جرائم أين كان نوعها، مؤكدا على أنه لا مجال لعرقلة العملية السياسية التي يرعاها المجتمع الدولي.
وأضاف شوبار قائلا: "لقد أصبحنا على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ ليبيا ستبدأ بالإعلان على تشكيل قيادة وطنية قوية للحفاظ على عائدات النفط وتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار، والتمهيد للانتخابات التي يتطلع إليها قرابة ثلاثة مليون ليبي سجلو في سجل الناخبين"، مؤكدا أن "المرحلة القادمة هى مرحلة استقرار وازدهار لليبيا وستكون لهذه المرحلة إنعكاسات إيجابية على المنطقة برمتها". وفق قوله.
ومصراتة الساحلية ذات ثقل عسكري كبير في الغرب الليبي، وتعد لاعبا مهما في الاستقرار السياسي والأمني، إذ يتواجد فيها على العديد من الكتائب والتشكيلات العسكرية القوية، فضلا عن ترسانة ضخمة من الأسلحة التقليدية والنوعية، ما جعلها محط أنظار الساسة وصانعي القرار، خصوصا في المنطقة الغربية من البلاد.
وتضع بعض الإحصاءات مصراتة ضمن ثالث أكبر التجمعات السكنيّة الليبية كثافة في عدد السكان بعد مدينتي طرابلس وبنغازي، وتعتبر مصراتة العاصمة الإقتصادية والتجارية للبلاد نظراً لنشاط حركة الموانئ وازدهار الصناعة والتجارة فيه.