سياسة تركية

"حرب رئاسة" بين إمام أوغلو وزعيم حزبه.. وتوقع انتخابات مبكرة

المعارضة التركية لم تحسم بعد مرشحها لمنافسة أردوغان- صحيفة جمهورييت
المعارضة التركية لم تحسم بعد مرشحها لمنافسة أردوغان- صحيفة جمهورييت

يسود التوتر داخل تحالف المعارضة، بشأن مرشحها لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان، ما يهدد إمكانية التوافق فيما بين أقطابها.

ورغم تلميحات من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ومقربين له بأنه سيكون مرشح الرئاسة لتحالف المعارضة، إلا أن التحالف لم يؤكد التوافق بهذا الشأن في الوقت الذي أعلن فيه مبكرا تحالف الجمهور بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، أن مرشحهم هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتتهدد مسألة الانتخابات حزبي الشعب الجمهوري، والجيد، وسط استقالات يشهدها الحزبان، وتشكيل أحزاب جديدة من شخصيات انفصلت عنها لأسباب عدة.

 

هل تعقد الانتخابات في نوفمبر 2022؟.. تحالف الجمهور متقدم

الكاتبة التركية، سيفلاي يلمان، ذكرت في مقال على صحيفة "خبر ترك" أن هناك توقعات بأن يتم إجراء انتخابات مبكرة في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، لافتة إلى أن حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول إنجازات حزب العدالة والتنمية في الحكم يعطي انطباع بأنه بدأ الحملة الانتخابية.

وذكرت أن شخصيات تفكر في أن تصبح أعضاء في البرلمان قد بدأت بالفعل العمل الميداني، لكي تكون أسماؤها على جدول أعمال صناع القرار.

 

اقرأ أيضا: كليتشدار أوغلو يسعى لتحييد إمام أوغلو من سباق رئاسة تركيا

ورأت أن تحالف الجمهور في طريقه فعلا إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وهو متقدم في السباق أمام تحالف المعارضة الذي لم يحسم مرشحه بعد ولا يوجد إجماع بهذا الشأن.

وأضافت أن هناك جدلا كبيرا وخطيرا حول ترشح كليتشدار أوغلو، وفي الدوائر المغلقة هناك تأكيدات داخل الحزب بأنه سيكون المرشح، وهذا الأمر غير مريح بالنسبة للشركاء الآخرين في تحالف المعارضة.

 

ميرال أكشنار تحت الاختبار

وذكرت يلمان أن زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، الشريك في التحالف متحمسة أيضا للترشح لمنصب الرئيس، فيما تؤكد شحصيات مقربة منها أنها تشعر بالانزعاج من الحملات المتعلقة بزعيم حزب الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو.

وأشارت إلى أن هناك قضية أخرى تزعج أكشنار، وهي أن قسما من حزب الشعب الجمهوري يرى أن لديها ماضيا مضطربا مع الأكراد الذين لن يمنحوها أي صوت.

وأوضحت أن أكشنار التي كانت وزيرة الداخلية سابقا، كانت المسؤولة عن السياسات التي نفذت في الجنوب الشرقي، لكنها تسعى منذ فترة للتغلب على عدم ثقة الأكراد بها، وهذا غير كاف.

 

حرب رئاسة بين إمام أوغلو وكليتشدار أوغلو

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، ذكر في مقال في صحيفة "حرييت"، أن "حرب رئاسة" تجري بين رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وزعيم حزبه.

وأوضح سيلفي، أن إمام أوغلو مصمم على الترشح للرئاسة ويرى في ذلك أنه حق طبيعي له.

وأشار إلى أنه بعد 25 عاما تمكن حزب الشعب الجمهوري من تحقيق انتصار واحد وهو الحصول على بلدية إسطنبول الكبرى والتي تكتسب أهمية رمزية بخلاف البلديات الأخرى.

وأضاف أن أكرم إمام أوغلو يعتقد كشخص حقق النجاح الوحيد لحزب الشعب الجمهوري، أن الترشح للرئاسة هو حقه الطبيعي، ويرى ذلك منذ ليلة 23 حزيران/ يونيو (فوزه برئاسة بلدية إسطنبول).

ورغم كافة العراقيل التي يضعها كليتشدار أوغلو أمامه، إلا أنه لا يفكر في التراجع خطوة إلى الوراء.

كليتشدار أوغلو قال في تصريحات سابقة، إنه يجب أن يكون مرشح تحالف الأمة شخصا منضبطا وحكيما حتى لا تفسد الصلاحيات الهائلة التي تمنحها الرئاسة، ومستعدا لتسليم سلطته إلى البرلمان ورئيس الوزراء (في إشارة إلى العودة إلى النظام البرلماني).

 

هجوم مبطن من كليتشدار أوغلو على إمام أوغلو

وأشار سيلفي إلى أن الصفات التي عددها كليتشدار أوغلو حول مرشح المعارضة للرئاسة تحمل معنيين، أولها أنه يريد امتداح نفسه بأنه الشخص الأكثر اتضباطا وسيعمل على الانتقال للنظام البرلماني، أما المعنى الآخر فهي رسالة بشأن إمام أوغلو.

وأوضح الكاتب التركي، أن كليتشدار أوغلو أراد القول إنه إذا تم انتخاب إمام أوغلو فإنه لن يقبل الانتقال إلى النظام البرلماني، وسيحكم البلاد كرئيس قوي لمدة خمس سنوات.

ولفت إلى تصريحات لزعيم حزب الشعب الجمهوري، قال فيها: "يمنح الرئيس صلاحيات كبيرة بحيث أنه إذا لم يتمكن من التحكم بنفسه ومشاعره، فإنه سيقول أريد أن أبقى في منصبي وسيفتح الأبواب أمام كارثة كبيرة" في رسالة مبطنة يقصد بها بالتحديد إمام أوغلو.

وبعد هذه الجملة، أكد كليتشدار أوغلو أنه يجب أن يستمر إمام أوغلو ويافاش في ولاية ثانية في رئاسة بلدية إسطنبول وأنقرة، في إشارة إلى أنهما إذا ترشحا فإنهما سيتركان البلديات لحزب العدالة والتنمية.

 

إمام أوغلو يرى أن له الحق بالترشح للرئاسة.. لماذا؟

ورأى الكاتب التركي، أن إمام أوغلو لن يترك مسألة الترشح للرئاسة بسهولة، ولن يكون لقمة سائغة، ويتبع استراتيجية من شقين، أولها أن يكون مرشحا للرئاسة، والثانية الوصول لزعامة حزب الشعب الجمهوري بدلا من كليتشدار أوغلو.

وأوضح أن إمام أوغلو لديه الخبرة للانتباه لتحركات كليتشدار أوغلو والمناورات التي تهدف لقطع الطريق أمامه، فهو من ناحية يقوم بتوسيع تحالفاته، ومن ناحية أخرى يحاول الحفظ على الدعم الشعبي له.

وأكد أن إمام أوغلو يتجنب الدخول في معركة مفتوحة مع كليتشدار أوغلو، ويدرك جيدا أن زعيم حزبه لن يكون منافسا قويا لأردوغان إذا أصبح مرشحا مشتركا لتحالف المعارضة، وأنه يرى نفسه الأكثر حظا.

 

وأضاف أن إمام أوغلو يحاول الحفاظ على علاقة دافئة مع حزبي الجيد، والشعوب الديمقراطي الذي دعمه في انتخابات بلدية إسطنبول، كما أنه اتخذ إجراءات لضمان الحفاظ على دعم العلويين له الذين ينشطون داخل حزب الشعب الجمهوري.

 

الكاتب التركي محمود أوفور، قال في مقال في صحيفة "صباح"، إن حزب الشعب الجمهوري يشهد أزمة كبيرة، فيما يعتقد كليتشدار أوغلو بأنه إذا كانت هناك انتخابات غدا، فسيكون في السلطة بدعم من "أصدقائه الداخليين والخارجيين".

 

وأشار إلى أن كليتشدار أوغلو، ناهيك عن "الأكاذيب" التي يطلقها، فإنه يتصرف في بعض الأحيان كأنه غاندي، وفي الأخرى كـ تشي جيفارا، ويتظاهر بأنه مثالي، لكنه تسبب في طرد "الأتاتوركيين" من حزبه.

 

وتابع الكاتب، بأن الفوضوية أصبحت تعم داخل حزب الشعب الجمهوري، أكثر من أي وقت مضى في تاريخ تأسيسه، وصار يتألف من شخصيات لا تثق ببعضها، وتسمي بعضها البعض بـ"الانفصاليين" و"العصابات" ولا تتوحد إلا في اتجاه واحد وهو "العداء لأردوغان".

 

اقرأ أيضا: انقسام يهدد "الشعب الجمهوري" بتركيا.. والكماليون غاضبون
 

صراع كبير داخل حزب الشعب الجمهوري

 

وأضاف أن المعركة داخل "الشعب الجمهوري" معقدة للغاية، وقد تنفجر في أي لحظة، لافتا إلى استقالات شهدتها أفرع إدارات الحزب في محافظة إسطنبول، لافتا إلى أن ذلك يأتي ضمن الصراع على السلطة داخل الحزب وتهيئة لحقبة ما بعد كليتشدار أوغلو.

 

وأوضح أن الجهات الفاعلة داخل حزب الشعب الجمهوري أشهرت سيوفها استعدادا لمرحلة ما بعد كليتشدار أوغلو، وأبرز هؤلاء هم إمام أوغلو وجنان كافتانجي أوغلو.

 

وذكر أن كليتشدار أوغلو في ظل احتدام الصراعات داخل الحزب، شكل فريقا خاصا به، وأعطى تعليمات، لدراسة ما يجري في إسطنبول.

 

ولفت إلى أن كليتشدار أوغلو، يقود حزبه بمنهجية "الرجل الواحد"، بإلغاء الانتخابات الأولية، ويتصرف كأنه "رسول الديمقراطية".

 

التعليقات (0)