هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أشارت نتائج العينات الانتخابية لانتخابات الكنيست الـ25، إلى تقدم ائتلاف اليمين الإسرائيلي بقيادة زعيم المعارضة وحزب "الليكود" بنيامين نتنياهو وحصوله على 65 مقعدا من إجمالي 120 هي عدد أعضاء الكنيست.
وأظهرت العينات الانتخابية بعد إغلاق صناديق الاقتراع حصول الكتلة برئاسة نتنياهو على 65 مقعدا، بعد فرز 95 بالمئة من أصوات الناخبين، ما يمكنه من تشكيل حكومة يمينية جديدة هي السادسة برئاسته.
وعقب إغلاق مراكز الاقتراع الساعة الـ22:00 ونشر العينات، بدأت عملية فرز النتائج الحقيقية لانتخابات الكنيست الـ25.
وفي أول تعليق له على نتائج العينات، قال نتنياهو: "هذه بداية جيدة، هذا كل ما يمكنني قوله في الوقت الحالي. هذا يعتمد على الفرز الفعلي للأصوات".
ووصلت نسبة التصويت العامة إلى 71.3 بالمئة بعد إغلاق صناديق الاقتراع، في الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء، وهي أعلى بـ4.1% من الانتخابات الأخيرة التي وصلت نسبة التصويت العامة فيها إلى 67.2%، بحسب المعطيات الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية.
وبحسب العينة التي نشرتها لجنة الانتخابات فقد حصل حزب "الليكود" على 31 مقعدا، و"يش عتيد" على 24 مقعدا، و"الصهيونية الدينية" على 14 مقعدا.. في حين حصل "شاس" على 12 مقعدا، ومعسكر الدولة برئاسة بيني غانتس حصل على 12 مقعدا.
وحصل حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان على 5 مقاعد، وحزب "العمل" الوسطي برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي على 4 مقاعد.
وحافظ النواب العرب على 10 مقاعد بالكنيست رغم انقسامهم وعدم تمكن التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة سامي أبو شحادة، الذي خاض الانتخابات منفردا، من تخطي نسبة الحسم.
فحصلت القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس على 5 مقاعد، وتحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة أيمن عودة والقائمة العربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي على 5 مقاعد.
وكان بارزا عدم تمكن حزب "ميرتس"، وهو اليساري الإسرائيلي الوحيد بالكنيست، من تخطي نسبة الحسم.
وتظهر معطيات لجنة الانتخابات المركزية أن حزب "ميرتس" حصل على 3.20 بالمئة من الأصوات الصحيحة بينما يحتاج إلى 3.25 بالمئة من عدد الأصوات الصحيحة لتخطي نسبة الحسم.
احتفالات في معسكر اليمين
واحتفل أنصار الكتلة اليمينية بالرقص والهتاف ضد المعارضين، ولكن الاحتفالات في مقار أحزاب "شاس" و"الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" كانت صاخبة تخللها الرقص بالأعلام الإسرائيلية.
وفي احتفال حزب "القوة اليهودية" الذي تحدث فيه رئيس الحزب إيتمار بن غفير، هتف أنصاره "الموت للعرب". أما في احتفال حزب "شاس" الذي تحدث فيه زعيم الحزب أرييه درعي فقد هتف أنصاره في إشارة الى وزير المالية وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا": "ليبرمان إلى المزبلة" و"ليبرمان إلى البيت"، ولكن درعي قاطعهم قائلا: "لا داعي للصراخ إنه في طريقه إلى البيت".
اقرأ أيضا: معسكر نتنياهو يتصدر النتائج الأولية لانتخابات الكنيست
وأضاف بشأن حصول حزبه على 10 مقاعد: "هذا هو أعظم انتصار".
وتابع: "آمل أن نعلن قريبا أن بنيامين نتنياهو هو رئيس وزراء إسرائيل. لقد فزنا بأكثر من 70 ألف صوت. غالبية المواطنين في دولة اسرائيل يريدون دولة يهودية ولذلك صوتوا ضد الحكومة العلمانية".
وقال بن غفير: "لقد صوّت الجمهور لهوية يهودية، حان الوقت لكي يتمكن أولادنا وبناتنا من السير بأمان في الشارع، لقد حان الوقت لجنود الجيش الإسرائيلي وضباط الشرطة الإسرائيلية لدعمهم. حان الوقت لكي نعود إلى امتلاك بلادنا" على حد وصفه.
وكانت الأجواء مشابهة في مقر احتفال حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش.
وخاض "القوة اليهودية" الانتخابات بالتحالف مع "الصهيونية الدينية" وحصلا على 14-15 مقعدا، بحسب عينات محطات التلفزة وأصبح القوة الثالثة بالكنيست الإسرائيلي.
وقال سموتريتش: "ننتظر النتائج النهائية لكي نقيم بعون الله حكومة يمينية صهيونية".
ووعد سموتريتش بالعمل من أجل الاستيطان في الضفة الغربية.
ووسط صراع داخلي محتدم بين مختلف الأحزاب المشاركة في الانتخابات، وحالة تأهب أمني كبير خشية تنفيذ عمليات، أجريت أمس انتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الـ25، وهي الخامسة في أقل من 4 سنوات.
وفُتحت صناديق الاقتراع صباح الثلاثاء في تمام السابعة بالتوقيت المحلي للأراضي المحتلة، في حين أغلقت الساعة العاشرة.
اقرأ أيضا: الاحتلال ينتخب الكنيست الـ25 وسط تأهب أمني وصراع داخلي
واشتدت المنافسة بين رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، وهو زعيم حزب "يش عتيد"، وبين منافسه اللدود زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو (73 عاما)، الذي تمت الإطاحة به من الحكم في حزيران/ يونيو 2021، بعدما شغل منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ الاحتلال.
وزادت حدة الصراع بين الأحزاب الإسرائيلية، خاصة اليمينية، للحصول على أصوات المستوطنين، أمام وعود باستمرار الاستيطان في الأراضي المحتلة بشكل أكبر.
وتشارك العديد من الأحزاب الإسرائيلية اليهودية في تلك الانتخابات ومن أبرزها: "الليكود" بزعامة نتنياهو، و"يش عتيد" (هناك مستقبل) برئاسة لابيد، وحزب "وحدة وطنية" الذي يتزعمه وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بالشراكة مع جدعون ساعر المنشق عن "الليكود"، و"الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش، وحزب "عوتسما يهوديت" بقيادة النائب المتطرف إيتمار بن غفير.
إلى جانب مشاركة: "يهدوت هتوراة"، وحزب "شاس" الأرثوذكسي المتطرف، و"العمل" بقيادة ميراف ميخائيلي، و"ميرتس"، إضافة إلى حزب "البيت اليهودي" القومي بزعامة وزيرة الداخلية المتطرفة أيليت شاكيد، وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان.
وتشارك 3 قوائم من فلسطينيي الداخل في انتخابات الكنيست، بعد تفكك "القائمة المشتركة"، وهي: حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" بزعامة سامي أبو شحادة، وقائمة ثنائية تضم "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" برئاسة أيمن عودة و"الحركة العربية للتغيير" بزعامة أحمد الطيبي، إضافة إلى حزب "القائمة العربية الموحدة" (راعم) بزعامة منصور عباس.
الخارجية الفلسطينية لـ"عربي21" تعلق على نتائج الانتخابات
وعلقت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، على تقدم اليمين الإسرائيلي بزعامة رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست الـ25 التي جرت أمس الثلاثاء، مؤكدة أن المقاومة الفلسطينية للاحتلال ستستمر بغض النظر عما يحكم "إسرائيل".
وعن سيطرة اليمين المتطرف على الحكم في "إسرائيل" ومدى تأثير ذلك على القضية والحقوق الفلسطينية، قال السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: "نأمل من كل انتخابات أن تفرز شريك سلام إسرائيلي حقيقي، قادر على الانخراط في عملية سياسية لحل القضية الفلسطينية"، منوها أن "الانتخابات الإسرائيلية هي شأن إسرائيلي داخلي، نحن لا نتدخل فيها".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "غياب شريك السلام الإسرائيلي ومحاولات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لتهميش القضية الفلسطينية أو إسقاطها عن جدول أعمال الاهتمامات الدولية، الإقليمية والإسرائيلية، هي محاولات مستمرة لم تتوقف منذ عام 2009، والنتيجة؛ أن نتنياهو الذي حكم أكثر من 12 عاما، سقط في الانتخابات السابقة، وبقيت القضية الفلسطينية وبقي شعبنا في أرضه ووطنه".
وأوضح الديك، أنه "عندما جاءت "حكومة التغيير" (برئاسة نفتالي بينيت وبعد يائير لابيد) استمرت في هذه المحاولات، وممارساتها كانت وكأنها وجهان لعملة واحدة مع المين الحاكم في إسرائيل، وأيضا بقيت القضية الفلسطينية، وذهبت حكومة لابيد في الانتخابات الحالية".
ونبه بأن "الشعب الفلسطيني لا زال يواجه سياسيات الحكومات الإسرائيلية القائمة على تكريس الاحتلال والاستيطان وتعميق نظام الفصل العنصري ومحاولة استبعاد حل القضية الفلسطينية بالطرق السياسية"، مضيفا: "مهما كانت الحكومة الإسرائيلية القادمة، بالنسبة لنا، الشعب الفلسطيني سيبقي صامدا في وطنه متمسكا بحقوقه، فكما جاء نتنياهو وذهب وجاء لابيد وقد يذهب، جاء نتنياهو وإيتمار بن غفير(نائب متطرف) وسوف يذهبان وسيبقى الشعب الفلسطيني صامدا في أرضه وطنه متمسكا بحقوقه، لأن لديه إرادة شعبية قوية على مواجهة الاحتلال ونيل حريته واستقلاله".
وأضاف السفير: "في هذه الانتخابات، نحن ننتظر بخطورة بالغة لهذا النجاح الذي حققه حزب "الصهيونية الدينية" (يمني متطرف بزعامة بتسلئيل سموتريتش، ومشاركة "عوتسما يهوديت" بقيادة النائب المتطرف بن غفير)، وحذرنا المجتمع الدولي بشكل مسبق من المخاطر الحقيقة من وجود مثل هذا الحزب الإسرائيلي الفاشي وتداعياته وتأثيراته على ساحة الصراع وعلى الشعب الفلسطيني".
وتابع: "نحن باستمرار في وضع صعب؛ نتيجة سياسيات وممارسات الاحتلال، وقد نكون في هذه المرحلة في وضع أصعب، لكنا شعبنا مر في مراحل صعبة جدا، واستطاع أن يجتازها بإرادته وحبه للحياة ونضاله ومواجهته للاحتلال من أجل نيل حريته واستقلاله، وهذا سيستمر".
وحول إمكانية عودة نتنياهو للحكم بالتحالف مع حزب "الصهيونية الدينية" والنائب المتطرف بن غفير، قال الديك: "انتهاكات وجرائم الاحتلال تتوسع باستمرار بحق الشعب الفلسطيني منذ وجود ما تسمي "حكومة التغيير" برئاسة لابيد، وهذا العام 2022 هو الأكثر دموية منذ فترة زمنية طويلة".
وأكد لـ"عربي21"، على أن "الشعب الفلسطيني على استعداد أن يدفع أثمنا باهظة من أجل حريته واستقلاله"، موضحا أن "ما يجري في الداخل الإسرائيلي، أن مجتمع الاحتلال يعيد إنتاج أزماته الداخلية الناتجة عن استمرار الاحتلال والاستيطان ونظام الفصل العنصري".
وشدد المستشار، على أن "الشعب الفلسطيني ماض في مقاومته وصموده وتمسكه بحقوقه وهو باق على أرض وطنه، ولا تسطيع أي قوة في الأرض أن تغلي وجوده، علما بان حقوقه الوطنية تحظى بأجماع دولي وإقليمي، ولا تستطيع أي حكومة في إسرائيل أن تزيح هذه الحقوق، لكنها في فترات زمنية تسطي تهميش هذه الحقوق أو استبدال الحلول السياسية بأخرى عسكرية أو أمنية، لكن حقوقنا باقية، وعلى المجتمع الدولي أن يجد الحل للقضية الفلسطينية".
واعتبر أن ما يجري في الانتخابات الإسرائيلية، هو "تعبير عن الأزمات العميقة التي تعاني منها دولة الاحتلال، نتيجة استمرار الاحتلال والاستيطان"، منوها أن "الخيارات المطروحة امام الحكومة الإسرائيلية السابقة والقادمة؛ إما أن يحصل شعبنا على حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، أو أن دولة الاحتلال ستغرق في نظام فصل عنصري في فلسطين المحتلة، وهذا قد يدفع المجتمع الدولي لتصنيفها كنظام فصل عنصري يجب وقفع عندما تنضج الظروف الدولية وعندما يتحرر المجتمع الدولي من ازدواجية المعايير وسياسية الكيل بمكيالين".