سياسة دولية

روسيا تسلم أوكرانيا مسودة اتفاق.. لم ترد على هدنة غوتيريش

ماريوبول لا تزال تشهد معارك وسط عدم إقرار أوكراني بسقوطها- جيتي
ماريوبول لا تزال تشهد معارك وسط عدم إقرار أوكراني بسقوطها- جيتي

تستمر الحرب في أوكرانيا، الأربعاء، لليوم الـ56، وسط تطورات سياسية في مقدمتها إحراز تقدم في المفاوضات من الجانب الروسي، الذي سلم كييف مسودة وثيقة" للاتفاق بين البلدين لوقف المعارك.

 

مسودة وثيقة للاتفاق

 

وأعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، الأربعاء، أن موسكو سلمت أوكرانيا "مسودة وثيقة واضحة" للاتفاق بين البلدين، حسبما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".


وقال متحدث الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات صحفية، إن موسكو "سلمت أوكرانيا مسودة وثيقة تتضمن صيغة واضحة للتوصل إلى اتفاق، والكرة الآن في ملعب كييف، وننتظر منها ردا".


وفي السياق، ندد بيسكوف بالموقف الأوكراني، وأوضح أنه "ينحرف باستمرار عن الاتفاقات التي سبق أن وافق عليها"، واتهم كييف "بتغيير موقفها باستمرار، ما يهدد جدوى وفعالية المفاوضات".


والاثنين، لفت متحدث الكرملين إلى أن ديناميكية التقدم في المفاوضات الروسية الأوكرانية "لا تسير بشكل جيد" بسبب "الموقف الأوكراني المتغير باستمرار".

 

هدنة غوتيريش


ولم ترد روسيا حتى الآن، على مقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن هدنة إنسانية تستمر خلال فترة "عيد الفصح المسيحي".

 

في حين أعرب غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي عن دعمهم لدعوة غوتيريش إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال الفترة التي تحدث عنها.


والهدنة الإنسانية المقترحة في أوكرانيا، لمدة 4 أيام، اعتبارا من الخميس، وحتى الأحد، تزامنا مع عيد الفصح المسيحي.


اقرأ أيضا: هدنة غوتيريش بأوكرانيا تلقى تأييد غالبية أعضاء مجلس الأمن

 

ومن المقرر أن توافق واشنطن على حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل إلى 800 مليون دولار، بعد أقل من أسبوع على إعلان سابق عن مساعدة بالقيمة ذاتها، حسبما أفادت به وسائل إعلام أمريكية عدة، الثلاثاء. 

وفي هذه الظروف، من المستبعد الإصغاء للدعوة الأممية إلى الهدنة الإنسانية، وفق تقديرات تقارير إعلامية.

 

اتفاق إجلاء من ماريوبول


وتمّ التوصّل إلى اتفاق مع روسيا حول ممرّ إنساني لإجلاء مدنيين من مرفأ ماريوبول المحاصر في جنوب شرق أوكرانيا، هو الأوّل من نوعه منذ السبت، وفق ما كشفت مسؤولة أوكرانية.


وقالت إيرينا فيريشتشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، في رسالة عبر "تليغرام": "توصّلنا إلى اتفاق مبدئي (مع الروس) حول ممرّ إنساني للنساء والأطفال والكبار في السنّ".


ويتمّ إجلاء المدنيين عبر هذا الممرّ إلى مدينة زاباروجيا (جنوبا).


وصرّحت  فيريشتشوك بأنه "نظرا للوضع الكارثي في ماريوبول، فإننا نركّز الجهود على هذه الوجهة اليوم".


ولم يُفتح أيّ ممرّ إنساني في أوكرانيا منذ السبت، في غياب اتفاق مع الروس الذين كثّفوا هجماتهم في الأيّام الأخيرة في شرق أوكرانيا.


وأوضحت الوزارة أنه "منذ بداية الحرب، اقترحت الحكومة الأوكرانية أكثر من 340 ممرّا إنسانيا. ووافق المحتلّون على حوالي 300 منها ولم يجر فعلا استخدام سوى 176"، متّهمة الروس بانتهاك وقف إطلاق النار أو اعتراض الحافلات مرّات عدّة، ما تنفيه موسكو من جانبها.

زيارة شارل ميشال إلى كييف


وبعد نحو شهرين من الحصار، بدا أن ميناء ماريوبول الاستراتيجي الأوكراني، الأربعاء، على وشك السقوط بأيدي الروس الذين يكثفون هجومهم على شرق وجنوب البلاد. 


وفي هذه الأجواء أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي وصل إلى كييف صباح الأربعاء لإبداء الدعم الأوروبي، أن "التاريخ لن ينسى جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا" التي يزورها بعد 12 يوما من زيارة قام بها مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.


وتأتي زيارة ميشال بينما تلقت أوكرانيا طائرات مقاتلة لمساعدتها في مواجهة الهجوم الروسي في شرق البلاد، حيث وجّه آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في ماريوبول نداء يائسا إلى المجتمع الدولي لإنقاذهم. 


وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية صباح الأربعاء، أن الجيش الروسي "يركز الجزء الأكبر من جهوده على الاستيلاء على مدينة ماريوبول، ومواصلة محاولاته الهجومية بالقرب من مصنع آزوفستال للصلب". 


ولم تعلق روسيا مباشرة على التطورات. لكن الانفصاليين الموالين لموسكو في منطقة دونيتسك - حيث تقع ماريوبول - ذكروا أن خمسة جنود أوكرانيين يدافعون عن مصنع الصلب ألقوا أسلحتهم، وأنه تم إجلاء 140 مدنيا.


وكانت روسيا أعلنت أنها فتحت ممرا يفترض أن يسمح للقوات الأوكرانية التي تقرر الاستسلام بمغادرة ماريوبول. 

 

وتخشى السلطات الأوكرانية أن يكون بين عشرين و22 ألف مدني قد قتلوا في ماريوبول. وقال مجلس بلدية المدينة على تطبيق تليغرام الثلاثاء، إن المقاتلين الأوكرانيين متحصنون في الموقع، لكن هناك "ألف مدني على الأقل معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في ملاجئ تحت الأرض" في المجمع الصناعي.


وكانت روسيا دعت الثلاثاء المدافعين عن ماريوبول إلى وقف مقاومتهم بعد إنذار أول وجهته الأحد.

 

وستسمح لها السيطرة على المدينة بربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، بالجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين لها في دونباس.

 

الشرق الأوكراني


وتكثف القتال في شرق أوكرانيا منذ مساء الاثنين. وبعد سلسلة من الضربات أعلنت عنها موسكو الثلاثاء، أفادت وزارة الدفاع الأوكرانية صباح الأربعاء عن "محاولة هجوم" على بلدتي سوليجيفكا وديبريفني في منطقة خاركيف وكذلك على روبيزني وسيفيرودونتسك في منطقة لوغانسك. 


ودعا حاكم المنطقة سيرجيو غايداي المدنيين مجددا إلى الرحيل. وكتب على تطبيق "تليغرام" أن "الوضع يزداد تعقيدا ساعة بعد ساعة".


وذكر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن روسيا عززت وجودها العسكري في شرق وجنوب أوكرانيا وتنشر حاليا ما مجموعه 76 كتيبة.

 

اقرأ أيضا: تصعيد روسي على شرق أوكرانيا.. واجتماع مرتقب لبايدن

وذكر شهود، أن القصف تكثف أيضا في الجنوب وهو جبهة أخرى. وشهدت قريتا مالا توكماشكا وأوريخيف على بعد 70 كيلومترا جنوب شرقي زاباروجيا تصاعدا في القصف.


أسلحة جديدة لأوكرانيا

 

وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء، عن بدء "مرحلة جديدة من العملية العسكرية الروسية". 


من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إنه يتابع تنفيذ "خطة تحرير... جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين شرق أوكرانيا التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما أعلن عن باستقلالهما.


وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية أطلقت "صواريخ عالية الدقة" وقامت بتحييد 13 موقعا محصنا للجيش الأوكراني، داعية الأوكرانيين إلى الاستسلام.

 

وأضافت في بيان: "لا تعاندوا القدر واتخذوا القرار الصحيح الوحيد بوقف العمليات العسكرية وإلقاء السلاح". 


وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي، لصحافيين الثلاثاء، إن الأوكرانيين "لديهم اليوم عدد من الطائرات المقاتلة بتصرفهم أكبر مما كان قبل أسبوعين".


وأضاف: "بدون الخوض في التفاصيل بشأن ما تقدمه دول أخرى، يمكنني القول إنهم تلقوا طائرات وقطع غيار إضافية لزيادة أسطولهم"، ملمحا إلى أن الأمر يتعلق بطائرات روسية الصنع. 


وبعد إعلان جو بايدن عن إرسال شحنة قطع مدفعية "هاوتزر" الأسبوع الماضي، فإن الخطوة الأخيرة تعكس تغييرا في موقف الغرب الذي رفض لأكثر من شهر تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة، لتجنب أي تصعيد للصراع.


غير أن قيادة القوات الجوية الأوكرانية قالت إنها "لم تتسلم طائرات جديدة" بل "قطع غيار لإصلاح الطائرات الموجودة".


وطلبت كييف من شركائها الغربيين طائرات "ميغ-29" تدرب عسكريوها على قيادتها ويملكها عدد قليل من دول أوروبا الشرقية.


وأعلنت الحكومة النرويجية أنها قدمت لكييف نحو مئة صاروخ مضادة للطائرات من تصميم فرنسي. 

 

5 ملايين فروا من أوكرانيا


ونشرت الأمم المتحدة، الأربعاء، بيانا مقتضبا، أكدت فيه أن أكثر من 5 ملايين أوكراني فروا من بلادهم منذ بدء العمليات العسكرية الروسية.

 

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلا في سيادتها".

التعليقات (1)
من فلسطين
الأربعاء، 20-04-2022 07:39 م
السلطة الحاكمة الأوكرانية في كييف = عملاء الغرب = إسرائيل .... هذه هي المعادلة بكل بساطة