"النهضة" تنفي السعي لسحب الثقة من سعيّد وتطالب بالحوار

أكد الوزير السابق والقيادي البارز بحركة النهضة التونسية عبد اللطيف المكي أن الحركة لا تسعى لسحب الثقة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد.

وأوضح المكي في تدوينة على صفحته الرسمية قائلا: "ليس واردا في برنامج الحركة سحب الثقة من رئيس الجمهورية فضلا عن البحث في شروطها".

واعتبر عبد اللطيف المكي أن الموقف الرسمي للحركة هو الحوار مع رئيس الجمهورية والبناء معه لتجاوز الأزمة الحالية.

وتعرف البلاد أزمة سياسية حادة بلغت حد الانسداد منذ أشهر طويلة وذلك على خلفية رفض الرئيس للتعديل الوزاري الذي أدخله رئيس الحكومة هشام مشيشي على حكومته وصادق عليه البرلمان.

ولم يدع الرئيس الوزراء الجدد لموكب اليمين معللا ذلك بخروقات دستورية الأمر الذي زاد من حدة التوتر بين الرؤساء وانقطعت سبل التواصل بينهم حتى في المواكب الرسمية.

هذا وأقر عبد اللطيف المكي بوجود خلافات عديدة بين الحركة، وبين رئيس الجمهورية.

وكشف المكي أنه رغم الخطابات الحادة من الرئاسة فإنه لا يمكن الرد عليها بمثلها معللا ذلك بأنه لا يخدم المصلحة الوطنية.

ودعا القيادي النهضاوي إلى خطاب بناء يرتكز على الاحترام ويعالج عناصر الأزمة.

 

واتسمت خطابات الرئيس سعيد خاصة في المدة الأخيرة وإثر زيارته مصر بلغة الوعيد والتهديد فاعتبرها أغلب المتابعين بمثابة دق طبول الحرب على خصومه السياسيين، وأولهم حركة النهضة وعدد من قياداتها البارزة، وأساسا صهر رئيس الحركة رفيق عبد السلام الذي عرف بانتقاده الشديد للرئيس.

وفي كل مرة يخرج سعيد و يتحدث بلهجة حادة ومتوترة خاصة في ما يتعلق بالمحكمة الدستورية والتي أكد أن خصومه يسعون لتركيزها بغاية عزله، وأعلن صراحة رفضه لها وأنه الوحيد القادر على تأويل الدستور.

 

اقرأ أيضا: المسلسل التونسي"الحرقة".. العلاج النفسي بواسطة الدراما!

وأثار حديث سعيد عن تبعية القوات الأمنية له على غرار العسكرية جدلا وحذرت عدة أطراف من محاولة الرئيس الانقلاب، ووفق ما يدور في الكواليس والتحليلات السياسية فإن البلاد ستقدم على مرحلة صراع سياسي أشد وأعمق بعد عيد الفطر وأن الرئيس سيدخل في مرحلة جديدة قائمة على تحضير ملفات واعتقالات لشخصيات بارزة.

وتزامنا مع تدوينة المكي نشر القيادي والنائب عن الحركة أيضا ناجي الجمل تدوينة عبر فيها عن تأييده لموقف الحوار للخروج من أزمة البلاد.

وشدد النائب الجمل على أنه "لا بديل عن الحوار لتجاوز الأزمة ودعا الرئيس إلى قبول الوزراء لأداء اليمين".

وتقدم ناجي الجمل بمقترحات لتكوين لجنة سياسية تتفق على حكومة سياسية جديدة وتركيز المحكمة الدستورية، ولجنة لإعداد مشروع إصلاح اقتصادي واجتماعي.

وتمسك الجمل بأهمية المحاولة للخروج من الأزمة على الرغم من ارتفاع منسوب الخلاف وحدته في ظل التراشق الإعلامي والتدخل الأجنبي وفق تعبيره.

 

وكانت النهضة قد أصدرت السبت بيانا إثر اجتماع مكتبها التنفيذي أكدت فيه ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار لتجاوز الخلافات والوضع الصعب الذي تمر به البلاد.

عزل سعيّد واجب

في مقابل ذلك شدد القيادي المستقيل والنائب عن حزب "قلب تونس" عياض اللومي، أنه لا خيار اليوم إلا بسحب الثقة من الرئيس قيس سعيد، وعزله، معتبرا ذلك "واجبا وطنيا".

وقال اللومي الأحد في لقاء إذاعي إنه من بين أسباب استقالته من "قلب تونس" والهدف الوحيد هو عزل الرئيس، وهو بصدد تكوين جبهة للحفاظ على الانتقال الديمقراطي وأساسا عبر إقالة قيس سعيد.

وقال اللومي إن "حال البلاد لن ينصلح إلا بالإطاحة بقيس سعيد لأن ما يقوم به خرق دستوري جسيم وأنه آجلا أو عاجلا ستتم الإطاحة به" على حد قوله.

 

بدوره طالب السياسي والوزير السابق سليم بن حميدان بتتقديم لائحة معللة لإعفاء رئيس الجمهورية من أجل الخرق الجسيم للدستور .