أعلنت وزارة
الخارجية التركية، الأربعاء، أن الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية بين
القاهرة وأنقرة، أكدت رغبة البلدين في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش، وتطبيع
العلاقات، وتناولت وجهات نظر البلدين في عدد من الملفات أبرزها ليبيا، وسوريا،
وفلسطين.
وأضافت
الوزارة، في بيان، أن الجولة الثانية من المحادثات عقدت في أنقرة الثلاثاء
والأربعاء، برئاسة السفير سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، ونظيره
المصري
حمدي لوزا.
وأوضحت أن
"اللقاءات تناولت القضايا الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية، بما في ذلك
التطورات في ليبيا وسوريا وفلسطين ومنطقة شرق البحر المتوسط".
وتابعت:
"أكد الجانبان رغبتهما في اتخاذ مزيد من الخطوات من أجل إحراز تقدم في
القضايا التي تمت مناقشتها، وتطبيع العلاقات بين البلدين، واتفقا على مواصلة
المشاورات".
من جانبها،
قالت وزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، إن الجولة الثانية صدر عنها بيان مشترك
أفاد بأن الوفدين تناولا "قضايا ثنائية، وعددا من الموضوعات الإقليمية، مثل
الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وشرق المتوسط".
ووفق البيان
المشترك، "اتفق الطرفان على مواصلة تلك المشاورات والتأكيد على رغبتهما في
تحقيق تقدم بالموضوعات محل النقاش، والحاجة لاتخاذ خطوات إضافية لتيسير تطبيع
العلاقات بين الجانبين".
وقال وزير
الخارجية المصري
سامح شكري، في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" الأمريكية،
الأربعاء، إن بلاده حريصة على إيجاد صيغة لاستعادة العلاقات الطبيعية مع
تركيا.
وفي 5 و6
مايو/ أيار الماضي، عقدت الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين في
القاهرة، بناء على دعوة من الجانب المصري، وفي ختامها صدر بيان مشترك وصف
المحادثات بـ"الصريحة والمعمقة".
في السياق ذاته،
أفاد خبراء أتراك ومصريون، أن عوامل عديدة أبرزها التحالفات الجديدة في الشرق
الأوسط، واحتياطات الغاز المكتشفة في شرق المتوسط، وتغير الإدارة في الولايات
المتحدة الأمريكية، ساهمت في بدء الحراك الدبلوماسي بين تركيا ومصر.
الصحفي التركي
مصطفى أوزجان قال إن العلاقات التركية المصرية شهدت قطيعة استمرت لمدة، وكلا
الطرفين أبديا إرادة للتغلب على هذه القطيعة وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
وأضاف أن
"التطورات في المنطقة هي نتيجة تدخلات أطراف ثالثة معنية بكل من تركيا ومصر، ومن
الطبيعي أن أي تعاون بين البلدين لا يمكن تفعيله، يضر بمصالح الشعبين التركي
والمصري".
من جانبها،
قالت الصحفية المصرية صالحة علام، إن أنقرة والقاهرة بحاجة إلى بعضهما البعض في
بعض القضايا الإقليمية.
وأشارت إلى أن
القاهرة وأنقرة تدركان جيدا أهمية تطبيع العلاقات، وأن التقارب بينهما يصب في
مصلحة البلدين.
وأوضحت علام أن السياسيين في البلدين يولون أهمية لإزالة العقبات التي تعترض تحسين
العلاقات.
وتابعت قائلة:
"هناك خلافات عميقة الجذور حول بعض القضايا، لكن التطورات على الساحتين
الإقليمية والدولية عجلت بتحسن العلاقات بين تركيا ومصر".
بدوره قال
خبير العلاقات الدولية المصري محمد زواوي، العامل في الهيئة التدريسية بجامعة
صقاريا التركية، إن التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط أثرت على العلاقات التركية
المصرية.
وأشار زواوي
إلى وجود خلافات بين الإمارات والسعودية، وأن إدارة أبو ظبي بدأت تقترب من إسرائيل
في بعض القضايا مبينا أن هذا التغير السريع سيقرب تركيا ومصر أكثر.