صحافة دولية

أوبورن: مساعدات جُمعت ببريطانيا لغزة لا تزال محتجزة بمصر

قال أوبورن إن "حكومة بريطانيا صدت مناشدة للمساعدة تحاول إرسال مساعدات إنسانية طارئة إلى غزة"- الأناضول
قال أوبورن إن "حكومة بريطانيا صدت مناشدة للمساعدة تحاول إرسال مساعدات إنسانية طارئة إلى غزة"- الأناضول

قال الكاتب البريطاني بيتر أوبورن، إن حكومة المملكة المتحدة تترك المساعدات التي جمعت في بريطانيا لغزة معلقة، موضحا أن "ما قيمته ملايين الجنيهات من المساعدات التي جمعت في رمضان، ما زالت محتجزة في مصر، بينما تقول بريطانيا للجمعية الخيرية المعنية إنها لن تقدم مساعدة لإدخالها".


وأضاف أوبورن في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، وترجمته "عربي21" أن "الحكومة البريطانية صدت مناشدة للمساعدة، توجهت بها إليها منظمة مسلمة بريطانية، تحاول إرسال مساعدات إنسانية طارئة إلى غزة".


وتاليا نص المقال كاملا


صدت الحكومة البريطانية مناشدة للمساعدة توجهت بها إليها منظمة مسلمة بريطانية تحاول إرسال مساعدات إنسانية طارئة إلى غزة.

في الشهر الماضي رفضت وزارة الخارجية طلباً من جمعية خيرية اسمها "أميال من الابتسامات" للحصول على مساعدة دبلوماسية في إرسال قافلة مساعدات إلى المناطق الفلسطينية بعد الدمار الذي أحدثته حرب الأيام التسعة في شهر مايو / أيار. ما زالت القافلة تنتظر إذناً من مصر بالسماح لها بالعبور إلى غزة المجاورة.

تشتمل المساعدات على معدات طبية للمستشفيات، وسيارات إسعاف، وكراسي للمقعدين، ومواد غذائية ومياها عذبة – وكلها تكاد تكون مفقودة داخل القطاع المحاصر.

 

اقرأ أيضا: جدعون ليفي: قتل الفلسطينيين بالضفة يقابل بصمت إسرائيلي


وكانت دفعة من المساعدات قد حصلت في التاسع عشر من يوليو / تموز على إذن من السلطات المصرية يسمح بإدخالها إلى غزة من خلال معبر رفح.

ولكن ما زالت سيارات الإسعاف والمعدات الأخرى بما في ذلك كراسي المقعدين تنتظر السماح لها بالعبور، وتأبى الحكومة البريطانية المساعدة في ذلك.

في تصريح لموقع ميدل إيست آي، قالت جمعية "أميال من الابتسامات" إنها كتبت لقسم الخدمات القنصلية التابع لوزارة الخارجية البريطانية، في سفارة بريطانيا بالقاهرة، تطلب منه "استخدام أفضل ما لديه من آليات للمساعدة في التفاوض" مع السلطات المصرية للسماح للمساعدات وللمندوبين البريطانيين بالانتقال إلى غزة.

ترغب الجمعية الخيرية في إرسال المساعدات من خلال معبر رفح الحدودي برفقة مندوبين يمثلون المتبرعين من داخل المجتمع المسلم في بريطانيا.

وتقول الجمعية إن طلبها قوبل في السادس والعشرين من يوليو، بعد ستة أسابيع من تاريخ التقدم به، برد سلبي كان عبارة عن "قص ولصق" لم يتجاوز إعادة التأكيد على النصيحة الرسمية التي تقدم للمسافرين.

وقال مكتب الخدمات الدبلوماسية بوزارة الخارجية البريطانية لجمعية أميال من الابتسامات: "إن الدخول إلى المناطق الفلسطينية المحتلة بما في ذلك إلى غزة عبر البحر تتحكم به السلطات الإسرائيلية" و"لا يمكن لمكتب الخدمات الدبلوماسية بوزارة الخارجية مساندة الأفراد الذين يتقدمون بطلب تصريح للدخول إلى غزة أو لمغادرتها."

وأضاف: "من غير المحتمل أن يتم قبول الطلبات التي تقدم من داخل مصر على عجل لإدخال المساعدات الإنسانية."

وصف الدكتور عصام مصطفى، منسق أميال من الابتسامات، رد المكتب الدبلوماسي في وزارة الخارجية بأنه "مقلق"، مشيراً إلى أن بريطانيا "لديها تاريخ ثري في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للمناطق المحتلة".

 

اقرأ أيضا: العمادي يعلن التوصل لاتفاق حول آلية صرف منحة قطر بغزة

وأضاف: "إنها لخيبة أمل كبيرة أن تتقاعس الحكومة البريطانية عن تقديم المساعدة القنصلية للمساعي المشروعة التي تقوم بها منظمات غير حكومية مقرها بريطانيا لإيصال المساعدات إلى الناس في غزة في هذا الوقت الذي هم في أمس الحاجة إلى المساعدة."

وقال: "يجب على الحكومة أن تسأل نفسها ما هي الرسالة التي سوف توجهها إلى الآلاف المؤلفة من المسلمين في بريطانيا الذين قدموا تضحيات كبيرة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان للتبرع بما يقدر بأربعين مليون جنيه إسترليني مخصصة لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين؟".

في المقابل، يعتقد بأن بعثة مساعدات ماليزية دخلت إلى قطاع غزة عبر مصر في يونيو إنما تمكنت من فعل ذلك بمساندة من الحكومة الماليزية.

وكان الهجوم على غزة قد حصل أثناء شهر رمضان، وهو تقليدياً موسم إقبال المسلمين على تقديم التبرعات والصدقات.

ما يقرب من مائة مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 137 مليون دولار أمريكي) يقدمها مسلمو بريطانيا للقضايا الإنسانية والمشاريع الخيرية كل عام في رمضان. وهذا العام، يقال إن ما يقرب من 30 بالمائة من جميع التبرعات خصصت لغزة، أي ما قيمته تقريباً 55 مليون دولار أمريكي.

بعد توقف القتال مباشرة، أصدرت الأمم المتحدة طلباً دولياً للمساعدة الطارئة لغزة، طالبة ما قيمته 95 مليون دولار أمريكي، بالكاد تم جمع نصفها.

في شهر مايو / أيار، أعلنت بريطانيا أنها ستقدم بادئ ذي بدء 3.2 ملايين جنيه إسترليني (ما يعادل 4.38 ملايين دولار أمريكي) كمساعدة ضمن المناشدة الطارئة التي وجهتها وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تركيزاً على الاحتياجات الملحة للمتضررين الفلسطينيين داخل قطاع غزة.

إهمال استراتيجي

ما فتئت الحكومة البريطانية تتهم بممارسة نمط منتظم من إهمال قضايا المسلمين. ولقد حذر آندي سلوتر، عضو البرلمان عن حزب العمال المعارض، من أن هذا السلوك الأخير بدا منسجماً مع ذلك النمط.

وقال في تصريح لموقع ميدل إيست آي: "لم تتخذ الحكومة البريطانية إجراءً فعالاً لضبط سلوك القوات الإسرائيلية والحيلولة دون شن الهجوم الوحشي الأخير على غزة. وها هم الآن يزيدون الطين بلة من خلال القسوة المتمثلة بتجاهل جهود المجتمعات المسلمة في بريطانيا لإرسال مساعدات حيوية إلى أولئك الذين يلقون العنت والمعاناة."

وأضاف: "لم تكتف حكومة جونسون بتقليص المساعدة التنموية، بل يبدو أنها تجاوزت ذلك لقطع الطريق على من يرغبون في المساهمة بتقديم المساعدة."

وكان رئيس الوزراء بوريس جونسون قد أثار استياء الكثيرين بسبب امتناعه عن التنديد بأفعال إسرائيل أثناء حرب مايو / أيار ومن خلال تأييد حكومته الصريح للقصف الإسرائيلي. ولا أدل على ذلك من أن وزير الشرق الأوسط جيمز كلفرلي أخبر نواب البرلمان بأن أفعال الحكومة الإسرائيلية كانت "متناسبة".

اندلع الاقتتال في شهر مايو / أيار بسبب سلسلة من التحركات الإسرائيلية الاستفزازية في القدس فاقمت من التوترات عبر إسرائيل وفلسطين، بما في ذلك محاولات طرد العائلات من حي الشيخ جراح والمداهمات المتكررة للمسجد الأقصى والتي كانت تفضي إلى جرح المئات من المصلين.

ردت على ذلك حركة حماس بإطلاق وجبات من الصواريخ باتجاه القدس مما دفع إسرائيل إلى شن حملة قصف استمرت أحد عشر يوماً على قطاع غزة.

قتل القصف الإسرائيلي 248 فلسطينياً، بما في ذلك 66 طفلاً. وقتلت الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس 13 شخصاً في إسرائيل، بما في ذلك طفلان.

دعم ضخم

بدأ الهجوم الجوي على غزة في العاشر من مايو / أيار بمجرد أن دخل الأسبوع الأخير من شهر رمضان.

ومع تكثف الحرب، وجهت حملات جمع التبرعات التي كانت تتم عبر شبكات تلفزيونية مسلمة في بريطانيا اهتمامها نحو فلسطين وركزت على إغاثة قطاع غزة.

وكان التعاطف شديداً لدرجة أن العديد من هذه القنوات سجلت جمع تبرعات تزيد عن مليون جنيه إسترليني في ليلة واحدة فقط – ورافق ذلك تعهد من قبل المتبرعين ببيع مجوهراتهم وأثاث بيوتهم لجمع المال من أجل المساعدة.

تقول السلطات في غزة، والتي تهيمن عليها حركة حماس، إن 2200 بيت دمرها القصف الإسرائيلي، وأن تكلفة إعادة الإعمار تقدر بما يقرب من 500 مليون دولار. كما تم تدمير شبكات الصرف والعديد من المستشفيات والمدارس والعيادات.

في تصريح لموقع ميدل إيست آي، قال ناطق باسم مكتب الخدمات الدبلوماسية في وزارة الخارجية البريطانية: "لم تزل المملكة المتحدة قلقة جداً على الوضع الإنساني الحالي في غزة، والذي فاقم منه الاقتتال الأخير. تقوم بريطانيا بتقديم مساعدات إغاثية للاجئين الفلسطينيين في غزة وفي مختلف أرجاء المنطقة. كما قمنا مؤخراً بتقديم تمويل إضافي لحملة الإغاثة الطارئة التي تنظمها وكالة غوث اللاجئين لمساعدتها على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الطبية والمياه النظيفة."

طالب فادي عيتاني، المسؤول التنفيذي الأول في منتدى الجمعيات الخيرية المسلمة، بالسماح لكافة العاملين في الإغاثة بالدخول إلى غزة.

وقال في تصريح لموقع ميدل إيست آي: "إن الوضع الإنساني في غزة صعب جداً ويتطلب اهتماماً عاجلاً من قبل المجتمع الدولي كما يتطلب في نفس الوقت مساندة وتيسيراً لدخول جميع العاملين في المؤسسات الإغاثية حتى يتمكنوا من تخفيف معاناة السكان المدنيين".

 

التعليقات (0)