سياسة دولية

ماذا وراء مقتل أمريكي ببغداد في ظل حكومة يرأسها حلفاء إيران؟

قال السوداني إن الأمن خط أحمر - (مكتب رئيس الوزراء العراقي)
قال السوداني إن الأمن خط أحمر - (مكتب رئيس الوزراء العراقي)

في أول تصعيد من نوعه ضد رعايا الولايات المتحدة في العراق، في ظل حكومة محمد شياع السوداني، قتل مواطن أمريكي بنيران مسلحين وسط العاصمة بغداد، والتي أعلن فصيل موال لإيران وقوفه وراء العملية لما قال إنها ثأر للجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وكان المواطن الأمريكي ستيفن ترول، قد قتل الاثنين، أثناء تجواله مع عائلته في شوارع منطقة الكرادة وسط بغداد، فيما أعلنت السلطات العراقية أن السوداني وجه بتشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الحادثة.

عقب ذلك، أعلن فصيل مسلح يطلق على نفسه اسم "سرايا أهل الكهف"، مسؤوليته عن مقتل المواطن الأمريكي، وأنها جاءت "انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي"، حسبما أوردت الوكالة الألمانية، الثلاثاء.

سابقة خطيرة

وتعليقا على ذلك، قال الباحث والمحلل السياسي العراقي، عماد باجلان، لـ"عربي21" إن ما حصل يعد سابقة خطيرة من نوعها، وبداية تؤثر سلبا على الحكومة الجديدة برئاسة السوداني، "لأن من قام بالعملية هدفه إحراج الحكومة بالتأكيد".

وأضاف باجلان أن مثل هذا العمل يحرج الحكومة بشكل كبير، وينقل صورة سلبية عن العراق والمجتمع هناك، ويهدد وجود الأجانب والبعثات الدبلوماسية في العراق، ويمثل عودة إلى مسلسل القصف والاغتيالات واستهداف الشخصيات الأجنبية.

 

اقرأ أيضا: الوقف الشيعي: 135 مرقدا رسميا مسجلة بالعراق فقط من أصل 664

وأشار المحلل السياسي إلى أن "استهداف مواطن أجنبي مدني في قلب بغداد بوضح النهار يعتبر أمرا سلبيا على الدولة والمجتمع العراقي، ولا شك أنه سيؤثر على العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية".

وأعلنت السفارة الأمريكية في بغداد، الثلاثاء، أنها "إذ تُعربُ عن مواساتها لعائلة المواطن الأمريكي بهذا الحادث، فإنها تُؤكَّد متابعة سير التحقيقات مع الجهات الأمنيَّة في بغداد، للكشف عن مُلابسات الحادث وتقديم الجُناة إلى القضاء ليأخذوا جزاءهم العادل".  

وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت، الثلاثاء، أن "المسلحين الذين ارتكبوا الجريمة حاولوا اختطاف المواطن الأمريكي وفشلوا في ذلك، الأمر الذي دفعهم إلى إطلاق الرصاص عليه أثناء محاولة اقتياده إلى المركبة التي كانوا يستقلونها".

تحد كبير

وفي السياق ذاته، رأى الخبير الأمني والإستراتيجي العراقي، مهند الجنابي أنه إذا صحت الأخبار بأن فصيلا مرتبطا بالحرس الثوري هو المنفذ للعملية، فإن الرسالة موجهة إلى بغداد قبل واشنطن.

وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن الحكومة العراقية جديدة ولديها تحديات وملفات كثيرة، وإنه من غير الممكن أن يكون المنفذ طرفا داعما للحكومة.

وتابع: "السوداني، أمام تحديات كبيرة، على مستوى ضبط المجاميع والفصائل المسلحة لا سيما المرتبطة بشكل مباشر بالمنظومة الاستخبارية والأمنية الإيرانية، وتشكل تحديا خطيرا للحكومة العراقية".

وأشار الجنابي إلى أن "كتائب حزب الله بالعراق سبق أن وجهت تهديدات للسعودية في بداية تشكيل حكومة السوداني، وبالتالي الحكومة أمام اختبار؛ إما أن تتبنى خطاب هذه الفصائل التي دعمت تشكيلها أو أن تتبرأ منها وتميل إلى صالح الدولة".

ورأى الجنابي بأن بيان الولايات المتحدة بخصوص مقتل مواطنها في بغداد كان "خجولا" ويبدو أن السفارة والخارجية الأمريكيتين لديهما تعليمات صارمة من إدارة البيت الأبيض للتعامل ضمن حدود معينة مع التهديدات بالعراق.

وأضاف: "بذلك لا تستطيع السفارة تجاوز هذه الخطوط الحمر على اعتبار أن الولايات المتحدة لديها ملفات أهم وهي الحرب الروسية الأوكرانية، وملف الطاقة، وملف النفط، والملف الإيراني".

ولفت الجنابي إلى أنه "من المبكر الحديث عن مدى تأثير هذه العملية على العلاقة بين بغداد وواشنطن، رغم أن بيان السفارة الأمريكية كان واضحا بإبداء الثقة في التحقيقات العراقية، وبالتالي على التحقيقات حفظ أمن الدولة أولا والحفاظ على العلاقات المتوازنة مع الولايات المتحدة".

وفي أول تعليق على مقتل ستيفن ترول في بغداد، قال رئيس الوزراء، الثلاثاء، إن توقيت مقتل مواطن أمريكي في بغداد يحمل علامات استفهام، مشددا على أن ملف الأمن خط أحمر.

وأضاف السوداني -في مؤتمر صحفي- أن اختبار الحكومة بملف الأمن "خيار فاشل" وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء العراقية. وأمر بفتح تحقيق في الحادثة، وتعهد بالوصول إلى منفذيها في أقرب وقت.

 

التعليقات (0)