سياسة دولية

استعداد أوكراني لمعارك بدونباس.. والناتو يتحدث عن حرب طويلة

دبابة روسية مدمرة في محيط كييف- تويتر
دبابة روسية مدمرة في محيط كييف- تويتر

وجهت بولندا انتقادات حادة للمفوضية الأوروبية، بعد الكشف عن جثث لمدنيين مقتولين في مدينة بوتشا، في محيط العاصمة الأوكرانية كييف.

ووصفت بولندا موقف المفوضية الأوروبية "بالتخاذل" وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي، الأربعاء، عبر صفحته على فيسبوك: "هل كان من الضروري حقًا انتظار مذبحة بوتشا؟ هل كان من الضروري انتظار صور الأبرياء المقتولين، وكشف الوحشية الروسية؟".

ودعا رئيس الوزراء المفوضية إلى فرض عقوبات "أكثر صرامة" على روسيا، قائلا إن الاتحاد الأوروبي "تأخر في فرض أول حظر رسمي على قطاع الطاقة الروسي".

ونشر الجيش الأوكراني السبت، صورا لجثث في شوارع بوتشا عقب انسحاب القوات الروسية منها، كما انتشرت بمنصات التواصل الاجتماعي صور لعشرات الجثث ودمار لحق بالشوارع، فيما أفاد إعلام أوكراني بالعثور على 57 جثة في مقبرة جماعية.

وتنفي روسيا مزاعم قتلها مدنيين في بوتشا، وتقول إن صور القتلى "مفبركة" وإنها "بأوامر" من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم إلى موسكو.

 

مشاهد مروعة 

 

وعلى صعيد المباحثات، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن المشاهد المروعة التي ظهرت في مدينة بوتشا أفسدت نسبيا الأجواء الإيجابية بين روسيا وأوكرانيا.

وأوضح تشاووش أوغلو، في تصريحات، قبيل اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، أن تركيا ما زالت متفائلة وحذرة، وستواصل مساعيها وبذل قصارى جهدها في إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية.

وأشار إلى أن الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وأوكرانيا بمدينة أنطاليا التركية الشهر الماضي، ثم مفاوضات الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول تشير إلى تقدم ذو مغزى.

واستدرك قائلًا: "لكن للأسف، المشاهد التي رأيناها في بوتشا وبعض المناطق الأخرى تفسد نسبيا الأجواء الإيجابية بين روسيا وأوكرانيا، لكننا ما زلنا متفائلين وإيجابيين وواقعيين".

وردا على سؤال حول إمكانية عقد لقاءات ثنائية بين روسيا وأوكرانيا، قال الوزير التركي: "من الممكن عقد المزيد من اللقاءات بين الوفود المفاوضة، ونتطلع إلى عقد اجتماع لوزراء الخارجية للوصول إلى اتفاق".

وتابع: "اتفق الجانبان على إمكانية عقد لقاء بين رئيسي الدولتين، وبدورنا نشجع قادة الجانبين على اللقاء".

 

عقوبات مدمرة

 

قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأربعاء، إن روسيا ستدفع ثمنا "باهظا وفوريا على الفظائع التي ارتكبتها" في مدينة بوتشا الأوكرانية عبر "حزمة عقوبات مدمرة".


جاء ذلك مع إعلان البيت الأبيض عن فرض عقوبات جديدة استهدفت ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومصرفين وحظر الاستثمارات الجديدة في روسيا على خلفية الأحداث بمنطقة بوتشا.


وأضاف بايدن، في تغريدة على تويتر: "لقد أوضحت أن روسيا ستدفع ثمناً باهظاً وفورياً لفظائعها في بوتشا اليوم، جنبًا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا، نعلن عن حزمة جديدة من العقوبات المدمرة".

 

طرد روسيا

إلى ذلك تجري الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، تصويتا بناء على طلب من الغرب للبت في تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، بحسب ما أفادت رئاسة الجمعية.

وتم تأكيد إجراء التصويت "عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي"، على ما قالت بولينا كوبياك الناطقة باسم الرئاسة.

 

وللمضي قدما في المسار، لا بد من توفر النصاب القاضي بتصويت ثلثي الدول الأعضاء الـ 193 في الجمعية العامة التي تم استدعاؤها لهذا الاستحقاق.

 

إخلاء دونباس

وعلى صعيد المعارك، دعت كييف الأربعاء سكان شرق أوكرانيا، إلى إخلاء المنطقة "فورا" وسط مخاوف من هجوم كبير للجيش الروسي على حوض دونباس الذي أصبح الآن هدفا أساسيا للكرملين.

ونقلت وزارة الاندماج على تلغرام عن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك قولها إن السلطات الإقليمية "تدعو السكان إلى مغادرة هذه الأراضي وبذل قصارى جهدهم لضمان أن تجري عمليات الإجلاء بطريقة منظمة".

وأضافت أنه يجب القيام بذلك "فورا" تحت وطأة "المخاطرة بالموت" خلال الأيام القادمة.

وحذرت من أنه في حال شن الجيش الروسي هجوما كبيرا في المنطقة "فلن نتمكن من مساعدة السكان" لأنه "سيكون من المستحيل عمليا وقف القتال".

 

اقرأ أيضا: روسيا تعلن استخدامها صواريخ "الخنجر" بأوكرانيا لأول مرة


وأكدت فيريشتشوك التي نسقت تنظيم الممرات الإنسانية منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط / فبراير، "ينبغي علينا الإخلاء بما أن هذا الاحتمال لا يزال متاحاً. وفي الوقت الحالي، إنه متوافر".

واعتبرت أن انسحاب القوات الروسية من منطقتي كييف وتشيرنيهيف في شمال البلاد الأسبوع الماضي "لم يكن بادرة حسن نية" من موسكو في سياق المفاوضات الروسية الأوكرانية بل نتيجة "رغبة جيشنا والسلطات وكل الشعب الأوكراني" في صد الروس.

من جهتها قالت الحكومة الألمانية الأربعاء إن الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية الشهر الماضي لجثث مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، قدمت أدلة قوية ضد إنكار موسكو ضلوع القوات الروسية في تلك الجرائم.

 

وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك في منشور على الإنترنت إجلاء 4892 شخصا في المجمل من مدن أوكرانية عبر ممرات إنسانية اليوم الأربعاء، وهو أكثر من 3846 شخصا أمس الثلاثاء.

 

تدريب على المسيّرات

 

إلى ذلك قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، إن تقديرات الولايات المتحدة، تشير إلى أن روسيا أتمت انسحابها من محيط كييف، وتعتقد أنها تعيد تجهيز قواتها وتزويدها بالإمدادات، من أجل إعادة انتشار متوقعة في أوكرانيا.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "تقييماتنا تشير إلى أن جميع الروس غادروا"، مضيفا أن التقييم الأمريكي كان بالكامل خلال آخر 24 ساعة.

ولفت إلى أن عددا قليلا من الأوكرانيين، الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة، يتلقون تدريبات على كيفية استخدام طائرات سويتشبليد المسيرة.

وقال المسؤول إن التدريب لنحو عشرة أوكرانيين موجودين بالفعل في الولايات المتحدة يتلقون تعليما عسكريا، ومن المتوقع أنهم سيعودون إلى أوكرانيا قريبا.

من جانبه قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الأربعاء إنه يعتزم مناشدة نظرائه في مجموعة السبع ودول حلف شمال الأطلسي تلبية طلب أوكرانيا الحصول على ما يكفي من الأسلحة لمواجهة القوات الروسية.

وقال كوليبا في كلمة مصورة إنه سيلتقي بوزراء الخارجية الآخرين غدا الخميس.

وقال "الموضوع الرئيسي لمناقشتي في بروكسل سيكون توريد جميع الأسلحة اللازمة لأوكرانيا".

حرب طويلة

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ الأربعاء من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخل عن رغبته في السيطرة على كامل أوكرانيا مرجحا أن تستمر الحرب "لأشهر وحتى سنوات".

وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف: "علينا أن نكون واقعيين. قد تستمر الحرب لفترة طويلة، لأشهر وحتى لسنوات. لذلك علينا أن نكون مستعدين لمسار طويل، من حيث تقديم الدعم لأوكرانيا والاستمرار في العقوبات وتعزيز دفاعاتنا".

وأضاف: "لم نر أي مؤشر يدل على أن بوتين غير هدفه بالسيطرة على كل أوكرانيا".

ومن المقرر عقد اجتماع لمجموعة السبع في مقر الحلف على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي، بحضور وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي. وسيكون تشديد العقوبات المفروضة على روسيا أبرز المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع.

أوضح ستولتنبرغ أن "أوكرانيا بحاجة ماسة إلى دعم عسكري ولهذا من المهم جدا أن يوافق الحلفاء في الناتو على مواصلة دعم أوكرانيا بأنواع عديدة من التجهيزات العسكرية، سواء كانت معدات ثقيلة أو أنظمة أسلحة خفيفة" معتبراً أن المساعدة المقدمة كان لها "تأثير حقيقي".

وأضاف: "مهما كان موعد انتهاء الحرب فسيكون لها تداعيات بعيدة المدى على أمننا. لأننا شاهدنا الهمجية. لقد رأينا استعداد الرئيس بوتين لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافه. وهذا ما يغير واقع الأمن في أوروبا لسنوات عديدة".

وقال: "لقد طلبنا من القادة العسكريين تقديم خيارات للقادة السياسيين حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات لإعادة ضبط قدرة الدفاع والردع للتحالف".

 

تهديد ألماني

 

صرح المستشار الألماني أولاف شولتس، أن الحزمة الخامسة من العقوبات ضد روسيا على وشك الانتهاء من مناقشتها، مؤكدا أن الهدف هو ألا تنتصر موسكو في الحرب على أوكرانيا.


وقال شولتس خلال مداخلة له في البرلمان الألماني "بوندستاغ" الأربعاء: "ستساهم العقوبات مرة أخرى بشكل دقيق إشعار روسيا بعواقب هذه الحرب، وستساهم أيضا بإنهاء الحرب".


وتابع: "لا بد أن يكون هدفنا هو ألا تنتصر روسيا في هذه الحرب".


وتطرق إلى مقتل المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، قائلا: "الصور المروعة لبوتشا صدمتنا جميعا، قتل المدنيين جريمة حرب".


وأشار إلى ضرورة تقليل اعتماد بلاده على الطاقة الروسية، موضحا أن الجميع يعلم أن التبعية في الطاقة قد نمت على مدى عقود، وأنه لا يمكن إنهاؤها خلال يوم وليلة.


وأضاف: "لذلك من المهم اتخاذ موقف أوروبي مشترك، المسار تم تحديده وسنواصل رسم المسار الذي يجب أن نسلكه بعد الحرب".


وحول تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، قال شولتس: "نتصرف بالتنسيق مع حلفائنا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".

عمليات الإجلاء

وصلت قافلة مؤلفة من سبع حافلات وحوالي 40 مركبة خاصة تحت حماية اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء إلى زابوريجيا آتية من جنوب شرق أوكرانيا، كما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.


وكتبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تويتر: "قاد فريقنا قافلة من الحافلات والمركبات الخاصة تنقل أكثر من 500 شخص باتجاه زابوريجيا" مشيرة إلى أنها حاولت الوصول إلى مدينة ماريوبول المحاصرة لكن "الظروف الأمنية جعلت ذلك مستحيلا".

وأضافت: "لا يزال الآلاف عالقين في المدينة. هم بحاجة ماسة لممر آمن للخروج ومساعدات للدخول".

وقصفت القوات الروسية أواخر الشهر الماضي منشأة للصليب الأحمر في المدينة التي كان يقطنها نصف مليون شخص قبل الحرب حيث حذر المسؤولون من وقوع كارثة إنسانية.

وفشلت المحاولات المتكررة لإجلاء السكان. وقال رئيس البلدية في وقت سابق من الأسبوع إن نحو 90% من المدينة أصبحت مدمرة بشكل كامل نتيجة للحرب.

 

من جهتها قالت السكك الحديدية الأوكرانية، المملوكة للدولة، إن عددا من الضحايا سقطوا بعد أن أصابت ثلاثة صواريخ محطة سكة حديد في شرق أوكرانيا وألحقت أضرارا بمبان وقضبان ومعدات للسكك الحديدية.

تصدير بيرقدار

إلى ذلك كشفت بيانات رسمية أن المعدات الدفاعية التي اشترتها أوكرانيا من تركيا زادت نحو ثلاثين مرة على أساس سنوي في الربع الأول من العام عندما كانت تتأهب لصد الهجوم الروسي.

ووفقا لبيانات نشرتها جمعية المصدرين الأتراك صدرت تركيا منتجات دفاعية قيمتها 59.1 مليون دولار مقارنة مع 1.9 مليون دولار في الربع الأول من 2021.

واشترت أوكرانيا أكثر من 20 طائرة مسيرة من طراز بيرقدار تي.بي 2 من شركة بايكار في الأعوام الماضية وطلبت 16 أخرى يوم 27 كانون الثاني/يناير. وجرى تسليم هذه الدفعة في مطلع آذار/مارس.

وعلى الرغم من أن تركيا تواصل مد أوكرانيا بطائرات مسيرة، فإنها تجنبت فرض عقوبات على موسكو.

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا مرارا لغزوها أوكرانيا، لكنه ذكر بوضوح أنه يريد إبقاء قنوات الاتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مفتوحة.

وفي المجمل صدرت تركيا منتجات دفاعية قيمتها 3.224 مليارات دولار في 2021 بزيادة 41.5 بالمئة عن 2020.

 

التعليقات (1)
أحمد الله على هذه الحرب، أنا أرى الخلاص لنا فيها بإنشغال المجرمين بقتل بعضهم البعض.
الأربعاء، 06-04-2022 03:44 م
أحمد الله على هذه الحرب، أنا أرى الخلاص لنا فيها بإنشغال المجرمين بقتل بعضهم البعض.