قضايا وآراء

يمين عنصري ولوبيات مشبوهة تفشل في خدش المونديال

أحمد القديدي
1300x600
1300x600

صدق أمير قطر حين أكد في خطابه أمام مجلس الشورى أن قطر تتعرض لأشرس حملة ضدها بسبب شرف تنظيمها لمونديال كأس العالم! 

وفي حديث لإذاعة وتلفزيون بي بي سي البريطاني قال الزميل د. محمد صالح المسفر صباح الإربعاء الماضي بأن تقرير منظمة "هيومن رايت ووتش" الأخير إذا ما قرأه الناس وبحثوا عن حقيقة عبارة "حالات موثقة من ضحايا الشرطة القطرية!" الواردة فيه حول ما سماه التقرير: "حالات موثقة من الإعتداءات على حقوق 6 من المثليين.."! لا يعثر على أي توثيق ما عدا بعض التدوينات مجهولة المصادر على وسائل الاتصال الاجتماعي موزعة بخبث ودهاء على صفحات الشبكة بأيادي ملوثة وخارجة عن القانون تقدمها هذه المنظمة المعروفة عادة بجديتها! كأنها "حقائق موثقة" وهي تعلم أن معنى التوثيق يفيد التحقيق ومخالف للتلفيق! 

وبصراحة أعجبتني تدوينة تلقائية نشرها على حسابه بالفيسبوك مواطن من تونس (يوسف القادري) قال فيها: "لا يمكن تفسير الحملات المضللة على مونديال قطر إلا بالإسلاموفوبيا التي انتشرت في أغلب مفاصل الإعلام والمجتمع المسيحيين.. بل إن المغرر بهم من المواطنين الغربيين يعتقدون أن تنظيم مونديال لا يجوز لدولة مسلمة!" 

ولنستعرض ما جاء في خطاب أمير قطر. قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن بلاده تتعرض إلى حملة لم يسبق أن تعرضت لها بلاد استضافت كأس العالم. 

وأضاف في خطاب افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى القطري أن بلاده ومنذ أن "نالت شرف استضافة المونديال تعرضت لحملة غير مسبوقة وتعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية بل واعتبرنا أن بعض النقد إيجابيا ومفيدا".

وتابع أمير قطر قائلا: "ولكن ما لبث أن تبين لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغا جعل العديد يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة". 

وتابع: "لكنها باختصار مناسبة نظهر فيها للعالم من نحن ليس فقط من ناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا بل وأيضاً على مستوى هويتنا الحضارية". 

وشدد أمير قطر على أن بلاده "تعتبر فوزها بتنظيم الكاس هذا امتحانا كبيرا لدولة بحجم قطر وهي التي تثير إعجاب العالم أجمع بما حققته وتحققه في جميع المجالات و لقد قبلنا هذا التحدي إيماناً بقدرتنا نحن القطريين على التصدي للمهمة وإنجاحها وإدراكاً منا لأهمية استضافة حدث كبير مثل كأس العالم في الوطن العربي". 

ولفت الانتباه إلى أن قطر حاليا "أشبه بورشة عمل من التحضير والتجهيز للمناسبة ينخرط فيها القطريون والمقيمون وقد وضعت دول شقيقة وصديقة مشكورة إمكانياتها تحت تصرفنا وهذه أصلا من أهداف مثل هذه المناسبات التي تحض على التعاون والتآخي وتبادل الخبرات وتجمع ولا تفرق فهي بطولة للجميع ونجاحها نجاح للجميع". لكن في المقابل وصف (جياني إنفانتينو) رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) البطولة القادمة لكأس العالم في قطر بأنها ستكون الأفضل من ناحية التنظيم في تصريحات قبل نحو أسبوعين. 

 

مع اقتراب موعد صافرة انطلاق المونديال الأكثر تكلفة على الإطلاق تجد قطر نفسها أمام سيل متعاظم من الهجمات التي حينما نحللها نجد أسبابها عنصرية ونتيجة موجة الإسلاموفوبيا أو بطبيعة الحال من خيالات منظمات (أشبه بالمافيات) لم تحصل على امتيازات طلبتها أو باءت إبتزازاتها بالفشل مع دولة قطر التي هي دولة قانون ومؤسسات حديثة لا يستفرد فيها بالقرار شخص أو مجموعة أشخاص!

 



وقال رئيس الفيفا قبل شهر من انطلاق المونديال، إن قطر التي تنظم بطولة كأس العالم أول دولة عربية وفي الشرق الأوسط تستضيف الحدث الكروي الأهم. وعدد (إنفانتينو) المنجزات التي تحققت في قطر منذ إعلان منحها حق استضافة البطولة، مشددا على تحقيق نسبة مبيعات عالية من التذاكر. ولفت إنفانتينو إلى أن مبيعات تذاكر البطولة تقترب من 3 ملايين تذكرة قبل انطلاق الحدث في 20 نوفمبر القادم. كما دشنت الفيفا تطبيق تذاكر مونديال قطر 2022 الذي يتيح الوصول للتذاكر وتغيير معلوماتها وإرسالها للآخرين.

ومع اقتراب موعد صافرة انطلاق المونديال الأكثر تكلفة على الإطلاق تجد قطر نفسها أمام سيل متعاظم من الهجمات التي حينما نحللها نجد أسبابها عنصرية ونتيجة موجة الإسلاموفوبيا أو بطبيعة الحال من خيالات منظمات (أشبه بالمافيات) لم تحصل على امتيازات طلبتها أو باءت إبتزازاتها بالفشل مع دولة قطر التي هي دولة قانون ومؤسسات حديثة لا يستفرد فيها بالقرار شخص أو مجموعة أشخاص!

فلنلاحظ أن الإعتراضات الأولى انطلقت منذ 11 سنة بتعلة المناخ الخليجي وعندما اتفقت قطر مع الفيفا على تغيير موعد الكأس من الصيف إلى الخريف حيث الطقس من أروع ما يمكن توفره للمباريات تلاشت تلك الدعاوي و انفرط عقد مروجيها ثم انتقلت الهجومات إلى موضوع سخيف عجيب وهو الادعاء بأن المجتمع القطري مجتمع (محافظ...!) 

ولم يشرح لنا هؤلاء الدجالون مفهومهم للمجتمع المحافظ؟ فهل نجد في قوانين الفيفا ما يفيد أن كأس العالم يجب أن ينظم في "مجتمع متفسخ متسيب"؟ 

وعند سقوط هذه الدعاوي غير المسبوقة لجأ المهرجون إلى قضية مختلقة جديدة وهي حماية البيئة و مقاومة التلوث وهنا لا بد أن نقول لهؤلاء بأن قطر و منذ عقدين وضعت ملف حماية البيئة في طليعة أولوياتها في كل المجالات و قطر من أنظف بلدان العالم و أكثرها خضرة و زراعة بيولوجية رغم شح الأمطار و قلة المياه! بل صنفتها منظمة العالم الأخضر الأوروبية في طليعة الدول المحافظة على البيئة (الدرجة الثالثة من جملة 180 دولة من القارات الخمسة) وهنا سقطن من أيدي العنصريين التعلات الواهية وابتكروا "فرية حقوق الإنسان" بينما أصر أمير البلاد على تطوير كل التشريعات الضامنة لحقوق جميع عمالها وقدمت الدولة نموذجا متحضرا من التشريعات القانونية الحامية للحقوق وبذلت السلطات القطرية جهوداً حثيثة لدحض الاتّهامات الموجّهة إليها مذكّرة خصوصاً بأنّها أجرت في السنوات الأخيرة إصلاحات جذرية لقوانينها الاجتماعية في حين أكّد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السيد (جاني إنفانتينو): "أنّ هذه النسخة من المونديال ستكون الأفضل على الإطلاق"!".


التعليقات (1)
عربي فرنسي الجنسية
الجمعة، 28-10-2022 09:53 ص
أستاذنا العزيز أنت عشت في أوربة وتعرف كيف تعمل اللوبيات على فبركة الرأي العام. برأيي المتواضع مشكلة الأوربيين أنهم يعيشون حالة نفسية فصامية بين شعور عميق بالتفوق وواقع حقيقي مؤلم بالانحدار لذا فهم يقبلون أيدي قطر لشراء طائرة ثم يشتمونها لأنها تستعمل الطاقة الملوثة اكيد سمعت بقصة بي ان بي باريس با البنك الذي يدفع لأسوأ عملية تنقيب ملوثة لماذا لا يتحدث الفرنسيون عنها ويتشاطرون على بلد وقف معهم كلما جاءوا إليه يتسولون؟ المشكلة أنه في العقل الغربي لا حق للعربي بالنجاح والتفوق لذا يجري تشويه كل انجاز يقوم به تأكد عزيزي بأننا سنرى من هذه الأفلام كثيرا المهم أن نعي أن تقدمنا غصة في حلقهم للأسف