سلطت صحيفة "هآرتس"
العبرية، الضوء على الطائرات المسيرة التي يطلقها
حزب الله اللبناني بشكل متكرر بغرض جمع المعلومات وكذلك الطائرات
المسيرة التي تطلقها "
حماس" من قطاع
غزة، مؤكدة أن "ما يحصل في
السماء لا يبقى في السماء".
وأعلن جيش الاحتلال
الإسرائيلي
الجمعة الماضي، عن تمكنه من إسقاط طائرة مسيرة لحزب الله عبرت الحدود باتجاه
الأراضي الفلسطينية المحتلة، و"استخدمت لغايات استخباراتية وجمع معلومات"، وهي بحسب صحيفة
"هآرتس" المسيرة السادسة خلال عام، وسبق أن كشف الاحتلال الثلاثاء
الماضي أيضا، عن إسقاط طائرة مسيرة لحزب الله في جنوب لبنان اخترقت المنطقة
الحدودية.
حرب إلكترونية
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال،
أفيخاي أدرعي، أن "الجيش الإسرائيلي بدأ في الأشهر الأخيرة باعتماد تشكيلة
خاصة، ضد نشاطات حزب الله باستخدام المسيرات، ما ساهم في تعزيز القدرات على رصد
الطائرات المسيرة التابعة للحزب بعد عبورها الحدود باتجاه إسرائيل، وهي خطوة ساهمت
في زيادة عدد الطائرات المسيرة التي يتم إسقاطها".
وأوضحت الصحيفة في تقرير للخبير
الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "الجيش الإسرائيلي لا يعطي أي تفاصيل عن كيفية
إسقاط الحوامات، لكن استنادا للاستخدام العسكري لهذه الحوامات في دول أخرى، فإنه يمكن
التخمين، أنه يعمل عبر اندماج بين حرب إلكترونية ووسائل اعتراض حركية".
ولفتت إلى أن "استخدام الحوامات
لجمع المعلومات وتنفيذ هجمات محددة لأهداف صغيرة، هو أمر سائد الآن في كل ساحات
القتال في المنطقة، وفي الاحتكاك الدائم بين إسرائيل وحزب الله، يستخدمها الأخير
لغرض جمع أهداف تكتيكية، مثل جمع معلومات لغايات عملياتية، إضافة لفحص استعداد
الجيش الإسرائيلي على طول الحدود، وفحص قدرته على الرد بسرعة، وهذه وسيلة بالتأكيد
ستستخدم بشكل أوسه حال اندلعت حرب أخرى في الشمال".
وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، أسقط جيش
الاحتلال حوامة اخترقت الحدود الشمالية، ولكن "بصورة استثنائية بقيت الصور
التي التقطتها الحوامة أثناء طيرانها، والاستخبارات الإسرائيلية وجدت في الصور
التي تم تقديمها لـ"هآرتس" صور من يشغلون تلك الحوامة".
مهمة تجميعية
وقدرت الصحيفة، أن "هؤلاء أشخاص
من الوحدة المرتبطة بـ"قوة الرضوان"، وهي قوة النخبة الهجومية في حزب
الله والمسماة على الاسم الحركي لعماد مغنية، رئيس أركان حزب الله الذي قتل في
عملية اغتيال مشتركة نسبت لإسرائيل والولايات المتحدة في دمشق في شباط/ فبراير
2008".
وزعمت أن "أسماء النشطاء في
وحدة الحوامات معروفة لإسرائيل، وفي الصور من الجو تظهر أيضا انتشار قوات الجيش
الإسرائيلي على الحدود"، منوهة إلى أن "حزب الله قام بقفزة كبيرة في استخدام
الحوامات، وفي السنوات الأخيرة، تم تشخيص تحليق حوامات لحزب الله على طول الحدود
الشمالية كل أسبوع تقريبا، وأحيانا اخترقت لمسافة بضع مئات من الأمتار
جنوبا".
وأشارت إلى أن "الحوامات الآن
بضاعة رائجة، ووسيلة متاحة لكل فرد، ولكن بالنسبة للجيوش أو التنظيمات، فلا مشكلة
في تحويلها لمهمات عسكرية، التي تستكمل النشاطات التي تتم عبر منصات أكبر، الطائرة
بدون طيار، والجيش الإسرائيلي أيضا يدخل الحوامات إلى الاستخدام الواسع في وحداته
القتالية، ويتوقع أن يكون لها مكان أكبر عندما يستكمل برنامج متعدد السنوات
"تنوفاه" (خطة تطوير جيش الاحتلال)".
وأضافت: "بالنسبة لحزب الله،
يستند ضمن أمور أخرى، لنظرية قتال وأساليب تعلمها رجال الرضوان من القتال كتفا إلى
كتف مع مدربين روس وإيرانيين في الحرب المندلعة في سوريا، وفي هذه الحرب، استخدمت الحوامات
لإلقاء عبوات ناسفة وقنابل يدوية من الجو، وتجارب مشابهة أجريت مؤخرا من قبل حماس ضد
قوات الجيش الإسرائيلي على السياج مع قطاع غزة".
ورأت "هآرتس"، أن
"المهمة الأساسية هي تجميعية؛ فبواسطة الحوامات، حزب الله يوثق بصورة أفضل ما
يحدث في الجانب الإسرائيلي، ويحسن نوعية المعلومات العملياتية التي توجد لديه قبيل
التصعيد أو استعدادا لحرب في المستقبل".
عمليات مشتركة
وأفادت بأن ما يطلقون عليها في جيش
الاحتلال "الرائد أ"؛ هي قائدة "منظومة الرقابة الجوية
للفرقة"، وهي "غرفة عمليات تعالج حوامات حزب الله في وحدة الجليل، والتي
تم تدشينها قبل سنة ونصف، وهناك غرفة عمليات مشابهة تعمل أيضا في فرقة غزة".
وذكرت "أ" أن
"استخدام الأعداء الواسع للحوامات تم تشخيصه في 2014، وفي حينه بدأت بلورة
الرد العملياتي على هذا الفضاء الذي يسمى باللغة العسكرية المفهوم الضبابي (ارتفاع قريب من الأرض)، وفي غرفة العمليات المشتركة يجلس معا رجال
رقابة جوية ورجال استخبارات ورصد".
ونبهت إلى أن "التركيز على
الحوامات، وحسن القدرة على متابعتها وتحليل نشاطها، وفي النهاية احتمالية إسقاطها،
وتعليمات الاعتراض، يحددها سلاح الجو، وسلسلة القيادة أثناء حادثة تنتهي لدى قائد
الفرقة، ولكن فعليا يعطى اعتبار عملياتي واسع جدا للمعترضين أنفسهم، لأن القرار
يجب أن يتخذ في فترة قصيرة نسبيا".
بالتزامن مع اختراق الطائرات المسيرة
والحوامات التابعة لحركة حماس وحزب الله للأجواء التي يسيطر عليها الاحتلال، يواصل جيش
الاحتلال "عمليا طوال سنين اختراق سيادة لبنان بواسطة طلعات تصوير لجمع معلومات،
والجيش يفعل ذلك أيضا، عندما يطلق الصواريخ من المجال الجوي اللبناني باتجاه قواعد
عسكرية ومواقع إنتاج وقوافل لتهريب السلاح داخل سوريا".
وجدير بالذكر، أن الطائرات بلا طيار
الإسرائيلية على أنواعها، تكاد لا تفارق أجواء قطاع غزة المحاصر من 16 عاما، وهي
تحلق بشكل كثيف وعلى مسافات قريبة في كافة الأوقات والمناطق، وربما كانت إحدى أبز
مهامها، هي محاولة الاحتلال معرفة طرف خيط يؤدي إلى كشفه الأماكن السرية التي يتم
فيها أسر جنوده الأربعة في القطاع محدود المساحة.