هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت مصر، الأحد، عن زيادة المعروض النقدي 17.2 بالمئة على أساس سنوي في أيلول/ سبتمبر بالتزامن مع إعلان وزارة المالية السعودية أن المملكة أودعت ثلاثة مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري، ومددت ودائع سابقة حجمها 2.3 مليار دولار.
وقال البنك المركزي المصري، الأحد، إن المعروض النقدي (ن2) في مصر زاد 17.2 بالمئة على أساس سنوي في أيلول/ سبتمبر. وبلغ المعروض النقدي 5.58 تريليون جنيه مصري (356.32 مليار دولار) في سبتمبر أيلول، مقارنة مع 4.76 تريليون جنيه خلال الشهر ذاته قبل عام.
والتساؤلات التي تطرح نفسها: ماذا تعني زيادة المعروض النقدي؟ وما هي دلالاته الاقتصادية؟ وهل هذه الزيادة لها علاقة بالوديعة السعودية الجديدة؟ ولماذا الإعلان عن الوديعة جاء من الطرف السعودي وليس المصري؟
يقول الخبير الاقتصادي، عبد الحافظ الصاوي، إن الزيادة في المعروض النقدي تعبر عن أكثر من متغير إما عن طريق الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي، أو عن طريق اتفاقيات نقدية من الخارج.
وأوضح الصاوي في حديث خاص لـ"عربي21"، أن العبرة تكون في كيفية استخدام وتوظيف المعروض النقدي، فلو تم توظيف هذا المعروض في الاستثمار ودعم معدلات الإنتاج فسيكون تأثيره إيجابيا على الاقتصاد، أما إذا تم استخدامه في المضاربات بالبورصة أو الاستهلاك فسيكون له تداعيات سلبية منها زيادة معدلات التضخم".
وحول تزامن زيادة المعروض النقدي مع الإعلان عن وديعة سعودية جديدة في البنك المركزي المصري، قال الصاوي: "البنك المركزي قد يقوم بطبع نقود مقابل الودائع الأجنبية".
اقرأ أيضا: مصر تعلن حجم المعروض النقدي تزامنا مع وديعة سعودية جديدة
والأحد، أعلنت وزارة المالية السعودية أن المملكة أودعت ثلاثة مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري، ومددت ودائع سابقة حجمها 2.3 مليار دولار.
وقالت الوزارة في بيان: "المملكة قدمت مؤخرا وديعة بقيمة 3 مليارات دولار للبنك المركزي المصري، بالإضافة إلى تمديد الودائع السابقة بمبلغ 2.3 مليار دولار".
وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن السعودية لديها ودائع طويلة الأجل لدى البنك بلغت حتى نهاية مارس آذار 5.5 مليار دولار.
ويشير البيان السعودي على ما يبدو إلى عدم حدوث تغيير يذكر في إجمالي الودائع السعودية منذ ذلك الحين.
وقال البيان السعودي إن السعودية أودعت أيضا ثلاثة مليارات دولار في البنك المركزي الباكستاني مع تقديم 1.2 مليار دولار لتمويل التجارة لدعم ميزان المدفوعات لباكستان.
وأضاف البيان أن المملكة "تعد من الدول الرئيسة التي دعمت الاحتياطيات الأجنبية للدول المحتاجة خلال الجائحة".
من جهته، استبعد الخبير الاقتصادي أحمد ذكر الله وجود ربط بين زيادة المعروض النقدي في مصر والوديعة السعودية، لافتا إلى أن المعروض النقدي المحلي بينما الوديعة بالنقد الأجنبي.
وقال ذكر الله في حديث خاص لـ"عربي21"، إن زيادة المعروض النقدي له دلالات كثيرة، فإما أن يكون مؤشرا على زيادة طباعة النقود أو زيادة الودائع بالبنك المركزي، لافتا إلى أن الزيادة الجديدة المعلن عنها اليوم من قبل البنك المركزي تعد زيادة طبيعية خاصة أن زيادة ودائع البنك المركزي تزداد بزيادة سعر الفائدة، وسعر الفائدة ليس بالقليل في مصر.