رياضة دولية

العرب يحلمون بتحقيق رقم قياسي في مونديال قطر

النسخة المقبلة لكأس العالم تعتبر استثنائية بالنسبة للكرة العربية- أ ف ب
النسخة المقبلة لكأس العالم تعتبر استثنائية بالنسبة للكرة العربية- أ ف ب

تتطلع كرة القدم العربية لكتابة تاريخ جديد في النسخة المقبلة لبطولة كأس العالم المقررة في قطر هذا العام، التي ربما تشهد مشاركة قياسية لها بوجود 7 من ممثليها في المونديال.

وبحسب "د ب أ" فإن النسخة المقبلة لكأس العالم تعتبر استثنائية بالنسبة للكرة العربية، كونها تجرى للمرة الأولى في الوطن العربي، حيث تستضيف قطر المونديال خلال الفترة من 21 نوفمبر حتى 18 ديسمبر 2022.

وبينما حسمت قطر مشاركتها في المونديال للمرة الأولى في تاريخها، باعتبارها البلد المضيف للبطولة، فإن المنتخب السعودي بات على مشارف الصعود لكأس العالم للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي، في ظل تصدره جدول ترتيب المجموعة الثانية بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.

ويحتاج منتخب السعودية للفوز على نظيره الصيني في لقائهما الذي يقام اليوم الخميس بمدينة الشارقة الإماراتية في الجولة قبل الأخيرة للمجموعة الثانية، من أجل الصعود رسميا دون النظر لنتائج باقي منافسيه، ليصبح المنتخب العربي الثاني الذي يحجز مقعدا في مونديال 2022.

كما يدور صراع عربي ثلاثي بين الإمارات ولبنان والعراق على المركز الثالث في ترتيب المجموعة الأولى بالتصفيات الآسيوية الذي يلعب صاحبه في الملحق مع ثالث ترتيب المجموعة الثانية، لتحديد ممثل آسيا الذي سيخوض الملحق العالمي مع صاحب المركز الخامس في ترتيب تصفيات اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) في يونيو المقبل.

وفي حال صعود السعودية ونجاح أي من منتخبات الإمارات والعراق ولبنان في استكمال مشواره بالتصفيات بنجاح سيرتفع عدد المنتخبات العربية المشاركة في المونديال إلى 3 منتخبات.

وبالنظر إلى التصفيات الأفريقية، التي تجرى مرحلتها النهائية والفاصلة خلال فترة التوقف الدولي الحالية، لتحديد الممثلين الخمسة للقارة السمراء في كأس العالم، فإن الفرصة مواتية لتأهل 4 منتخبات عربية أخرى للمونديال من خلالها.

ويشارك في المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية 10 منتخبات من بينها 4 فرق عربية، حيث تم توزيع المنتخبات العشرة إلى مستويين بواقع 5 منتخبات في كل مستوى، وفقا للتصنيف العالمي للمنتخبات الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في نوفمبر الماضي.

ويلتقي كل منتخب من المستوى الأول مع أحد منتخبات المستوى الثاني في مباراتين ذهابا وعودة، يومي 25 و29 مارس الجاري على الترتيب.

وبعدما جنبت القرعة المنتخبات العربية مواجهة بعضها البعض، بعدما تواجدت 3 منها في المستوى الأول، مقابل منتخب مصر الوحيد الذي حل في المستوى الثاني، فإن الحظوظ أصبحت كبيرة لتواجد 4 منتخبات أخرى من الوطن العربي في كأس العالم، ليصبح إجمالي المنتخبات العربية المشاركة في كأس العالم القادمة 7 منتخبات.

 

ومن المقرر أن تلعب جولة الذهاب على ملاعب منتخبات المستوى الثاني، في حين تستضيف ملاعب منتخبات المستوى الأول جولة الإياب.

ويلتقي منتخب مصر مع نظيره السنغالي مرة أخرى، وذلك بعد ما يقرب من شهر ونصف الشهر على لقائهما في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، والتي انتهت بتتويج منتخب (أسود التيرانغا) باللقب عقب فوزه على منتخب (الفراعنة) بركلات الترجيح.

ويسعى منتخب مصر للثأر من نظيره السنغالي والمشاركة بكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي، بعدما شارك في النسخة الماضية للمونديال التي أقيمت بروسيا عام 2018.

كما يصطدم منتخب الجزائر بنظيره الكاميروني في مواجهة صعبة لمنتخب (الخضر)، الذي يسعى لبلوغ المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، بعدما غاب عنها في النسخة الماضية.

في المقابل، يلعب منتخب تونس مع المنتخب المالي، في لقاء ليس بالسهل على منتخب (نسور قرطاج)، الذي يأمل في الصعود للمونديال للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي.

أما منتخب المغرب، الساعي للصعود للمونديال للمرة السادسة أيضا والثانية على التوالي، فتبدو مهمته أسهل نسبيا، حيث يلتقي مع منتخب الكونغو الديمقراطية.

وكانت النسخة الماضية للمونديال شهدت أكبر مشاركة للمنتخبات العربية في تاريخ كأس العالم، بعدما تأهلت إليها منتخبات السعودية ومصر وتونس والمغرب، لكن جميعها لم يتمكن من اجتياز مرحلة المجموعات وبلوغ الأدوار الإقصائية.

وبصفة عامة، شاركت 8 منتخبات عربية في كأس العالم منذ انطلاق البطولة لأول مرة عام 1930 بأوروغواي، حيث كانت منتخبات السعودية والمغرب وتونس الأكثر مشاركة، بعدما تواجدت في 5 نسخ، تليها الجزائر بأربع مشاركات، ثم مصر بثلاث مشاركات، وأخيرا الكويت والعراق والإمارات بمشاركة وحيدة.

ويعتبر منتخبا السعودية والمغرب أكثر منتخبين عربيين خوضا للمباريات في كأس العالم بواقع 16 لقاء لكل منهما، بينما يعد منتخبا السعودية والجزائر أكثر منتخبين عربيين تحقيقا للانتصارات في المونديال بواقع 3 انتصارات لكل منهما، في حين يمتلك منتخب المغرب أعلى رصيد من الأهداف للمنتخبات العربية في المونديال، بعدما أحرز لاعبوه 14 هدفا بالبطولة.

وكان المنتخب المصري صاحب الظهور العربي الأول في المونديال، بعدما شارك في نسخة البطولة التي أقيمت في إيطاليا عام 1934، حيث كان مهاجمه الراحل عبد الرحمن فوزي، صاحب أول هدف للعرب في كأس العالم، عندما هز شباك منتخب المجر مرتين خلال خسارة منتخب (الفراعنة) 2 / 4.

وانتظر العرب 36 عاما للظهور مجددا في كأس العالم عبر منتخب المغرب، الذي شارك في نسخة المسابقة عام 1970 بالمكسيك، حيث منح منتخب (أسود الأطلس) أول نقطة للمنتخبات العربية في المونديال خلال تلك النسخة، بعدما تعادل 1 / 1 مع نظيره البلغاري في مرحلة المجموعات.

وبعد الإخفاق في التأهل لمونديال 1974 بألمانيا الغربية، حملت النسخة التالية لكأس العالم التي أقيمت بالأرجنتين عام 1978 البشرى للكرة العربية، بعدما شهدت أول فوز عربي في العرس العالمي الكبير من خلال المنتخب التونسي، الذي تغلب 3 / 1 على منتخب المكسيك بدور المجموعات.

وما زالت الجماهير العربية تتذكر المشاركة الرائعة للمنتخب الجزائري في المونديال التالي بإسبانيا عام 1982، حيث شهد تغلبه على منتخبي ألمانيا الغربية وتشيلي، لكنه لم يتمكن من الصعود للدور الثاني، بينما اكتفى منتخب الكويت، الممثل الثاني للعرب في تلك النسخة، بحصد نقطة وحيدة في مجموعته، بالتعادل 1 / 1 مع منتخب تشيكوسلوفاكيا.

وكان مونديال المكسيك عام 1986 على موعد مع مشاركة عربية أسطورية من خلال المنتخب المغربي، الذي كان أول منتخب من العرب يصعد للأدوار الإقصائية في كأس العالم، بعدما تصدر مجموعته في مرحلة المجموعات، عقب فوزه على البرتغال وتعادله مع إنجلترا وبولندا، لكنه خسر في الوقت القاتل أمام ألمانيا الغربية في دور الـ16.

وشهد المونديال المكسيكي أيضا مشاركة منتخبي الجزائر والعراق، لكنهما ودعا المسابقة مبكرا من مرحلة المجموعات.


ومثل المنتخبان المصري والإماراتي العرب في مونديال 1990 بإيطاليا، لكنهما لم يعبرا دور المجموعات، في حين شهدت النسخة التالية بالولايات المتحدة عام 1994 تأهل المغرب وكذلك السعودية، التي صعدت للأدوار الإقصائية في مشاركتها الأولى بكأس العالم، قبل أن تخسر أمام السويد في دور الـ16.


وحافظ منتخبا المغرب والسعودية على تواجدهما في مونديال 1998 في فرنسا برفقة المنتخب التونسي، لكن المشاركة العربية لم تتخط مرحلة المجموعات، وهو ما انطبق أيضا على مشاركة منتخبي تونس والسعودية، اللذين مثلا العرب في نسختي 2002 في كوريا الجنوبية واليابان و2006 بألمانيا.

واقتصرت المشاركة العربية في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا على منتخب الجزائر، الذي حصل على نقطة وحيدة في مجموعته، قبل أن يكشر عن أنيابه في مشاركته بالنسخة التالية التي أقيمت في البرازيل عام 2014 وشهدت صعوده لدور الـ16.

وتغلبت الجزائر على كوريا الجنوبية وتعادلت مع روسيا وخسرت من بلجيكا بدور المجموعات، قبل أن تخسر 1 / 2 في الوقت الإضافي أمام المنتخب الألماني في دور الـ16، قبل أن يشق منتخب الماكينات طريقه نحو التتويج باللقب.

 

التعليقات (0)