صحافة تركية

الكشف عن كواليس إجلاء مسؤولين أفغان إلى تركيا

تركيا تمكنت من إجلاء عدد من المسؤولين بينهم وزير الخارجية الأفغاني- الأناضول
تركيا تمكنت من إجلاء عدد من المسؤولين بينهم وزير الخارجية الأفغاني- الأناضول

كشفت وسائل إعلام تركية، تفاصيل تهريب السلطات التركية لمسؤولين حكوميين أفغان إلى تركيا خشية استهدافهم من حركة طالبان.

 

وأوضحت صحيفة "حرييت"، أن المسؤولين الأفغان الذين تمكنت السلطات من نقلهم إلى تركيا بواسطة طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، هم مسؤولون حكوميون وشخصيات وزارية سابقة وأعضاء بالبرلمان.

 

تأمين الشخصيات الأفغانية في المطار العسكري 

 

وذكرت أن عملية الإجلاء للمسؤولين الحكوميين المقربين للسلطات التركية، تمت بالتنسيق بين السفارة التركية في كابول وأنقرة، قبل سقوط العاصمة الأفغانية بيد حركة طالبان.

 

وأشارت إلى أن طائرة الرحلة "TK707" التابعة للخطوط الجوية التركية كانت تنتظر في مطار كابول الدولي، وقامت السفارة التركية في العاصمة الأفغانية بإجراء اتصالات بالمواطنين الأتراك والمسؤولين الأفغان وأبلغتهم ببدء عملية الإجلاء.

 

وكان كبار الشخصيات الأفغانية يحاولون الوصول إلى مطار كابول، تاركين منازلهم وسياراتهم، وحياتهم خلفهم، وقد كان طريق المطار مزدحما للغاية حيث كان آلاف الأفغان يتوافدون إلى المطار مع بدء دخول طالبان للعاصمة.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يرحب بتصريحات طالبان "المعتدلة".. ماذا عن مطار كابول؟
 

وكانت الوجهة الأولى التي سعت الشخصيات الأفغانية والمواطنون الأتراك للوصول إليها هي الوحدات العسكرية التركية المتواجدة في المطار، وقد كانت السفارة قدمت معلومات تفصيلية حولهم.

 

وقبل انتقالهم إلى الطائرة التركية، لوحظ أن آلاف الأفغان كانوا يركضون باتجاه الطائرة التركية، وفي ذلك الوقت، تدخلت القوات العسكرية التركية، وقطعت الطريق أمامهم بواسطة الدبابات والمركبات.

 

وبعد عدم تمكن آلاف الأفغان من الوصول إلى الطائرة التركية، انتقلوا باتجاه المدرج التالي حيث تتواجد الطائرة الأمريكية، وفي الوقت الذي كان العالم يتابع لحظات الرعب التي حدثت مع المواطنين الأفغان الذين تمسكوا بعجلات الطائرة الأمريكية، كانت عملية الإجلاء التركية تسير بهدوء.

 

من هي الشخصيات الأفغانية؟

 

ومن بين الركاب الـ324، كانت شخصيات أفغانية في داخل الطائرة التركية، وهم: محمد سروار دانيش النائب الثاني لرئيس الجمهورية، ووزير الخارجية محمد حنيف أتمر، ورئيس المخابرات الوطنية أحمد ضياء سراج، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية عبد المتين بك.

 

بالإضافة للمسؤول البارز عناية الله بابور فرهمند النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، إلى جانب ثلاثة وزراء سابقين، وثلاثة نواب، وآخرين.

 

وأكدت الصحيفة التركية، أن جميع الشخصيات الأفغانية التي وردت أسماؤها هم مستهدفون لحركة طالبان التي عندما دخلت كابول قامت بمحاصرة منازلهم وصادروا سياراتهم خلال تواجدهم على متن الطائرة التركية.

 

اتصالات مع وزير الدفاع التركي

 

صحيفة "خبر ترك"، كشفت في تقرير، عن اتصالات أجريت عبر دبلوماسي تركي سابق مع المسؤولين الأتراك لتأمين لجوء المسؤولين الأفغان.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأفغاني السابق، رانجين دادفار سبانتا (2006- 2010)، اتصل بالدبلوماسي التركي حكمت تشيتين والذي كان ممثلا لحلف الشمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان في الفترة 2003- 2006، وكان يلقب بين الأوساط الأفغانية بـ"الأخ الكبير حكمت".

 

ويتقن وزير الخارجية الأفغاني السابق، سبانتا، اللغة التركية جيدا، ودرس في جامعة أنقرة، وعائلته مقيمة في ألمانيا.

 

وفي الاتصال الهاتفي قال سبانتا لصديقه تشيتين: "صديقي العزيز، حياتي في خطر، وبجانبي الآن وزير الخارجية محمد حنيف أتمر، وإذا لم نهرب من هنا سنموت على الأرجح".

 

وأضاف سبانتا طالبا المساعدة: "حاولنا الصعود عبر الطائرة القطرية، ولكن طالبان لم تسمح لها بالإقلاع، وتم إنزالنا، وطلبي هو السماح لنا بالصعود إلى الطائرة التركية، وهذا هو طريق خلاصنا الوحيد".

 

اقرأ أيضا: تشاووش أوغلو يوضح موقف تركيا من طالبان وتأمين مطار كابول
 

قام الدبلوماسي التركي السابق، بالاتصال بمساعد وزير الخارجية التركية، سادات أونال، والذي أجابه بأن الطائرة التركية مخصصة لإجلاء المواطنين الأتراك فقط، وأبلغه بأنه سيبلغ وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو بالأمر.

 

وأثناء انتظار الدبلوماسي التركي، رن هاتفه مرة أخرى، وكان الاتصال من وزير الخارجية الأفغاني السابق، طالبا منه وبشكل عاجل تأمين دخولهما إلى المطار العسكري حيث تتواجد القوات التركية بسبب الفوضى التي عمت المطار المدني.

 

قام حكمت تشيتين، بالاتصال مباشرة في منتصف الليل بوزير الداخلية التركي خلوصي أكار، والذي أيضا تربطه علاقة بالمسؤولين الأفغان، وقام بدوره بترتيب دخولهما للمطار العسكري، وتأمين دخولهما للطائرة التركية.

 

فرهمند: وصل إلى تركيا 40 مسؤولا.. وغني غادر دون إبلاغ أحد

 

وتحدث عناية الله باباور فرهمند النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية إلى صحيفة حرييت، وقال: "عندما صعدنا على متن الطائرة، عبرنا عن مشاعرنا لبعضنا البعض، وقلنا إنه من الجيد أن تركيا موجودة.. لقد أنقذت حياتنا".

 

ولفت إلى أنه وصل إلى تركيا 40 مسؤولا حكوميا أفغانيا، معربا عن امتنانه لتركيا التي قامت بـ"تحريرهم من حركة طالبان" على حد وصفه.

 

وأضاف فرهمند: "لو لم تقم طالبان بسجننا بالمقام الأول، لقامت بفرض الإقامة الجبرية علينا في المنازل، ولعاملتنا بإساءة.. لقد اضطررنا للخروج لأننا نعرفهم جيدا، ونحن ممتنون لتركيا على تحريرنا".

 

وحول الرئيس الأفغاني أشرف غني، أوضح فرهمند أنه فر من البلاد مع اثنين من كبار المسؤولين دون إبلاغ أحد، وقد توجه إلى طاجكستان أولا ثم دولة عمان، وهو مسؤول عما حدث بالبلاد.

 

وفي تعليقه على تساقط المدن والولايات في أفغانستان واحدة تلو الأخرى على يد طالبان، أوضح فرهمند، أن الولايات المتحدة استثمرت بالأفراد وليس بمؤسسات البلاد، ومنها الجيش.

 

وأوضح: "لدينا جيش وهمي، وقد ترك غير مؤهل لا على صعيد التسليح أو التدريب".

 

وتابع: "الناس الذين يؤمنون بالولايات المتحدة، سقطوا وماتوا أثناء محاولتهم التمسك بأجنحة وعجلات طائراتها، وأصبحوا ضحايا لها".

التعليقات (0)