هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة إسرائيلية على أهمية وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة المتواصل منذ 15 عاما، ووقف طرد الفلسطينيين من بيوتهم، من أجل تمهيد الطريق إلى "السلام".
وأوضحت "هآرتس" في مقال كتبه ليف غرينبرغ، أن "كل النقاش الاستراتيجي والبحث عن الانتصار عبر العدوان الأخير على القطاع (يطلق عليه الاحتلال عملية حارس الأسوار والمقاومة أطلقت عليه سيف القدس)، خاطئ من أساسه، فالحديث يدور عن حوار عسكري - أمني جاء بدلا منه الحوار السياسي".
ونوهت إلى أن اتهامات وجهت لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أنه "لا توجد له استراتيجية"، ما منح حركة حماس "الانتصار"، موضحة أن "من يهاجمون نتنياهو وكأنه لا توجد له استراتيجية، يعتقدون ببساطة بأن استراتيجيتهم أفضل من أجل تعزيز سيطرة إسرائيل على الفلسطينيين، وبالتالي تحسين صورة إسرائيل في العالم".
ولفتت إلى أن "القاسم المشترك بين نتنياهو ومنتقديه الاستراتيجيين، هو الافتراض الأساسي بوجوب استمرار حصار قطاع غزة كأداة فعالة للسيطرة على الفلسطينيين، وهذا نقاش داخلي يعتبر نقاشا نموذجيا لأنظمة كولونيالية وديكتاتورية تتبع أسلوب "فرّق تسد"، كما أن الحديث يدور عن نقاش داخل المجموعة الحاكمة، حول كيف يمكن تحسين السيطرة؟".
اقرأ أيضا: هآرتس: لا أحد يصدق الرواية الإسرائيلية في كثير من الملفات
وأشارت الصحيفة، إلى أن رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، هو من قام "بتخريب الاستراتيجية المعتدلة"، عندما قام بتفكيك اتفاقات أوسلو وأوجد واقعا جديدا، وأكمل هذه المهمة أريئيل شارون عندما خرج من غزة بشكل أحادي الجانب وفصلها عن الضفة الغربية.
ونوهت إلى أنه "بعد فوز حماس في الانتخابات في 2006، قام الجيش بتحديث النظرية الاستراتيجية المعتدلة، وتكريس انفصال غزة عن الضفة الغربية وانفصال فتح عن حماس، من أجل تحسين حكم محمود عباس والتعاون الأمني معه ومعاقبة حماس".
وبينت أن "نتنياهو لم يقم بأي اختراع جديد، سواء الحصار على غزة أو جولات القتال العنيفة التي كانت الأولى من بينها بعد أسر الجندي جلعاد شاليط"، منوهة إلى أن "نتنياهو الذي قام فقط بتغيير سلم الأولويات، سعى للحفاظ على مكانته كزعيم لليمين الأيديولوجي في إسرائيل".
ونبهت أن "الجمهور الإسرائيلي لا تحركه اعتبارات استراتيجية عسكرية للسيطرة على التجمعات السكانية، بل تحركه خيبة الأمل والإحباط التي يخلقها العنف، والشعور بالعجز وفقدان الأمل في التغيير، وهي التي تجعل دعوات خيبة الأمل تضرب بشكل قوي العدو، وهذه هي المادة التي بني منها حكم نتنياهو وأفضليته السياسية منذ العام 2009".
ورأت في نهاية المقال، أنه "من الجدير البدء بكلمة هدنة، أي اتفاق عدم اعتداء إسرائيل، ووقف حصار القطاع، وأيضا وقف طرد الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح واللد ويافا، وهذه شروط أساسية للهدنة، ومن أجل إحداث تغيير سياسي يجب تخيل واقع آخر، لكن في وضع العنف الحالي هذا أمر غير محتمل، والهدنة مطلوبة للإسرائيليين والفلسطينيين ليتخيلوا مجددا مستقبلا للسلام"، بحسب قولها.