هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخلت الحرب في أوكرانيا يومها الـ32، فيما تتركز المعارك شرقي البلاد، حيث تحاول روسيا تطويق مدن أوكرانية عدة، فيما تركز ضرباتها الصاروخية غربا، لتعويض وقف زحفها الميداني هناك.
وتقول روسيا إن لديها أولوية في الوقت الحالي، بالسيطرة على كامل أراضي دونباس، وتأمين سكانها.
فيما قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني، الأحد، إن الجيش الروسي يحاول تطويق القوات الأوكرانية في شرق البلاد، فيما تشن أوكرانيا ما قال إنها هجمات صغيرة مضادة.
استفتاء في لوهانسك
وأعلنت المنطقة الانفصالية الأوكرانية لوهانسك، الموالية لموسكو شرقي أوكرانيا، الأحد، أنها تخطط لتنظيم استفتاء شعبي للانضمام إلى روسيا.
وقال "رئيس لوهانسك"، ليونيد باسيتشنيك، إنه سيتم إجراء استفتاء على أراضي "الجمهورية" في المستقبل القريب، بشأن الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
اقرأ أيضا: تدمير مستودع وقود بأوكرانيا.. وأبخازيا تدخل على خط الحرب
في المقابل، أعلنت أوكرانيا، الأحد، أن ما وصفتها بالاستفتاءات "الزائفة" في "أراضيها المحتلة" ليس لها أي شرعية قانونية، وسيواجهها المجتمع الدولي بـ"رد فعل أقوى".
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليه نيكولينكو، في بيان رسمي، نقلته وكالة "أوكرين فورم" المحلية.
وشدد على أنه "لا توجد دولة في العالم تعترف بالتغيير القسري لحدود الدولة الأوكرانية المعترف بها دوليا".
وتابع: "بدلا عن ذلك، سيواجه المجتمع الدولي روسيا برد فعل أقوى، مما يعمق من عزلتها العالمية".
وبعد احتجاجات شعبية أطاحت بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عام 2014، أعلن انفصاليون مؤيدون لروسيا قيام ما يسمى جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك في إقليم دونباس شرقي البلاد.
وفي 21 شباط/ فبراير الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده بالجمهوريتين على أنهما منفصلتان عن أوكرانيا، ليعلن في 24 من الشهر ذاته عن "عملية عسكرية خاصة في دونباس"، وتبدأ بذلك حرب روسيا على أوكرانيا.
القصف الروسي على لفيف
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، تدمير قاعدة وقود كبيرة ومصنعا لصيانة وتحديث المعدات العسكرية قرب مدينة لفيف غربي أوكرانيا.
جاء ذلك بحسب ما نقلت قناة "روسيا اليوم" عن المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، غداة إعلان سلطات لفيف تعرض المدينة لـ6 انفجارات قوية مساء السبت.
وقال كوناشينكوف، في إفادة صحفية، صباح الأحد، إن الجيش الروسي يواصل عملياته الهجومية في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأضاف أن القوات الروسية دمرت بأسلحة جوية بعيدة المدى عالية الدقة قاعدة وقود كبيرة بالقرب من مدينة لفيف، كانت توفر الوقود للقوات الأوكرانية في المناطق الغربية من البلاد، وكذلك في منطقة العاصمة كييف.
وأوضح أن القوات الروسية دمرت أيضا بصواريخ مجنحة عالية الدقة مصنعا في لفيف كان يقوم بتصليح وتحديث أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز Tor وS-125، ومحطات رادار للقوات الجوية الأوكرانية، ومعدات للحرب الإلكترونية، وأجهزة تصويب للدبابات.
فولنوفاها مدينة أشباح
وتحولت "فولنوفاها"، إحدى مدن منطقة دونيتسك التي اعترفت موسكو باستقلالها، إلى مدينة أشباح نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
وتخضع مدينة فولنوفاها شرقي أوكرانيا، لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ 11 آذار/ مارس الجاري.
وأصبحت المدينة، التي يقطنها ما يقرب من 22 ألف شخص، من الأماكن التي استعرت فيها الحرب منذ اندلاعها في 24 شباط/ فبراير الماضي.
ومع حلول الأسبوع الأول من الحرب، تضرر 90 بالمئة من المدينة، وتدمرت البنية التحتية بفعل القنابل التي سقطت عليها.
أوكرانيا تتعهد بحرب عصابات
من جهته، قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، الأحد، إن روسيا تريد تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، كما حدث عند تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية، وتعهد بشن حرب عصابات "شاملة" لمنع تقسيم البلاد.
وأفاد بودانوف، في بيان نشر على حسابه بموقع "فيسبوك"، أن روسيا تحاول "توحيد الأراضي المحتلة في كيان واحد على شكل شبه دولة، تعارض أوكرانيا المستقلة".
وأضاف البيان أنه "بعد الإخفاقات بالقرب من كييف، واستحالة الإطاحة بالحكومة المركزية لأوكرانيا، قام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بالفعل بتغيير اتجاهات العمليات الرئيسية نحو الجنوب والشرق".
وأوضح أن هناك سببا للاعتقاد بأن بوتين يفكر في "السيناريو الكوري"، حيث سيحاول "فرض خط فاصل بين المناطق المحتلة وغير المحتلة" في أوكرانيا.
وتعرضت شبه الجزيرة الكورية إلى التقسيم إلى دولتين، شمالية وجنوبية، إبان الحرب الكورية منتصف القرن الماضي.
وزاد بودانوف قائلا: "إنه (بوتين) بالتأكيد غير قادر على ابتلاع الدولة بأكملها"، حسب البيان.
وتوقع أن الكرملين "لن يكون قادرا على تنفيذ السيناريو الكوري" في أوكرانيا، وفق قوله.
وأشار أن مسألة إنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم "لا تزال ذات صلة بالنظام الفاشي الروسي"، لكن المشكلة الرئيسية لتنفيذ هذه الخطة هي مدينة ماريوبول "غير القابلة للكسر".
وأضاف: "إننا نشهد بالفعل محاولات لإنشاء سلطات موازية في الأراضي المحتلة، وإجبار الناس على التخلي عن الهريفنيا (العملة الأوكرانية)".
وأوضح أن روسيا ترغب في "المساومة حول ذلك على المستوى الدولي".
ولفت أن "المقاومة والتجمعات التي يقوم بها المواطنون في الأراضي المحتلة، والهجمات المضادة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية والتحرير التدريجي للأراضي، تعقد بشكل كبير تنفيذ خطط العدو".
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على منح بلاده دبابات وطائرات وصواريخ لصد القوات الروسية، في حين قالت حكومته إن قوات موسكو تستهدف مستودعات الوقود والغذاء.
في غضون ذلك، واصل المسؤولون الأمريكيون جهودهم لتخفيف حدة تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، عندما قال أمس السبت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يمكن أن يبقى في السلطة".
اقرأ أيضا: بلينكن: لا استراتيجية لتغيير بوتين.. وضرر عالمي نتيجة الحرب
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن واشنطن ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في موسكو. وأضاف للصحفيين في القدس أن بايدن كان يعني أنه "بكل بساطة لا يمكن السماح للرئيس بوتين بشن حرب أو عدوان على أوكرانيا أو أي طرف آخر".
وبعد ما يزيد على أربعة أسابيع من بدء الصراع، فشلت روسيا في السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبيرة، وأشارت موسكو يوم الجمعة إلى أنها قلصت طموحاتها للتركيز على تأمين منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، حيث يقاتل الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا الجيش الأوكراني منذ ثمانية أعوام.
"خسائر روسية"
من جانبها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، أنها كبدت الجيش الروسي "16 ألفا و500 جندي و121 مقاتلة و127 مروحية و582 دبابة منذ بدء الحرب في 24 شباط/ فبراير الماضي".
وأشارت الأركان الأوكرانية في بيانها، الأحد، إلى أنّ الجيش الأوكراني دمر أيضا في الفترة ما بين 24 شباط/ فبراير و27 آذار/ مارس 1664 مركبة مدرعة و294 مدفعا و93 منظومة صاروخية و52 منظومة صواريخ دفاع جوي.
وبحسب البيان، تمكن الجيش الأوكراني من تدمير 1144 مركبة عسكرية و7 سفن وزوارق حربية و73 سيارة وقود و56 طائرة دون طيار للجيش الروسي.
ولا يمكن التأكد من صحة هذه الأرقام من مصادر مستقلة، وسط حرب دعائية بين أوكرانيا وروسيا.
استطلاع أوروبي
أبدى نحو نصف الأوكرانيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما استعدادهم للمشاركة بشكل مباشر في القتال ضد الغزو الروسي، وفق استطلاع أجراه عدد من الباحثين الأوروبيين رغم القيود التي تفرضها الحرب.
وتصل النسبة في صفوف الرجال إلى نحو 70 بالمئة، بينما تناهز 30 بالمئة لدى النساء، وفق استطلاع الرأي الذي نشره معهد أوسلو لأبحاث السلام (بريو) بدعم من شركة "انفو سابيانس" المحلية لاستطلاعات الرأي.
وتجاوزت العيّنة التمثيلية في الاستطلاع ألف أوكراني، اعتُبر أن سنّهم يخولهم المشاركة في المقاومة، وقد أجري رغم العوائق التي تفرضها الحرب.
وُجهت الأسئلة خلال الأسبوع الثالث من النزاع (9-12 آذار/ مارس)، وأجاب المشاركون (رجال ونساء بنسب متساوية) عبر الإنترنت عن مواقفهم تجاه أربعة خيارات للمقاومة.
وقال 49 بالمئة من المستطلَعين أنه "من المحتمل للغاية أو من المرجح أو من المحتمل إلى حد ما" أن يشاركوا في "مساعدة المقاومة من خلال الانخراط في قتال عسكري مباشر على أرض مفتوحة ضد القوات الروسية أو الموالية لروسيا"، وفق معهد "بريو".
واعتبر المعهد النروجي في تحليله لنتائج الاستطلاع السبت أن "اندفاع الشعب الأوكراني لمحاربة الغزاة استثنائي".
وفي وقت إجراء الاستطلاع، قال واحد من كل خمسة مشاركين إنهم تعرضوا لهجوم مباشر من القوات الروسية أو تلك الموالية لروسيا، وكانت هذه المجموعة الأكثر استعدادا للانضمام إلى المقاومة.
القتلى واللجوء
إنسانيا، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الأحد إن 1119 مدنيا لقوا حتفهم حتى الآن، وأصيب 1790 منذ أن بدأت روسيا هجومها على أوكرانيا.
وقالت الأمم المتحدة في بيان شمل الفترة ما بين بدء الحرب في 24 شباط/ فبراير ومنتصف ليل 26 آذار/ مارس، إنه كان من بين القتلى نحو 15 فتاة و32 صبيا، بالإضافة إلى 52 طفلا.
وأضافت أنه من المتوقع أن تكون الأرقام الحقيقية للضحايا أعلى بكثير نتيجة لعدم وصول التقارير من بعض المناطق التي يدور فيها قتال عنيف، في حين أنه ما زال من الضروري التأكد من تقارير كثيرة.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم المدنيين الذين تم تسجيلهم كانوا ضحايا أسلحة متفجرة، ذات تأثير واسع النطاق، بما في ذلك القصف بالمدفعية الثقيلة، وأنظمة الصواريخ متعددة الفوهات، والهجمات الصاروخية والجوية.
وعلى صعيد اللجوء والنزوح، فر أكثر من 3 ملايين و800 ألف شخص من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الأحد. وانخفض عدد عابري الحدود بشكل واضح منذ 22 آذار/ مارس.
في المجموع، يعتقد أن أكثر من 10 ملايين شخص، أي ما يزيد على ربع عدد السكان، فروا من ديارهم، وعبر بعضهم الحدود بحثاً عن ملجأ في البلدان المجاورة، فيما وجد آخرون ملاذاً في مكان آخر داخل أوكرانيا.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 6,5 ملايين نزحوا في الداخل.
في حين قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 3,821,049 شخصاً فروا من أوكرانيا بحلول الأحد الساعة 11,00 ت غ الأحد أي بزيادة 48450 عن أرقام السبت.
ومنذ 22 آذار/ مارس، انخفض عدد الفارين من المعارك وظروف الحياة الصعبة في أوكرانيا بوضوح إلى ما دون 100 ألف شخص يومياً، وحتى إلى ما دون 50 ألفا في الأيام الأخيرة.
ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
وحوالى 90 بالمئة من الفارين هم نساء وأطفال. وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن بين الفارّين أكثر من 1,5 مليون طفل.
وقبل الغزو، كان يعيش في أوكرانيا نحو 37 مليون نسمة في المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، أي باستثناء شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014 والمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا.
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا "عملية عسكرية" في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".