هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور قال فيه إن غمامة قاتمة خيمت على مؤتمر
قمة المناخ الذي تستضيفه مصر.
وأضاف
أن نشطاء المناخ مثل المراهقة السويدية غريتا ثونبرغ أداروا ظهرهم بالفعل للمؤتمر،
وأصروا على أنه محاولة "للغسل الأخضر"
من قبل الحكومات المتخلفة والشركات الساخرة.
وقال
ثارور إن قلة من الحكومات نفذت تعهدات طموحة لتسريع عملية تقليل الانبعاثات.
لكن
بالنسبة للسيسي، فإن إرث القمة قد لا يكون له علاقة بالعمل المناخي. كانت الحكومة المصرية
الاستبدادية عاجزة عن منع النشطاء السياسيين من احتلال مركز الصدارة في شرم الشيخ يوم
الثلاثاء وتسليط الضوء على محنة علاء عبد الفتاح، الناشط المصري البريطاني البالغ من
العمر 40 عاما والمضرب عن الطعام. شخصية بارزة وشعبية شاركت في انتفاضة الربيع العربي
عام 2011، سُجن عبد الفتاح في عام 2014 من قبل نظام السيسي الاستبدادي بتهم مشكوك فيها
بسبب الاحتجاج دون إذن وحُكم عليه لاحقا في عام 2021 بالسجن لمدة خمس سنوات أخرى بتهمة
"نشر أخبار كاذبة"، وهي تهمة تستخدمها السلطات المصرية كسلاح لإسكات منتقديها.
وبحسب
أقارب عبد الفتاح، فقد تناول آخر رشفة ماء، الأحد، في تصعيد إضرابه عن الطعام قد يؤدي
إلى وفاته. وقد ألقت محنته بظلالها على الإجراءات في COP27، وأدت إلى قيام جماعات حقوقية ومنظمات دولية بانتقاد سجل مصر المروع
في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك احتجاز عشرات الآلاف من السجناء السياسيين. وحث المفوض
السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك، يوم الثلاثاء، مصر على إطلاق سراح
عبد الفتاح من السجن وتقديم الرعاية الطبية له.
وقال:
"إنني أدعو السلطات المصرية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، والإفراج
الفوري عن جميع المعتقلين تعسفيا، بمن فيهم المحتجزون على ذمة المحاكمة، وكذلك المدانين
ظلما. لا يجوز اعتقال أي شخص بسبب ممارسته حقوقه الإنسانية الأساسية".
اقرأ أيضا: FT: "كوب 27" يسلط الضوء على الانتهاكات الحقوقية في مصر
تمتع
نظام السيسي إلى حد كبير بدعم الغرب، الذي لم يفعل الكثير للضغط على الانقلاب الذي
قاده في 2013 ضد حكومة إسلامية سياسية منتخبة ديمقراطيا. هذا الأسبوع، التقى السيسي
بالفعل بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء
البريطاني ريشي سوناك - ويقال إن الثلاثة ضغطوا على الزعيم المصري بشأن الحاجة الملحة
للإفراج عن عبد الفتاح. لكنهم لم يطرحوا أي تهديد واضح بالتداعيات إذا قاومت القاهرة
مناشداتهم. ومن المتوقع أن يضغط الرئيس بايدن على السيسي بشأن حقوق الإنسان عندما يجتمعان
يوم الجمعة.
في الوقت
الحالي، ثبت أن المساحة الصغيرة الممنوحة للمعارضين في شرم الشيخ مكلفة للنظام المصري.
قاطع النائب المصري عمرو درويش، الثلاثاء، مؤتمرا صحفيا أبرز سناء سيف، شقيقة عبد الفتاح،
وسط استياء من الحشد. وقال درويش بالعربية "أنتم هنا تستدعون دولا أجنبية للضغط
على مصر"، وهو يوبخ سيف أمام عشرات الصحفيين الدوليين. "أنت هنا لتطالبي
بعفو رئاسي عن سجين جنائي".
وقام
أفراد أمن تابعون للأمم المتحدة يرتدون قمصانا زرقاء باصطحاب درويش خارج القاعة.
كتب
زميلاي سيوبان أوغرادي وسارة كابلان: "ربما كان تعطيله (للمؤتمر الصحفي) محاولة
للدفاع عن سجن الحكومة لعبد الفتاح. ولكن بدلا من ذلك، قال المدافعون عن حقوق الإنسان
إن [تصرفه] أبرز مثالا حيا أمام حشد من المراقبين الأجانب وجانبا من مصر حاول المسؤولون
هنا إخفاءه عن مندوبي COP27".
قال
حسام بهجت، المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية لزملائي: "هذا النوع
من التخويف والمضايقة هو أقل ما نخبره. إن السبب الوحيد الذي مكننا من عقد المؤتمر
الصحفي في الحقيقة هو أنه حدث في المنطقة الخاضعة لسيطرة الأمم المتحدة. لم يكن من
الممكن تصور عقد مؤتمر صحفي لسناء سيف في القاهرة أو في أي مكان آخر لولا انعقاد مؤتمر COP27 في مصر."
هذه
الرسالة رددها نشطاء المناخ. قال جان سو، رئيس مجلس إدارة شبكة العمل المناخي الدولية،
لصحيفة "واشنطن بوست": "هناك ارتباط جوهري بين حقوق الإنسان والعدالة
المناخية. مصداقية COP27 ونتائجه ستكون على المحك إذا فشلت مصر في الاستجابة للدعوة للإفراج عن علاء
وسجناء الرأي الآخرين".
أليسون
ماكمانوس، مديرة الأبحاث في مبادرة الحرية، وهي منظمة لحقوق الإنسان تركز على الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا، حثت إدارة بايدن على إيصال الرسالة حول تحرير عبد الفتاح وعدم
تمكين "الغسل الأخضر" لصورة مصر في قمة المناخ.
وقالت
مكمانوس في بيان بالبريد الإلكتروني: "هناك شيء غريب حقا في افتراض السيسي أن العالم
سيتجاهل محنة علاء لأنه معجب بشدة بقدرة مصر على عقد مؤتمر دولي. كما نرى، فقد أخطأ
بشكل فادح في التقدير: سيُذكر مؤتمر COP27 هذا باعتباره مؤتمرا لعلاء".