هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قامت السلطات الأوكرانية، الإثنين، بدفن جثث المدنيين الذين قتلوا في مدينة بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية منها، فيما تحدث الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي عن سيناريوهات "تحرير مدينة ماريوبول" بوساطة تركية، بينما قررت كل من ألمانيا وفرنسا طرد دبلوماسيين روس من أراضيهما.
وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني، أنطون غيراشينكو، في تصريحات أدلى بها للصحفيين، إن "العديد من المدنيين قتلوا على أيدي الجنود الروس في بوتشا وفي أنحاء أوكرانيا، وتعرض الناس للتعذيب قبل قتلهم".
وحمل غيراشينكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان مسؤولية المجازر بحق المدنيين، مطالبا المجتمع الدولي بدعم مسلح من أجل الدفاع عن بلاده.
والأحد، أعلنت النائبة العامة الأوكرانية، إيرينا فينيستوفا، العثور على 410 جثث تعود لمدنيين، في مدينة بوتشا، بعد استعادة السيطرة عليها مؤخرا من قبل الجيش الأوكراني.
"تحرير ماريوبول"
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلنسكي، الإثنين، إن بلاده تعمل على سيناريوهات متعددة لاستعادة مدينة ماريوبول من القوات الروسية، مشيرا إلى "وساطة تركية خاصة" في هذا الإطار.
وأفاد الرئيس الأوكراني، خلال زيارة إلى منطقة بوتشا القريبة من العاصمة كييف، بعد استعادتها من القوات الروسية، أن "الأوضاع في ماريوبول صعبة".
وأوضح زيلنسكي أن أوكرانيا تعمل على عدد من السيناريوهات لتحرير ماريوبول من القوات الروسية، مشيرا إلى أنه "لا يمكنه في الوقت الراهن الإفصاح عن كافة السيناريوهات"، ومضيفا: "نتحدث عن وساطة تركية في هذه المهمة الخاصة".
وأشار إلى أن أوكرانيا ستواصل التفاوض مع روسيا، منوها إلى أنه "يجب أن يحل السلام في أوكرانيا، ولا يمكن أن يتحقق السلام بدون نصر".
والأحد، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها فتحت ممرا إنسانيا في مدينة ماريوبول الأوكرانية لإجلاء المدنيين، بناءً على طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
اقرأ أيضا: صور ترصد حطام أكبر طائرة شحن بالعالم بعد تدميرها بأوكرانيا
طرد دبلوماسيين روس
وعلى صعيد آخر، أعلنت الخارجية الألمانية، الإثنين، طرد عدد كبير من الدبوماسيين الروس من أراضيها ردا على "جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا".
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في بيان إن بلادها اتخذت هذه الخطوة لإظهار موقفها ضد "وحشية" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، إثر التقارير التي تحدثت عن فظائع ارتكبتها القوات الروسية في مدينة بوتشا الأوكرانية.
وفيما لم تعلن الخارجية الألمانية العدد الفعلي للدبلوماسيين الروس الذين اعتبرتهم أشخاصا غير مرغوب فيهم، قالت وكالة الأنباء الرسمية "د ب أ" إن الحكومة أمرت بطرد 40 دبلوماسيا.
وذكر بيان الخارجية أن "الحكومة الفيدرالية قررت اليوم إعلان عدد كبير من موظفي السفارة الروسية أشخاصا غير مرغوب فيهم، ممن يعملون كل يوم ضد حريتنا وضد تماسك مجتمعنا هنا في ألمانيا".
وأضاف: "عملكم خطر على أولئك الذين يبحثون عن مأوى معنا. لن نتسامح مع هذا بعد الآن. لقد قلنا ذلك للسفير الروسي بعد ظهر اليوم؛ كما سنتخذ المزيد من الإجراءات مع شركائنا".
فرنسا.. مبادرة أوروبية
بدورها، أعلنت فرنسا طرد العديد من الموظفين الدبلوماسيين الروس من أراضيها، تزامنا مع الإجراء الذي اتخذته ألمانيا.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "أفعالهم تتعارض مع مصالح أمننا القومي. هذا التحرك جزء من مبادرة أوروبية".
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية القول إن موسكو سترد على قرار باريس.
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".