ملفات وتقارير

هل تنجح مظاهرات ليبيا بإسقاط "الأجسام السياسية"؟

أضرم محتجون في الشرق النيران في مقر مجلس النواب- جيتي
أضرم محتجون في الشرق النيران في مقر مجلس النواب- جيتي

تطورت المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ليبية سريعا وسط قيام متظاهري الشرق الليبي بحرق مقر البرلمان في مدينة طبرق وبعض مقرات تتبع المجلس البلدي، ما طرح تساؤلات عن مستقبل هذه الاحتجاجات وقدرتها على إسقاط الجسام الحالية وصولا للانتخابات.

وأضرم محتجون في الشرق النيران في مقر مجلس النواب وقاموا بتحطيم جزء من واجهته واقتحام قاعاته والاستيلاء على قرارات المجلس وأوراقه وحرق بعضها ونشر بعضها عبر الانترنت، وسط رفض وإدانة من رئيس البرلمان، عقيلة صالح الذي طالب بمحاكمة من قام بذلك. 

"اعتصام وعصيان مدني" 

وطالب منسقو المظاهرات بضرورة استمرار المظاهرات واللجوء إلى الاعتصامات والعصيان المدني وغلق مقرات المؤسسات الحكومية والطرق العامة حتى يتم اتخاذ قرار من المجلس الرئاسي بتجميد عمل البرلمان ومجلس الدولة والحكومات الحالية.


وتستمر التظاهرات، التي لم يعلن أحد أنه وراءها ولم يعرف من يحركها، حتى اليوم السبت وسط مطالبة بإسقاط الأجسام الحالية من برلمان ومجلس دولة وحكومتي باشاغا والدبيبة رغم تأييد الأخير للمظاهرات لكن البعض اعتبرها محاولة للاحتواء فقط.

"تحرك الرئاسي قانونيا" 

وقال عضو مجلس الدولة في ليبيا، إدريس بوفايد إن "التظاهر السلمي حق مكفول للجميع ونود أن يمثل ضغطا على المجلس الرئاسي لتجاوز الجسمين التشريعيين للفشل التشريعي الحاصل حاليا".

 

اقرأ أيضا: متظاهرون يقتحمون برلمان "طبرق" ويحرقون محتوياته (فيديو)

وقال في تصريحات لـ"عربي21": "نطالب الرئاسي بإصدار مراسيم بقوة القانون لتنظيم الانتخابات العامة القادمة، أما سير المظاهرات الحالية ومن وراءها فهو غير واضح حتى الآن ولا أعتقد أنها ستستمر أو تملك القدرة فعلا على إسقاط الأجسام الحالية"، وفق تقديره. 

"ضغط على عقيلة والمشري" 

وقال الضابط من الشرق الليبي، عقيد سعيد الفارسي إن "حراك الشارع الأخير سيسبب ضغطا كبيرا على المشري وعقيلة للذهاب إلى توافق كونها فرصتهم الأخيرة خاصة بعد تردد أنباء عن لقاء بينهما قريبا في تركيا". 

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "انسحاب القوة التي كانت تحمي مقر البرلمان له أسباب كثيرة أهمها هو التخوف من حدوث انفلات أمني وصدام بين المتظاهرين وهذه القوات، رغم مطالبة مدير مديرية أمن طبرق للكتائب التابعة لحفتر بعدم ترك أماكنهم لكنهم رفضوا"، حسب معلوماته. 

وتابع: "أعتقد أن الأمر مقصود ويؤكد وجود نوايا من قبل حفتر لنقل مقر البرلمان إلى مدينة بنغازي وهذه فرصته، كما يؤكد ما تردد عن قيام حفتر باقتحام مدينة طبرق وفرض سيطرة كاملة عليها وستكون حادثة مقر البرلمان ذريعته لذلك"، كما قال.

"إحراج وتحرك نحو الانتخابات" 

في حين رأت عضو الحراك المدني لإعادة الشرعية للشعب (مستقل)، فيروز النعاس أن "ما حدث من تطور في المظاهرات هو نتيجة للخيبة من تأجيل الانتخابات ومن استمرار المماطلة وفشل مشاورات جنيف وكذلك تردي الأحوال المعيشية في الفترة الأخيرة".

وفي تعليق على حرق مقر البرلمان، قالت لـ"عربي21": "لا أعتقد وجود تواطؤ من قوات الأمن هناك والهتافات لم تستثن أحدا، لكن للأسف قد يتخذ "عقيلة صالح" هذا الأمر حجة لعدم عقد جلسات للبرلمان، أما استمرار التظاهر وتطوره ففي الشرق يصعب التكهن بذلك لأنه يتوقف على الوضع الأمني لكن في الغرب مستمر". 

وتابعت: "مع ضغط المظاهرات سيتم إحراج كل السلطات المحلية والبعثة الأممية وسيصبح لزاما اتخاذ خطوات عملية لحل الأزمة، الرئاسي ضعيف وكذلك القضاء لذا هناك من يقترح تشكيل مجلس انتقالي تكون مهمته إجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية، ومن وراء الحراك لا يهم طالما الشعب تحرك"، كما قالت.

 

اقرأ أيضا: الدبيبة يدعم مطالب المتظاهرين و"الرئاسي" في انعقاد مستمر

"طريقة ممنهجة" 

عضو هيئة صياغة الدستور، نادية عمران قالت إن "هذه المظاهرات كانت متوقعة نتيجة للضغوطات التي يعاني منها الليبيون من انقسامات وتجاذبات سياسية أثرت على الوضع المعيشي، كما أن الأجسام التشريعية التي يفرضها الأمر الواقع أصبحت تقتات على الخلافات السياسية لذا لن تخرج من المشهد إلا مرغمة".

وأضافت: "لذلك أعتقد أنه لا وجود لنظرية المؤامرة أو تواطؤ بعض الأطراف في الحراك بل تخوف من ازدياد الغضب الشعبي والدليل التصريحات المؤيدة للمظاهرات من هذه الأجسام المتصدرة للمشهد لتخفيف التوتر، وعلى المدى المنظور لن تكون للمظاهرات التأثير المتوقع لإسقاط هذه الأجسام إذا تمت انفراجات على المستوى المعيشي ما لم يتم استغلالها بطريقة ممنهجة"، بحسب تصريحها لـ"عربي21". 

"توظيف وضغط" 

الأكاديمي الليبي، عماد الهصك قال إن "مجلس النواب لن يبرح مدينة طبرق، وسيقوم بصيانة المبنى ويعود لعقد الاجتماعات بعد إجراء بعض الترتيبات الأمنية، وفي نظري أيضا أن هذه التظاهرات لن تسقط الأجسام الموجودة بشكل مباشر ولكنها ستسهم في تسريع رحيلها من خلال الضغط الحاصل لإجراء الانتخابات". 

وتابع لـ"عربي21": "هناك محاولات من كل الأطراف السياسية تقريبا لتوظيف هذه التظاهرات ضد خصومها، وهذا بطبيعة الحال غير مضمون العواقب وقد ينقلب السحر على الساحر"، كما رأى. 

 

التعليقات (0)