صحافة دولية

NYT: ابن سلمان طالب نتنياهو تجديد رخصة "بيغاسوس".. والليكود يرد

في عام 2017 قررت سلطات الاحتلال منح رخصة بيغاسوس إلى السعودية- واس
في عام 2017 قررت سلطات الاحتلال منح رخصة بيغاسوس إلى السعودية- واس

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير مطول، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أجرى اتصالا هاتفيا مع بنيامين نتنياهو عندما كان رئيسا للوزراء طالبا تجديد رخصة برنامج التجسس "بيغاسوس".

 

ووفقا للصحيفة الأمريكية، ففي عام 2017، قررت سلطات الاحتلال منح رخصة بيغاسوس إلى السعودية وبالتحديد للوكالة الأمنية الخاضعة لولي العهد محمد بن سلمان، ومنذ تلك اللحظة قامت مجموعة صغيرة من قادة المؤسسة العسكرية والتي تتعامل مع نتنياهو مباشرة بتبادل الرسائل مع السعوديين "مع اتخاذ كل الترتيبات الأمنية". 

 

ورغم التداعيات التي تركها مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 إلا أن الحفاظ على رضا السعوديين كان هدفا أساسيا لنتنياهو الذي كان يقود مهمة فتح علاقات دبلوماسية مع دول عربية.

 

وفي أيلول/سبتمبر 2020 وقعت البحرين والإمارات اتفاقية تطبيع في البيت الأبيض مع الاحتلال. ولكن خلف عملية التطبيع كان هناك سوق للسلاح في الشرق الأوسط.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن رخصة تصدير البرنامج إلى السعودية كانت ستنتهي، وتجديدها هو قرار لوزارة الدفاع الإسرائيلية. ولكنها رفضت بسبب ما قالت إنه انتهاك سعودي لشروط العقد.

 

وبدون رخصة لم تكن "أن أس أو" قادرة على تزويد السعودية بالنظام أو صيانة الأجهزة. ورغم المكالمات من مساعدي محمد بن سلمان إلا أنه لا مدراء "أن أس أو" ولا الموساد ولا وزارة الجيش الإسرائيلية قادرون على حل المشكلة.

 

ولهذا قرر ولي العهد الاتصال مباشرة بنتنياهو، حسب أشخاص على معرفة بالأمر حيث طلب تجديد رخصة بيغاسوس.

 

الليكود يعلق

 

بدوره، أصدر حزب الليكود بيانا نفى فيه المعلومات الواردة في تقرير نيويورك تايمز، معتبرا أن المعلومات "كذبة لا أساس لها من الصحة".

 

وجاء في البيان أن "جميع مبيعات هذا النظام أو المنتجات المماثلة لشركات إسرائيلية تمت إلى دول أجنبية بموافقة وإشراف وزارة الدفاع ، وفقًا لما يقتضيه القانون الإسرائيلي."

 

اقرأ أيضا: WP: بيغاسوس لم يزعج الإسرائيليين حتى تم استخدامه ضدهم
 

وبحسب الصحيفة فإن السعودية مهمة في توقيع اتفاقيات التطبيع رغم أنها لم توقع عليها، فدعمها التكتيكي والسماح باستخدام مجالها الجوي كان مهما في العملية.

 

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو لم يكن على معرفة بالأزمة ولهذا أمر وزارة الجيش بإعادة تشغيل النظام في السعودية. وعندما اتصلت مع "أن أس أو" رفض الموظف بدون رخصة موقعة، لكنه وافق عندما أخبر أن الأمر من نتنياهو واشترط رسالة إلكترونية من وزارة الجيش.

 

"أف بي أي" اشترى البرنامج

 

في سياق آخر ذكرت الصحيفة أن "أف بي أي" اشترى البرنامج وفحصه لعدة سنوات وخطط لاستخدامه في الرقابة المحلية، حتى قرر العام الماضي عدم نشره.

 

وذكرت أن بيع بيغاسوس لعب دورا مهما في تأمين دعم الدول العربية لحملة الاحتلال ضد إيران والتفاوض للتطبيع فيما عرف باتفاقيات إبراهيم عام 2020 والتي وقعت بإشراف من إدارة دونالد ترامب. وكشف التحقيق عن صفقة مع الولايات المتحدة لم يكشف عنها سابقا. 

 

وكشف التحقيق عن اتفاقية أمريكية لشراء البرنامج وهو ما لم يكشف عنه سابقا. وقال إن مهندسين إسرائيليين وصلوا في حزيران/ يونيو 2019 إلى مبنى يستخدمه "أف بي آي" بنيوجيرسي حيث أخرجوا أجهزة الكمبيوتر ورتبوها على منصة طويلة وبعد ذلك أجروا اتصالات مع مسؤوليهم في هيرتسليا، مقر "أن أس أو" وبدأوا عملية الفحص.

 

واشترى "أف بي أي" بيغاسوس، وسيلة التجسس منذ أكثر من عقد، فالشركة تبيعه بناء على اشتراكات لقوى حفظ النظام والمخابرات حول العالم، وقالت إن البرنامج قادر على عمل ما لا يمكن للشركات الخاصة ولا مخابرات الدولة عمله. فهو قادر على اختراق شيفرات الهواتف الذكية ونظام أيفون وأندرويد.

 

ومنذ دخول البرنامج إلى السوق في عام 2011، باعه الاحتلال إلى المكسيك الذي استخدمته في القبض على ملك المخدرات، إل تشابو. واستخدم المحققون الأوروبيون سرا البرنامج لمنع هجمات وفي مكافحة الجريمة المنظمة وتفكيك شبكات تجارة الأطفال.

 

وكانت انتهاكات استخدام البرنامج موثقة، فالمكسيك لم تستخدمه فقط ضد المجرمين ولكن ضد الصحفيين والمعارضين السياسيين.

 

اقرأ أيضا: هآرتس: ضحايا بيغاسوس بينهم أميرة أردنية وصحفيون بالجزيرة
 

واستخدمت الإمارات البرنامج ضد الناشطين المدنيين واخترقت هواتفهم ووضعتهم في السجون، وقامت السعودية باستخدامه للتجسس على اتصالات الصحفي خاشقجي.


ولكن هذه الانتهاكات لم تمنع الزبائن من شرائه. ولم يكشف عن تفاصيل الفحص وشراء "أف بي أي" للبرنامج نفسه. وفي ذات العام الذي قتل فيه خاشقجي رتبت "سي آي إيه" لشراء البرنامج لحكومة جيبوتي كي تساعدها في مكافحة الإرهاب، برغم سجلها في ملاحقة الصحفيين وانتهاك المعارضين.

 

وعقدت وكالة مكافحة المخدرات والمخابرات السرية والقيادة المركزية الأمريكية في أفريقيا محادثات مع "أن أس أو"، لكن "أف بي أي" مضى في الخطوة التالية. وكجزء من التدريب اشترى عملاء "أف بي أي" هواتف نقالة من المحلات القريبة ورتبوها بناء على حسابات غبية وبشرائح من دول أخرى لأن بيغاسوس مصمم على عدم استهداف الأرقام الأمريكية. ثم اتصل المهندسون بالأرقام وبدأوا بالهجوم. وكانت النسخة التي جرب المهندسون عليها هي "نقرة صفر" ولا تستدعي من المستخدم النقر على هواتفهم. ولهذا فالأمريكيون الذين يراقبون الهاتف ليس لديهم دليل عن الإختراق. وكل ما يرونه هو أن الهاتف بات مرتبطا بالجهاز في نيوجيرسي وبدأ ينقل كل شيء فيه.

 

ويمكن لـ"أف بي أي" تحويل أي هاتف في العالم، إلا أمريكا لأداة تجسس. ونظرا للجدال الذي أحدثته تسريبات إدوارد سنودين عام 2013 حول تجسس وكالة الأمن القومي، فقد أصبح هذا الموضوع مثيرا وبخاصة بعد دخول الهواتف الذكية والتجسس الإلكتروني. وطلبت الولايات المتحدة تكييف البرنامج لكي يكون قادرا للتجسس على أي هاتف في العالم وليس الهواتف الأمريكية أو الأمريكيين. 

 

ومنحت "أن أس أو" مخرجا لـ"أف بي أي"، حيث قدمت للمسؤولين في واشنطن نظاما جديدا وهو "فانتوم" يدعم أي هاتف في الولايات المتحدة يقرر أف بي أي استهدافه. ومنحت إسرائيل رخصة خاصة لأن أس أو سمحت لفانتوم بالهجوم على الأرقام. ومنحت الرخصة لزبون واحد وهو وكالات الحكومة الأمريكية.

 

بيغاسوس في بولندا وهنغاريا والهند

  

وكشف التحقيق عن وقوع المنتج في أيدي مجموعة من القادة القوميين، فقد بيع بيغاسوس لبولندا وهنغاريا والهند رغم سجل هذه الدول في حقوق الإنسان. ويقول التحقيق إن الولايات المتحدة التي حاولت فحص وشراء التكنولوجيا والحد من وصول الشركة للمزودين الأمريكيين رأت في المنتج كإسرائيل عملة لشراء التأثير وليس فقط أداة حيوية عسكرية.

 

ومع صعود الحرب الإلكترونية التي باتت تتفوق على الطائرات والدبابات، ضخ العسكريون السابقون المال والمساعدات من وحدة 8200 في الشركات الجديدة العاملة في التكنولوجيا. لكن لم يكن أي منها بنجاح "أن أس أو". وكان نجاحها نابعا من أن كل واحد في الشركة هو عنصر سابق بالاستخبارات العسكرية أو غيرها من مؤسسات الاستخبارات. وتلقى معظم أفراد الشركات تدريبا خاصا حيث بدأوا في عام 2011 بتجريب أول نسخة من بيغاسوس.

 

وحاولت الشركة توسيع نشر منتجاتها في الغرب، لكن الكثير من الدول الأوروبية كانت قلقة من شراء منتجات إسرائيلية تبيعها شركة معظم أفرادها هم رجال مخابرات سابقون. ووجدت الشركة طريقة لاختراق الأسواق العالمية من خلال بيع البرنامج للحكومات وليس الشركات الخاصة، حيث تكون عملية بيع منتقاة وبموافقة من وزارة الجيش الإسرائيلية.

 

وكان أول زبون للمنتج هي المكسيك التي استخدمت بيغاسوس في ملاحقة كارتل المخدرات وكذا الصحافيين. ولوحظ تغير في موقف المكسيك في الأمم المتحدة التي قررت حجب صوتها في العديد من القرارات المؤيدة للفلسطينيين.

 

اقرأ أيضا: فضيحة في بولندا سببها برنامج تجسس "إسرائيلي"
 

وأشار التقرير إلى الرئيس البنمي ريكاردو مارتينلي الذي زار إسرائيل عام 2010 واشترى أنظمة التجسس الإلكترونية بعد رفض الولايات المتحدة تزويده بالأنظمة لمكافحة الفساد. وكان ثمن الأنظمة هو الدعم ضد تقرير غلادستون بشأن الحرب على غزة عام 2008- 2009، وصوتت حكومة مارتينلي لصالح إسرائيل عدة مرات. 

 

لكن التحالف الأهم الذي لعب بيغاسوس دورا مباشرا فيه هو بين إسرائيل والدول العربية. وأول مرة سمحت فيها وزارة الجيش ببيع بيغاسوس إلى الإمارات، وكان القرار بمثابة غصن الزيتون، بعد قتل عملاء للموساد قياديا في حركة حماس، محمود المبحوح في دبي عام 2010. ولم يعبر محمد بن زايد عن غضبه من عملية الاغتيال أكثر من غضبه لتنفيذه على التراب الإماراتي. وأمر بقطع العلاقات الأمنية، لكن إسرائيل عرضت عليه عام 2013 شراء بيغاسوس كمحاولة للتهدئة، ووافق بسرعة. ولم تتردد أبو ظبي في استخدامه ضد المعارضين السياسيين وبخاصة أحمد منصور الذي اخترق هاتفه وفصل من عمله وضرب وسرق من حسابه البنكي أربع آلاف دولار.

 

التعليقات (3)
ابن الجبل
السبت، 29-01-2022 08:51 ص
الامارات والبحرين ليسوا اول الخونة او آخرهم ولكن صفاقتهم ليس لها مثيل
الأكوان المتعددة
الجمعة، 28-01-2022 10:24 م
ليس بيغاسوس وحسب بل هناك سلاح خفي فوق حسي لتغطية علئ بيغاسوس وهوا أخطر من السلاح النووي
الصهاينة أعداء البشرية
الجمعة، 28-01-2022 06:53 م
دليل على أن التكنولوجيا لا يجب أن تبقى في يد الصهاينة إذا أردنا الإستقلال و الحرية ،يجب نهج طريق الصين البحث عن بدائل وسائل التواصل و خاصة بديل على محرك البحث Google فهو مدخل كل شر.