هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد خبراء تأييدهم وتثمينهم للخطوة المصرية والسودانية برفض المقترح الإثيوبي، بشأن ترشيح مشغلين مصريين وسودانيين، لتبادل المعلومات حول تشغيل السد والملء الثاني، واصفين هذه الخطوة بالحكيمة واستيعاب الدرس، بشأن المراوغة الإثيوبية في أكثر من موقف سابق.
وقالوا في تصريحات خاصة
لـ"عربي21" إن "المقترح للاستهزاء والالتفاف حول الطلب الأمريكي
بعدم القيام بعمل انفرادي، ومحاولة للوقيعة بين مصر والسودان"، مطالبين بعدم
الرضوخ لمثل هذه المقترحات، والإصرار على اتفاق شامل، لتشغيل السد قبل التعبئة
الثانية.
وكانت وزارة الموارد المائية
والري المصرية أعلنت مؤخرا رفضها المقترح الإثيوبي، موضحة أنه يدعو لتشكيل آلية لتبادل
البيانات حول إجراءات تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، التي أعلنت إثيوبيا
أنها تنوي تنفيذها خلال موسم الأمطار المقبل في صيف العام الجاري.
واعتبرت وزارة الموارد المائية
أن المقترح الإثيوبي "تضمن العديد من المغالطات والادعاءات التي لا تعكس حقيقة
مسار المفاوضات على مدار السنوات الماضية"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام مصرية عن
متحدث رسمي باسم الوزارة.
اقرأ أيضا: هل نسف شكري خط السيسي الأحمر بتصريحه عن الملء الثاني؟
وهو الموقف نفسه الذي اتخذته
السودان بل إن الأمر وصل حدا من التصعيد بإمكانية حدوث حرب مياه إذا استمرت في تعنتها،
فقد حذر مسؤول سوداني من أن حرب المياه مع إثيوبيا قادمة، وستكون أفظع مما يتم تصوره.
وكانت إثيوبيا دعت مصر والسودان
لترشيح شركات مشغلة للسدود بهدف تبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة، وقالت
وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، إن "وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي،
سيلشي بيكيلي دعا رسميا السودان ومصر لترشيح مشغلين للسدود لتبادل البيانات قبل بدء
الملء الثاني لسد النهضة في مواسم الأمطار القادمة في إثيوبيا".
محاولة لشرعنة التعبئة الثانية
وفي سياق تعليقه، وصف خبير السدود
محمد حافظ قرار رفض مصر والسودان الاقتراح الإثيوبي بتبادل المعلومات بأنه قرار حكيم
للغاية، وذلك لمنع استفادة إثيوبيا من تلك الموافقة لشرعنة عملية الملء الثاني.
ولفت حافظ إلى أن صور الأقمار
الصناعية اليوم يمكن من خلالها التنبؤ بكافة المعلومات الفنية التي تعتقد إثيوبيا أنها
معلومات ذات شأن، مؤكدا أن الأمر ليس أكثر من محاولة إثيوبية للحصول على ورقة موقع
عليها من مصر والسودان للاستفادة منها عالميا في إيهام العالم بموافقة مصر والسودان
على عملية الملء الثاني.
وأضاف خبير السدود لـ"عربي21"
قائلا: "في الوقت الحالي لا يمكن استخدام مصطلح مشغلين أو غير مشغلين، فكلا الدولتين
مصر والسودان قد تم خداعهما من قبل إثيوبيا كثيرا جدا، على مدار السنوات الماضية في
ظل إطار اتفاقية مبادئ سد النهضة بداية من إلغاء مبدأ تعيين مكاتب استشارية فرنسية
متخصصة لرسم خريطة ملء بحيرة سد النهضة، نهاية برفض إثيوبيا تسليم الدراسات الفنية
المتعلقة بضمان سلامة السد للجانب المصري والسوداني".
اقرأ أيضا: سد النهضة الإثيوبي ومخاطره على العرب (إنفوغراف)
وحول دور المجتمع من هذه الأزمة
خاصة أمريكا والاتحاد الأوروبي، قال حافظ: "قد يبدو أن المجتمع الدولي يتوجه حاليا
لخلق مجال صراع جديد بين أبناء هذا الكوكب، ولهذا فربما يكون من مصلحة البعض تعقيد
قضية سد النهضة من خلال عدم التدخل في حلها ودفع أطراف المشكلة للمواجهة، لتكون هذه
هي بداية سلسلة من الصراعات المكتومة حول العالم بين دول تتصارع بين بعضها البعض على
مصادر المياه، وربما يترجم هذا إلى حرب على أرض الواقع".
مبهم وجدير بالرفض
أما خبير العلاقات الدولية سيد
أبو الخير فيرى أن المقترح الإثيوبي مبهم وجدير بالرفض، لأنه لتبادل البيانات فقط،
وليس هناك أي بيانات مخفية حتى يمكن أن يضيفها هؤلاء المشغلون، فكافة البيانات معروفة
ومهمة المشغلين تنحصر في تبادل البيانات فقط وبالتالي رأيهم غير ملزم، وخلاصة القول
إن هذه محاولة للتسويف من جانب إثيوبيا حتى يتم الملء الثاني للسد.
ويتساءل خبير العلاقات الدولية
في حديثه لـ"عربي21": "كم تستغرق مهمة المشغلين؟ وهل سيتوقف الملء حتى
ينتهي هؤلاء من وضع تقريرهم؟ أم أن مهمتهم تنحصر في الإحلال محل إثيوبيا في تبادل المعلومات
بين مصر والسودان؟ مجيبا: في اعتقادي ليس هناك جدية في العرض، وهو جدير بالرفض
لعدم جدوى السير فيه ولا فائدة منه".
وحول إمكانية أن تتعرض إثيوبيا
لأي ضغوط من المجتمع الدولي لإثنائها عن التعنت، قال: أعتقد أن إثيوبيا لا تتعرض لضغوط
من أحد، والسبب ببساطة أن هناك شركات أوروبية وأمريكية وعربية، ومكاتب استشارية تعمل
في إنشاء السد.
محاولة للوقيعة بين مصر والسودان
من جانبه، قال وزير الري
المصري الأسبق محمد نصر علام إن دعوة إثيوبيا لمندوبي مصر والسودان للتفاوض حول الملء
الثاني للسد الإثيوبي ولتبادل البيانات، استمرارا لسياستها فرض الأمر الواقع وحصر
التفاوض في الملء الثاني فقط، بدلا من الملء الكامل والتشغيل لسد النهضة، أساليب رخيصة
من إدارة عدوانية.
وأضاف على صفحته بموقع فيسبوك:
تصريح الخارجية الإثيوبية حول تبادل البيانات للملء الثاني للسد الإثيوبي، هو للأسف
للاستهزاء والالتفاف حول الطلب الأمريكي بعدم القيام بعمل انفرادي، ومحاولة للوقيعة
بين مصر والسودان، ومحاولة للهروب من اتفاق قانوني شامل وملزم، وهذه المحاولات سبق أن رفضتها مصر رسميا وعلى لسان رئيسها.