صحافة إسرائيلية

انتقاد إسرائيلي لتبييض الأسد مقابل طرد إيران من سوريا ولبنان

تحاول الإمارات إعادة بشار الأسد إلى الحضن العربي- رئاسة النظام السوري
تحاول الإمارات إعادة بشار الأسد إلى الحضن العربي- رئاسة النظام السوري

انتقد كاتب إسرائيلي، فكرة "تسويغ" أو "تبيض" زعيم النظام السوري بشار الأسد، تمهيدا لتصفية النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، معتبرا أنها ليست عملية على الأقل في هذه المرحلة. 

وأكد الكاتب عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "قمة النقب" التي عقدت مؤخرا بدعوة من تل أبيب ومشاركة الولايات المتحدة و4 دول عربية مطبعة مع الاحتلال، هي الإمارات والبحرين ومصر والمغرب، "بحثت فكرة تصفية التواجد والنفوذ الإيراني في سوريا ولبنان من خلال تسويغ الفساد المسمى بشار الأسد". 


تجديد الشرعية 


وأضاف: "هذه الفكرة مثلما يتبين، ليست جديدة ولكنها تحظى الآن بدفعة نشطة من جانب ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، بموافقة سلبية من إسرائيل وباقي المشاركين في القمة". 

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، بعث ابن زايد بوزير خارجيته إلى دمشق، وفي الشهر الماضي استقبل الأسد في الإمارات، في أول زيارة له منذ بداية الحرب السورية، والتي طردت سوريا بسببها من جامعة الدول العربية. 


ونبه الكاتب إلى أن "قيادة الإمارات لهذ الخطوة ليس صدفة، فنار الحوثيين نحو الإمارات دفن مساعي الحل الوسط في العلاقات مع طهران وذكر دول الخليج بأن التهديد الأساس يأتي من إيران، وهذا سيشتد بعد التوقيع على الاتفاق النووي"، بحسب زعمه. 


وقال: "من هنا دفعت أبوظبي بالصفقة، بأن تعمل الدول العربية على تجديد الشرعية العربية والدولية للطاغية السوري وإعادة سوريا للجامعة العربية، وبالمقابل، يأمر الأسد بإخراج كل القوات الأجنبية من سوريا، واستئناف السيادة الكاملة لدمشق على كل سوريا، بدون مليشيات إيرانية أو قوات تركية". 

وذكر غرانوت، أن "ابن زايد شرح في الغرف المغلقة، المنطق الذي يقف خلف الاقتراح؛ فمع أن الأسد حاكم وحشي، لكنه لا يزال البديل الوحيد المتبقي لقيادة سوريا، وكل البدائل الأخرى أسوأ منه، كما أن الأسد نجا بفضل حزب الله وإيران والجيش الروسي، لكنه لا يعشق التواجد الإيراني ويسره التخلص منه، وهو أيضا يفهم أنه ليس لإيران المقدرات الهائلة اللازمة لإعادة إعمار سوريا، بينما الإمارات يمكنها المساعدة". 


تقليص النفوذ 


وزعم أن "كلا من عُمان والإمارات ومصر والأردن ودول عربية أخرى، إلى جانب إسرائيل، تؤيد الصفقة المقترحة لتسويغ الطاغية السوري"، منبها إلى أن المشكلة تتمثل في أن الحديث يدور عن فكرة ليست عملية، على الأقل ليس في هذه المرحلة". 


ولفت إلى أن "أجزاء واسعة من سوريا لا تقع تحت سيطرة الأسد، وهو مدين بنجاته لروسيا وإيران، الذين تغلغلوا عميقا في الجيش السوري، وليس بوسعه أن يطالب بخروجهم، وخروج حزب الله، الذي يسيطر في منطقة الحدود بين سوريا ولبنان، مثلما ليس بوسعه أن يطلب خروج الأتراك من شمال سوريا، قبل أن تتحقق تسوية تبعد عن الحدود الأكراد". 

وأشار الكاتب إلى أن "الولايات المتحدة تعارض بقاء الأسد في الحكم، واحتمال تنسيق المواقف بين موسكو وواشنطن في موضوع إبعاد الإيرانيين عن سوريا في الوقت الذي تضج فيه المدافع في أوكرانيا يقترب من الصفر". 

 

اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية في زيارة الأسد لدبي.. "محاولة لبعثرة الأوراق"

وقدر أنه "في هذه الظروف، لا مكان للأمل في إعادة الأسد لحضن الأمة العربية، وسيتعين على تل أبيب أن تواصل الوقوف على استعداد كي تقلص الآثار السلبية للاتفاق النووي، دون التخلي عن جهود تقليص النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان بكل سبيل ممكن". 


التعليقات (0)