هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بوادر أزمة خفية تتزايد بين دولة الاحتلال وكندا على خلفية قرار الأخيرة تخفيض تعزيز الحماية الأمنية لسفارة الاحتلال في العاصمة أوتاوا منذ عام 2019، ورغم محاولات الاحتلال ثني الكنديين عن القرار، بزعم أنه "وضع غير معتاد"، فإن الكنديين يرفضون وضع حارس أمن شخصي للسفير رونان هوفمان لمدة عام تقريبا، ولا يستجيبون لطلب كبار المسؤولين الإسرائيليين بالاجتماع، وتسوية الأمر، رغم استمرار ما يصل العاملين الإسرائيليين في العاصمة الكندية من تهديدات بالقتل.
إيتمار إيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، كشف أن "توترا دبلوماسيا غير عادي بين إسرائيل وصديقتها المقربة كندا على خلفية قرارها "المحيّر" خفض مستوى الأمن للسفارة الإسرائيلية في العاصمة أوتاوا، رغم التهديدات الواردة ضدها، وقد صرح مسؤولون إسرائيليون في السفارة بأن هناك خطر وقوع هجمات معادية، لكن وزارة الخارجية الكندية وشرطة الخيالة الملكية الكندية، ترفضان زيادة الأمن في السفارة، رغم الطلبات المتكررة من إسرائيل بشأن ذلك خلال السنوات الثلاث الماضية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "على غير العادة، فإن السفارة الإسرائيلية في كندا هي التي بادرت بنشر القصة، وأطلعت وسائل الإعلام الكندية على الموضوع، واتضح أن الكنديين قرروا خفض التصنيف الأمني لرئيس البعثة الإسرائيلية بعد فترة وجيزة من تقاعد السفير السابق، نمرود بركان، في نوفمبر 2019، ووفقًا لمسؤولين في السفارة الإسرائيلية، فقد أوقفت القوة الخاصة بتوفير الحماية لكبار الشخصيات، وتشمل الحراسة الشخصية على مدار الساعة، عملها، وهو ما تم مع السفير الإسرائيلي السابق 24 ساعة في اليوم، ولمدة تسع سنوات، لكنها فور رحيله، قررت إلغاء هذه الإجراءات الأمنية".
اقرأ أيضا: تخوف إسرائيلي من تراجع العلاقات مع كندا بسبب مواقف "سينغ"
وبدأ السفير الإسرائيلي الحالي في كندا رونين هوفمان ولايته في كانون الأول/ ديسمبر 2021، وفي ذلك الوقت اتصلت السفارة الإسرائيلية بالسلطات الكندية، وطالبتها بالعودة لتأمين السفير القادم، لكن الكنديين رفضوا الطلب رسميا، وقال مسؤولون كبار في السفارة في أوتاوا إنهم حاولوا طلب لقاء مع مكتب المراسم بوزارة الخارجية الكندية والشرطة السرية لتسوية الأمر، لكنهم قوبلوا بالرفض.
وزارة الخارجية الكندية رفضت التعليق، وأشارت إلى أنه لن يكون من المناسب الكشف عن تفاصيل محددة للمناقشات مع أي سفارة، فالعمليات الأمنية للشرطة تخضع للمراجعة المستمرة والدائمة، ويتم تعديلها بطريقة تستند إلى بيئات التهديد والمخاطر، حيث تقع السفارة الإسرائيلية في كندا في برج مكاتب، على بعد ثلاث بنايات جنوب تلة البرلمان في أوتاوا.
وقد سبق أن نشرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء يعارضون السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، تظهر خرائط بها موقع السفارة، وصور لممرها، ووصلت السفارة تهديدات على صندوق بريدها الصوتي، وفي أحدها سمع صوت مجهول يقول "سنقتلك أينما كنت"، وزعم مسؤولون كبار في السفارة أن هناك زيادة في حوادث معاداة السامية، وهي موثقة من قبل منظمة الدعوة اليهودية بني بريت في كندا، وقد أبلغت عن قفزة كبيرة في الحوادث المعادية لليهود، من 9 حوادث في 2020 إلى 75 في 2021.
وتزعم الأوساط الإسرائيلية في كندا أنه من بين أمور أخرى، تشمل الحوادث المعادية للاحتلال الإسرائيلي وأنصاره في كندا الضرب والتخريب في المعابد اليهودية، ورسم الصليب المعقوف في المدارس، فيما رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على الترتيبات الأمنية لبعثاتها في الخارج.
ليست المرة الأولى التي تتوتر فيها العلاقات الإسرائيلية الكندية، لاسيما منذ أن شكّل جاستن ترودو، زعيم الحزب الليبرالي، حكومته في 2015، رغم حرص حزب المحافظين وزعيمه ستيفين هربر، رئيس الوزراء السابق، على إرساء علاقات عميقة للغاية مع تل أبيب، إلى حد "التوأمة الأيديولوجية"، وتمسكهما برؤية واحدة على الصعيد الاقتصادي، وخط سياسي واحد بشأن مواجهة ما يعتبرانه عنفا إسلاميا.
لكن مجيء ترودو، رغم تأكيده على صداقة إسرائيل، دفع أوساطها للتخوف من وجود نوايا واضحة لتغيير السياسات الكندية تجاهها، خاصة مع ردود الفعل الكندية بشأن قرار الاتحاد الأوروبي وسم منتجات المستوطنات، ويخشى الاحتلال أن تستأنف أوتاوا تقديم المساعدات المالية للأونروا، وقد أعلنت كندا أنها لا تعترف بسيادة الاحتلال على مرتفعات الجولان السورية.