تستعد جماهير الأمة
المصرية منذ الغد لخوض مباراتها السياسية مع السلطة المفروضة على الشعب بقوة
الحديد والنار، وهي دعوة ليهبّ الشعب متظاهراً ضد سلطة الجبر التي أوصلت الدولة
لحافة الإفلاس، وأغرقتها في الفساد والفشل القاتل.
وعلى ما يبدو فإن
المصريين تتعزز قناعتهم يوما بعد يوم، رغم الخوف والترهيب، بأن التحرك صار مطلبا
ملحّا لا يحتمل التأجيل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مكتسبات المصريين المصادَرة.
هل سيكون
11/11 باكورة
الثورة العارمة على أرض الكنانة، يقودها شعب مصر العظيم الذي عاش أسوأ مراحل
الاستبداد والغطرسة السياسية في عهد عبد الفتاح السيسي، الذي مارس أقسى وسائل
التعذيب والقتل ضد الشباب المصري تحت أسباب وهمية ومختلقة لإرضاء أولياء نعمته؟ وما
من شك أن كافة الشعوب العربية تقف اليوم مع مصر وشعبها الثائر بكل قوة لنيل كرامته
التي انتُهكت.
هو جرس إنذار
للسيسي ومن وراءه يجِب أخذه هذه المرة بكُل جديّة، لأن الأوضاع الداخلية ستنفجر، خاصّةً
في أوساط الطّبقات الشعبيّة المَسحوقة نتيجة الغلاء الفاحش، وارتفاع تكاليف
المعيشة، وانخفاض سقف الحريّات الى الحضيض.
أما الإعلام
المصري المصادَر فهو في مفارقة عجيبة، فمن ناحية ينكر وجود الحراك والتذمر من
أصله، وفي الوقت نفسه تظهر مجموعة من الفعاليات التي تدل على حدث جلل يحصل، فيظهر
بعض الفنانين والراقصات والبهلوانات، يرددون كالمنومين مغناطيسيا، جملة واحدة تلعن
الخونة والعملاء، قاصدين الإخوان المسلمين! فالإخوان سبب الحرب في أوكرانيا! وسبب
الأحداث في إيران، وسبب تفكك الاتحاد السوفييتي، وسبب كل الخزايا والرزايا! ولنفترض جدلا أن
الإخوان لهم دور بالفعل كقوة كبيرة بين المصريين، فهل أتى الإخوان وقتما وصلوا للسلطة
على ظهر دبابات؟! أم بالانتخابات وبأصوات الشعب يا متعلمين يا بتوع المدارس؟ والله
وبالله لست من الإخوان، ولكن من استحمار العقول ربط ما يحصل بالإخوان المسلمين.
بكل الأحوال لا
نشك في أن الفوز في نهاية هذه المباراة هو لجماهير الشعب المصري المظلومة،
وبالضربة القاضية إن شاء الله والعاقبة للمتقين.
ودائما نقول لجيش
مصر وجنوده المخلصين، إن بطولة المصري يبديها على حدود بلاده وخاصة في وجه
الصهاينة المعتدين، لا في النزول للشارع لضرب الشعب، عندما يخرج صارخا من الجوع
ومن الظلم والقهر.
وأما
أنتم يا إخواني في الشرطة، فإن بطولة جندي الشرطة هي في صد الخارجين على القانون،
ولو كان عددهم عشرين أو حتى مائة، وليس النزول للشارع لصد وضرب عشرات الآلاف أو
مئات الآلاف من الشعب، ممن خرجوا محتجين على الظلم والجوع والقهر والفساد، بل إن البطولة
الحقة لجندي الشرطة في الانضمام إليهم.. الوقوف في صف الشعب.. تلك بطولة، أن ينحاز
الجنود للشعب ضد اللصوص الفاسدين المدنسين لكراسي السلطة والملتصقين بها.
أخيرا
كمواطنة مصرية حرمتها السلطة من التكحل بغبار وطنها أقول: طوبى لمن قدموا مصالح
شعوبهم وأوطانهم على مصالحهم الشخصية. هؤلاء يدخلون التاريخ من أبوابه المشرفة.
* كاتبة وناشطة
مصرية
[email protected]