هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الإثنين، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة رسمية، يجري خلالها مباحثات مع مسؤولي البلاد.
وأكدت أنقرة وطرابلس على أهمية الإسهامات التركية في تأسيس وقف إطلاق نار مستدام بليبيا، ومواصلة التنسيق بين البلدين للمضي قدما بالعملية السياسية المؤدية إلى الانتخابات.
— T.C. Cumhurbaşkanlığı (@tcbestepe) April 12, 2021
وشدد الطرفان في بيان مشترك عقب لقاء مجلس التعاون الاستراتيجي على التنسيق من أجل المضي قدما بالعملية السياسية المؤدية إلى الانتخابات المزمع إجراؤها بتاريخ 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل في ليبيا.
من جهته، قال رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، الإثنين، إن بلاده ترغب "في الوصول بعلاقاتنا مع أشقائنا الأتراك إلى مستوى نموذجي".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب لقائهما في العاصمة أنقرة.
وأضاف الدبيبة أن "ليبيا ستستضيف العديد من المشاريع الإعمارية ونرغب في تنفيذها من قبل الشركات التركية، كما نرغب بتعزيز التعاون في مجال الطاقة".
وفي سياق متصل، أشار الدبيبة إلى أن بلاده تتطلع للتعاون في "المجال الأمني مع الدولة التركية وفق متطلبات الدولة الليبية".
وأكد أن الاجتماع كان مهم جدا "ونحن نبحث عن علاقات استراتيجية مع تركيا وكل الدول الشقيقة والجارة".
وأشار الدبيبة إلى "أهمية حماية سيادة ليبيا ووحدتها الاقتصادية وأن احترام السيادة منطلق لعلاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة".
وفي وقت سابق الإثنين، عُقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وليبيا في أنقرة، برئاسة الرئيس أردوغان، والدبيبة.
و"المجلس الليبي التركي للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى"، تأسس باتفاق بين البلدين سنة 2014، وفق تصريح سابق للناطق باسم الحكومة محمد حمودة.
وأضاف البيان أنه "كان في استقبال الدبيبة والوفد المرافق له، وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح سولماس".
ووقعت الحكومة التركية ونظيرتها الليبية، 3
مذكرات تفاهم وبروتوكول وإعلان مشترك، في مجالات الطاقة والإعلام والاقتصاد لتعزيز
التعاون بين البلدين.
وذكرت الرئاسة التركية، أن "تركيا وقعت،
اليوم الاثنين، بروتوكولا بشأن بناء 3 محطات كهرباء في ليبيا".
وأضافت أن "تركيا وقعت مع ليبيا مذكرة
تفاهم لبناء محطة ركاب جديدة بميناء طرابلس الدولي، ومذكرة تفاهم أخرى لبناء مركز
تسوق جديد في طرابلس، ومذكرة تفاهم ثالثة بين الحكومتين حول التعاون الاستراتيجي
في مجال الإعلام".
وتابعت الرئاسة أنه "تم التوقيع على
الإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا
وليبيا".
وكان دبيبة وصل الاثنين على راس وفد كبير يضم وزراء الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، والداخلية خالد مازن، والصحة علي الزناتي، والاقتصاد والتجارة محمد الحويج، والنفط والغاز محمد عون.
إضافة إلى وزراء التخطيط فاخر أبو فرنة، والصناعة والمعادن أحمد أبو هيسة، والإسكان والتعمير أبو بكر الغاوي، والتعليم العالي والبحث العلمي عمران عبد النبي، بحسب مراسل الأناضول.
وهذه أول زيارة يجريها الدبيبة إلى تركيا عقب تسلمه مهامه في 16 آذار/ مارس الماضي، لقيادة ليبيا إلى انتخابات عامة أواخر العام الجاري، بعدما تمكن الفرقاء من التصديق على سلطة انتقالية موحدة.
وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وقع الجانبان التركي والليبي، مذكرتي تفاهم تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.
وحول أهداف الزيارة، قال المحلل السياسي، عبد السلام الراجحي إن أبعادا اقتصادية مهمة تقف خلف زيارة الوفد الكبير المرافق لرئيس الحكومة، مؤكدا أن دبيبة يهدف بالأساس من وراء الزيارة، لحث الشركات التركية للعودة إلى ليبيا، من أجل استكمال مشاريع سابقة أبرمت عقودها في عهد الزعيم الراحل، معمر القذافي.
اقرأ أيضا: رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى اليونان الثلاثاء
ولفت الراجحي في حديث خاص لـ"عربي21"، إلى أن الحديث هنا يدور عن مليارات الدولارات التي ضخت في مشاريع ما زالت متوقفة رغم أن نسبة إنجاز بعضها وصلت أكثر من 70 %، ومنها ما يخص الطاقة، والبنية التحتية، والخدمات، وغيرها.
وشدد على أن "هناك 407 مشروع متنوع في ليبيا كلها من تنفيذ شركات تركية، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون دبيبة على رأس وفد كبير ومتنوع، خاصة وأنه كان على صلة مباشرة ومعرفة بهذه المشاريع التي أبرمت في عهد القذافي".
واستطرد بالقول"تركيا تاريخيا من أكبر الشركاء الاقتصاديين لليبيا هي وإيطاليا، ووصلت في فترة الملكية لأكبر شريك، وهنا نذكر أن الملك إدريس السنوسي حين انقلب عليه القذافي كان في إسطنبول يتلقى العاج، وكان يرفض العلاج في دولة أوربية أخرى، وهذا دليل على عمق العلاقة".
"كما أن العلاقات مع أنقرة كانت مميزة في عهد القذافي، حيث حلت في المرتبة الثانية بعد إيطاليا كثاني أكبر شريك اقتصادي، وفي فترة الثمانينات كان التبادل الاقتصادي مع تركيا أكبر من التبادل مع دول الجوار مجتمعة". بحسب الراجحي.
وشدد على أن دبيبة يهدف من وراء الزيارة للاطلاع على جهود التدريب ورفع الكفاءة التي تتلقاها عناصر الجيش والشرطة، في إطار اتفاق التعاون الموقع بين الجانبين، وذلك في إطار جهود توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية.