هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتصاعد التوتر بين باكو وطهران، بالتزامن مع تدريبات إيرانية على الحدود الأذرية، ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا التصعيد.
واستبعد الخبير التركي كورشات زورلو، في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، أن يتفاقم هذا التصعيد بين البلدين بشن هجوم إيراني على أذربيجان.
وأضاف، أنه على الجبهة الإيرانية، يتم الإدلاء بتصريحات استفزازية ضد أذربيجان، وفي يوم الجمعة تجري طهران مناورة عسكرية في شمال غرب البلاد على الحدود مع أذربيجان حيث تشارك المدرعات والمدفعية الإيرانية والطائرات المسيرة والمروحيات في التدريبات.
مناورات إيرانية تجرى لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي
ولفت إلى أنه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، لأول مرة تجري إيران مناورات بالقرب من الحدود الأذرية، مشددة على أن هذا التوتر بين البلدين له تأثيراته بالنسبة لتركيا.
وتابع، بأنه ليس مصادفة أن تأتي هذه المناورات الإيرانية، بعد تدريبات عسكرية مماثلة لتركيا وباكستان وأذربيجان في باكو في 12 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأشار إلى أنه في أذربيجان تبرز ثلاث قوى عسكرية، وهي إسرائيل وروسيا وتركيا، لافتة إلى أن الإنفاق العسكري الأذري منذ عام 2009، بلغ 20 مليار دولار، كما أن عام 2019 وحده شهد 13 مناورة عسكرية بين أنقرة وباكو.. وعندما نأخذ بعين الاعتبار تكنولوجيا الطائرات المسيرة المسلحة فنرى أن أذربيجان نقلت قلقها وأهدافها بشأن الأمن إلى مستوى مستدام.
اقرأ أيضا: مناورات لإيران على حدود أذربيجان وإشارة لنشاط إسرائيلي
الهيمنة الإيرانية في قره باغ
وأضاف، أن هناك تطورين هامين ساهما في زيادة التوتر بين البلدين، أحدهما أن أذربيجان أوقفت بعض الشاحنات الإيرانية، ولم تسمح لها بنقل الوقود إلى قره باغ، واحتجزت اثنين من سائقي الشاحنات.
وأوضح أن إيران واصلت تقديم الدعم لتلك المناطق التي لم يتم التوصل لحل بشأنها في قره باغ، وما زالت تحت سيطرة أرمينيا، ويعد ذلك موردا مهما بالنسبة ليريفان وتلك المناطق.
وزاد، بأنه بعد انتهاء الحرب لصالح أذربيجان التي أعادت أجزاء من قره باغ، فإن بعض المشاريع وفرص الاستثمار فقدت قيمتها على الحدود الإيرانية الأرمينية.
ورأى أن إيران لا تريد ممر ناختشيفان في الاتفاق المبرم بين أذربيجان وأرمينيا برعاية روسية، خوفا من أنها ستفقد مساحتها المهيمنة في الميدان.
يشار إلى أن الاتفاق يتضمن ممرا بريا يربط أذربيجان بإقليم ناختشيفان، ما يعني ارتباط أذربيجان مع تركيا بريا لأول مرة.
وبالنسبة للمناورات، فإن الرئيس الأذري إلهام علييف، قال إنه يمكن لأي دولة إجراء مناوراتها العسكرية على أراضيها، وهو حقهم، "ولكن لماذا الآن؟ ولماذا على الحدود مع أذربيجان؟".
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال إن إجراء أي دولة مناورات عسكرية على أراضيها هو جزء من سيادتها الوطنية.
وفي إشارة إلى وجود إسرائيلي على حدود إيران، قال أمير عبد اللهيان للسفير الأذري الجديد؛ إن "إيران لا تتسامح إزاء نشاط النظام الصهيوني ضد أمنها القومي، وستتخذ كل ما يلزم من إجراءات".
وأشار الكاتب التركي إلى أن طهران بهذه التصريحات، تعرب عن انزعاجها من العلاقات الأذرية الإسرائيلية.
ولفت إلى تصريحات قائد القوات البرية الإيرانية، كيومرث حيدري، والتي زعم فيها أن أذربيجان جلبت عناصر من تنظيم الدولة خلال الحرب في قره باغ العام الماضي، وأنهم قلقون بهذا الشأن، مطالبا بمغادرتهم المنطقة.
اقرأ أيضا: "إسرائيل" تزعم مقتل جنود إيرانيين قرب أذربيجان.. وطهران ترد
وشدد الكاتب التركي، على أن هذه المزاعم ليست سوى كذبة أرمنية إيرانية بهدف جلب التدخل الدولي في حرب قره باغ في ذلك الوقت، مشيرا إلى أن إيران مرة أخرى تسعى للضغط على أذربيجان بهذه الطريقة، وحتى تركيا.
وأشار إلى أن إيران لن تجرؤ على استهداف أذربيجان علنا، وهو أمر غير واقعي، ويتعارض مع المصالح الإيرانية، لافتا إلى أنها تعلم بأنها لن تجد باكو وحدها أمامها.
ولفت إلى أن أذربيجان وتركيا، ستنفذان مناورة عسكرية ما بين 5 و8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تحت مسمى "الأخوة الراسخة-2021"، بالتزامن مع المناورات الإيرانية على خط الحدود.
ونوه الكاتب إلى أمر مهم، وهو أن المنطقة الجنوبية لأذربيجان يعيش فيها الأتراك بكثافة، وهم يلعبون دورا أساسيا في مفاتيح العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.
يشار إلى أنه بعد أيام من إعلان اتفاق قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، خرجت أصوات إيرانية تطالب بعدم الاعتراف بالممر بين ناختشيفان وأذربيجان.