هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من المتوقع أن ينهي رئيس وزراء الاحتلال الثالث
عشر فترة عمله خلال ساعات قليلة، بعد أن استمرت 381 يومًا، بسلسلة من الأزمات
والإخفاقات، الداخلية والخارجية، ففيما فشل في إصلاح التصدع المتزايد بين
الإسرائيليين، فإنه خالف الجنرالات في تبني سياسة الغموض تجاه إيران.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت
أحرونوت، رصد ما قال إنها "جملة الإخفاقات التي وقع فيها بينيت خلال ولايته
الحكومية الأقصر في تاريخ الدولة مقارنة بنظرائه من رؤساء الحكومات السابقين، لعل
أهمها أنه لم ينجح في توسيع دائرة الدول المطبعة مع الاحتلال، رغم أنه حافظ على
العلاقة مع الدول التي طبّعت في زمن سلفه بنيامين نتنياهو، فضلا عن فشله الذريع في
عدم القدرة على وقف موجة الهجمات الفدائية الفلسطينية التي قتلت 19 إسرائيليا خلال
الشهرين الماضيين".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه
"على الصعيد الداخلي، فقد استمرت أسعار المساكن في الارتفاع، وفي اختبار
النتيجة يبدو أن بينيت وحكومته فشلوا في هذا الموضوع الهام لكل الإسرائيليين، فضلا
عن حدوث تغيير حقيقي في طريقة التعيينات الحكومية والرسمية، حيث تواصلت ذات طريقة
تقريب المقربين، حتى وصل الإخفاق إلى انهيار التحالف الحكومي من الداخل، ربما بسبب
عدم اكتمال نصابه القانوني والسياسي منذ البداية، وهكذا فشل بينيت في حل أزمة
الانقسام الإسرائيلي، ما ظهر في تعمق الأزمة الدستورية السياسية، ما استدرجهم
إلى حملة انتخابية خامسة".
اقرأ أيضا: سعي استيطاني للاستيلاء على مليون دونم من أراضي الضفة
وأشار إلى أن "بينيت نفسه فشل في إدارة
حزبه، الذي شكّل العامل الرئيسي والأول في الإطاحة بالحكومة، فيما فشلت الحكومة في
تحمل تكاليف المعيشة، رغم الإصلاحات والقرارات التي تم اتخاذها، وجاء الفشل القاسي
في فضيحة عشرات ملايين الشواكل لإجراء تجديدات في بيته، وطلب الطعام من المطاعم
على حساب الدولة، ما أثار غضب جيرانه الإسرائيليين، أما على الصعيد الخارجي، فقد
أخفق بينيت في كسر سياسة الغموض تجاه إيران، وأدلى بتصريحات عن مهاجمتها، فضلا عن
استمرار الجمود في الساحة الفلسطينية".
وتشكل هذه الإخفاقات عينة سريعة من جملة
إشكالات وقع فيها بينيت المستقيل، ما أثبت من البداية أنه عديم الخبرة السياسية،
ولم يظهر أمام شركائه في الائتلاف، بل أمام أعضاء حزبه أنه جدير بمنصب رئيس
الحكومة، ولذلك فقد اجتهد الجميع في وضع المزيد من العصي في دواليب حكومته المتعثرة،
والنتيجة النهائية أنه سجل فشلا ذريعا أمام الإسرائيليين في ملفات داخلية وخارجية،
ستبقى تلاحقه في حال قرر خوض السباق الانتخابي الوشيك.
في الوقت ذاته، فإنه ليس متوقعاً أن يتوقف
الإسرائيليون عن تتبع أخطاء حكومة بينيت، رغم تنحيه، على اعتبار أنها قد تلزمهم
للدعاية الانتخابية القادمة، وفي هذه الحالة فقد يكشف بعض شركائه السابقين بعضا من
إخفاقاته التي طواها الكتمان حتى يومنا هذا، لكنها ستجد من يكشف عنها النقاب في
قادم الأيام، حين يستل الجميع سيوفهم، ويبدأون "حرب الكل في الكل"
للحصول على مقعد هنا أو هناك في الكنيست.