وجه
الأكاديمي الإماراتي المعروف عبد الخالق عبد الله، رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن،
عبر موقع "سي إن إن العربي" قبيل زيارته المزمعة للمنطقة منتصف الشهر
الجاري.
عبد
الله أشار في رسالته إلى التغير الكبير الذي طرأ على دول
الخليج، وأن بايدن سيجد
خليجا آخر مختلفا تماما عما يعرفه؛ خليجا يرى مصالحه الخاصة، ويستطيع أن يقول لا
لواشنطن، خليجا يقوده شباب بعمر أبناء وربما أحفاد بايدن.
عبد
الله يرى أن هذا الخليج الجديد قد مل الكلام "عن
حقوق الإنسان والديمقراطية".
مخاطبا بايدن: "أرجو ألا تذهب بعيدا في طرح هذا الموضوع الذي ليس هذا مكانه وزمانه
وجمهوره"، و"عليك أن تدرك سيادة الرئيس أن الحديث في هذا الموضوع مضيعة لوقتك
ووقت قادة الخليج العربي. لن تجد أصلا آذانا خليجية صاغية تستمع لمحاضرات عقيمة عن
حقوق الإنسان".
عبد
الله يعتقد أن الخليج لم يعد هو ذلك الخليج، فالخليج الجديد "واثق من نفسه ومن
حاضره ومستقبله ويدرك كيف يوظف نفطه وغازه وصناديقه السيادية لخدمة مصالحه الوطنية".
ويرى أن "الخليج العربي الجديد هو مركز القرار العربي الجديد ويعيش لحظته في التاريخ".
وأوضح
عبد الله أن ما يهم دول الخليج هو إيران، التي يراها "تشكل أكبر تهديد لأمن واستقرار
المنطقة"، لذلك فـ"بند مواجهة نشاطات إيران هو الأهم من بين البنود على جدول
زيارتك لدول المنطقة التي يجمعها القلق تجاه هرولة واشنطن نحو إيران واندفاعها غير
المحسوب لتوقيع الاتفاق النووي".
عبد
الله المصنف بأنه مقرب من دوائر صنع القرار في الإمارات، أكد أن دول الخليج تتطلع
إلى "تنويع شراكاتها وتعميق علاقاتها بالقوى العالمية الصاعدة". و"عليك
يا سيادة الرئيس أن تتفهم هذا التوجه الخليجي المستقبلي وتحترمه ولا تعيق مساره أو
تجيره لخدمة أجندات أمريكية لا تتطابق وتتوافق مع الأجندات الخليجية المستقبلية".
ويعتقد
عبد الله أن الخليج استعاد أهميته بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ويخاطب بايدن
قائلا: "قد تكون دول الخليج العربي راغبة في تلبية طلب الشريك الأمريكي في رفع
سقف إنتاج النفط، لكن هناك ثمن يجب أن تدفعه أمريكا. وأهم ثمن أن تتحدث من الآن فصاعدا
عن دول الخليج العربي وقادتها باحترام، وتعترف بأهمية هذه الدول في النظام العالمي
الجديد. فهل تحمل في جعبتك الثمن المناسب؟".
ويرى
عبد الله أن "لدى قادة الخليج العربي الجدد قناعة بأن الوقت حان لشراكة مختلفة
وحتما متوازنة"، ويتساءل: "هل أمريكا مستعدة لتلبية رغبات وتطلعات قادة الخليج
العربي الجدد الذين أكدوا عدم استعدادهم لمسايرة واشنطن في الصغيرة والكبيرة من الآن
فصاعدا؟".